قال مصطفى العلوي، قيدوم الصحافيين المغاربة، إن "الدولة التي قضت على كل الأحزاب المغربية تريد الآن أن تقضي على الصحافة المستقلة بالبلد". وأضاف العلوي، الذي كان يتحدث في لقاء نظمته المديرية الجهوية للاتصال مساء الأربعاء بمدينة طنجة، أن من وصفه ب"العفريت الذي جعل كل الأحزاب كالقطط"، "هو نفسه يريد أن يقضي على الصحافة؛ وذلك عبر تقييدها بشروط معقدة". وحول موضوع الندوة، الذي طرح سؤال "متى تبدأ الصحافة وأين تنتهي السياسة؟ قال العلوي إنه "شبيه بسؤال البيضة والدجاجة"، مضيفا أن "السياسة مرتبطة دوما بالصحافة، فالأحزاب السياسية لا يمكن أن تعيش دون صحافة، بينما الصحافة يمكنها أن تعيش دون أحزاب". واستطرد مدير جريدة الأسبوع الصحفي: "الخلط بين الصحافة والسياسة موجود فقط في الدول المتخلفة، ففي الدول المتقدمة كفرنسا وأمريكا لا يوجد أبدا هذا الخلط". الصحافة هناك حرة وليست أداة من أدوات السياسي، وهو ما يفسر مثلا، يورد العلوي، هجوم ترامب على الصحافة وخوضه معركة ضارية ضدها، علما أنه رئيس لأقوى دولة. صاحبُ عمود "الحقيقة الضائعة" واصل حديثه موضحا أن المغرب يحتاج الآن إلى صحافة مستقلة تبحث عن الحقيقة، وفقط الحقيقة، "وأن عملية إخبار الرأي العام يجب أن تكون بدون حدود أو قيود". "السلطة الرابعة" اعتبرها العلوي صفة لم يعد لها معنىً لوصف الصحافة الآن؛ "فما هو موجود عبارة عن صحافة تتحكم فيها الدولة بشكل كامل، وأخرى تعاني في صمت وتريد الدولة أن تتخلص منها في أقرب وقت ممكن"، بتعبير العلوي. كما اعتبر قيدوم الصحافيين بالمغرب أن أحد أسباب انهيار الصحافة المستقلة يعود إلى عدم تكوين الصحافيين بالشكل المطلوب؛ "فأغلب المعاهد الصحافية بالمغرب لا تخرج صحافيين حقيقيين"، موضحا أن المعاهد تدرّس القانون وموادَّ أخرى "لكنها لا تدرس الصحافة". هذا المعطى اعتبره العلوي مفسِّرا لانسياق جميع الجرائد والمواقع وراء عناوين موحدة، ضاربا المثل بما أصبح يعرف ب"الزلزال السياسي"، مضيفا: "الكل يتحدث الآن عن الزلزال السياسي، لكن لا أحد طرح الأسئلة الحقيقية أو بحث عن الحقيقة طارحا أسئلة مهمة: كيف ومتى وماذا جرى بالضبط؟". وزاد العلوي: "يمكنكم أن تطمئنوا إلى أنكم لن تجدوا الآن في الصحف المغربية سوى عبارات الزلزال السياسي والخطاب المزلزل". العلوي لم يخفِ في الأخير أنه تفاجأ مؤخرا عندما اكتشف أن جريدة هسبريس الإلكترونية "تتمتع بشعبية غريبة"، كاشفا أن اللقاء الذي أجراه معه الإعلامي نور الدين لشهب بمقر مؤسسة هسبريس، "خلق ردود فعل كانت مفاجئة جدا، حيث تلقيت عددا كبيرا من التعليقات والتساؤلات من داخل المغرب وخارجه، كما تلقيت مئات المكالمات تستفسرني عن بعض المعطيات التي ذكرتها في اللقاء المباشر مع جريدة هسبريس"، يوضح العلوي. يذكر أن الندوة، التي قدّم لها وسيّرها المدير الجهوي للاتصال ابراهيم الشعبي ببيت الصحافة بمدينة البوغاز، عرفت في الأخير فتح باب النقاش أمام الحضور الذي تفاعل وطرح مجموعة من الأسئلة على مدير نشر "الأسبوع الصحفي".