دافع مدير نشر جريدة "الأسبوع الصحفي"، مصطفى العلوي، عن الصحافيين المغاربة في علاقتهم بالقانون الجنائي وقانون الصحافة، مؤكدا أن "الصحافي ليس مجرما، وليس من قطاع الطرق، حتى تفرض عليه عقوبات سالبة للحرية"، على حد تعبير قيدوم الصحافيين المغاربة. وقال العلوي، في ندوة نظمها اليوم مركز هسبريس للدراسات والإعلام، بمقر المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، إن "الأزمة التي أثيرت حول مشروع قانون الصحافة لم يكن لها أي مبرر، لو لم تكن مرتبطة بإلغاء العقوبات السجنية في حق الصحافيين بالمغرب". وتابع الصحافي بأن الموضوع خارج عن وزير الاتصال، وعن المنظمات الصحافية، بل هناك من يتخوفون من الصحافة، ولا يريدون أن تكون هناك صحافة حرة، ولهم دور ونفوذ"، معللا ذلك بكون "مشروع قانون الصحافة الذي اتفقت عليه فدرالية الناشرين قبل سنتين، أدخلنا عليه تعديلات". وتابع المتحدث ذاته أن "الكثير من التعديلات أدخلت على القانون الجديد، الذي كان سليما في جوهره"، لكن خلال تقديمه لمجلس الحكومة، يقول العلوي، "أضيفت إليه ست أو سبع صفحات سميت ملحقا"، وهي التي تضمنت "ربط العمل الصحافي مع القانون الجنائي، ما أثار غضب الصحافيين". مدير نشر "الأسبوع الصحفي" شدد على أن المطروح حاليا هو أزمة أفكار، في ما يبقى المهم أن المؤسسات الصحافية، من فدرالية الناشرين والنقابة الوطنية للصحافة، كان لهم دور كبير فيما وصلنا إليه، وتم إلغاء الكلمات القبيحة، من قبيل أن يتم منع الصحافي من حقوقه الوطنية والعائلية"، على حد تعبيره. واستطرد بأن قانون الصحافة الجديد، وإن كان لا يزال يشكل أحد عوامل عدم الثقة في الصحافي، وهذا شيء رفضناه ولا نزال، فإنه على الصحافي أن يكون طرفا في الإصلاح بعد أن انعدمت الكيانات السياسية والحزبية، وبقي الصحافيون الوحيدين الذين بإمكانهم أن ينبهوا للأخطاء"، مضيفا أن "الصحافي ليس الذي تنزع منه بطاقة الصحافة لمجموعة من الأسباب". وتابع قيدوم الصحافيين المغاربة، ضمن مداخلته، أن "النصابين كثر، وهؤلاء هم المجرمون الحقيقيون"، داعيا الجيل الجديد من الصحافيين إلى "أن لا يخشوا نقل الحقائق، لأن "الصحافة مهنة شريفة ومتطورة، وملايين من الصحافيين يخوضون معركة ضد الفساد عبر العالم" على حد تعبيره. وبخصوص مستقبل الصحافة في المغرب، أكد المتحدث أن العمل الصحافي يسير في طريق سليم، و"إصلاحات القوانين ستكون هذه المرة وفيما بعد، ولن تتوقف نهائيا"، لأن "الصحافة تتطابق مع ظروفها، كما أن الصحافة اليوم تختلف عما كانت عليه خلال الستينات". وزاد العلوي موضحا فكرته بالقول إن المقالات كانت حينئذ تزعزع النظام، وحاليا تبقى المقالات عادية، والخبر الذي نقرأه هنا نقرأه هناك بصيغة أخرى"، ولذلك "لا مبرر لهذه القوات الخفية أن تتدخل، ولابد أن يدخل جيل جديد بأفكار جديدة ليحارب الفساد بجميع أساليبه".