div id="js_5lk" class="_5pbx userContent" data-ft="{"tn":"K"}" سألني أن أكتب شعرا ... وهل أستطيع أن أفعل؟ فما نهلت من بحور الشعر وما من لججه اغترفت! قال جربي.. خربشي.. ارسمي على رمال اليم كلمات جميلة، ابحثي عن قصاصات من وحي الطفولة تأملي أديم السماء وصفحة الماء اسبري أغوارك واكشفي الأسرار وانسجي شعرا جميلا هذا المساء. قلت لا .. لن أفعل. قال لملمي الأوراق وانثري عبير الزنبق ورذاذ الماء اكتبي شعرا.. حتما ستخرجين ذررا من الأغوار. فلعل الحب يسكن الأعماق لعل شعرك يشدو للأحباء.. والغرباء ولعله يسعد الأشقياء.. ويلملم الدمعة الحزينة من مقل الأبرياء. انثري الكلمات الجميلة وغردي حتما ستكتبين شعرا جميلا. قلت أخشى أن أفعل! أخشى أن أفشل! قال حركي أناملك واطرزي الأشعار واسقطي منها أحلى الرطب...جميل الأزهار وامتعينا بكلام حلو ينساب كالهواء.. ينسينا تعب الحياة.. ينسينا الأضجار. قلت ..كيف.أفعل.؟ قال طيري عاليا في السماء وغردي... اسبحي بشدوك في الفضاء ورددي بوحي بكلمات حبيسة الأعماق وزعي البسمات..ترنمي.. املإي العالم بالصياح ودعي الحياة تدب في الخليقة دعي الشمس تشرق في الآفاق قلت.. أتظنني أستطيع؟ أأتجرأ وأنا الغريبة؟! قال بل أنت أهل الدار فلك البيت والمرتع ولك الشعر والبحر.. سترفدين من المنبع أظل أنا الحارس.. أحيطك برعايتي سألهمك الشعر وأحكيك قصاصتي سأرويك من الينبوع أشعارا وأمسك بحروفك إن تمردت إن زاغت تقصيناها وإن اعوجت قومنا الإعوجاج قلت سأفعل..سأغني وأنشد سأكتب كلمات وقصصا جميلة تغازل الأنثى والطفل.. والرجولة فأنت ملهمي ساحر الكلمات. قال أحسنت .تشجعي.. أبدعي ترانيما، ألحانا جميلة وارسمي صورا شفافة كالضياء أردفت.. سأجود بما جاد به الفؤاد سأشفي العليل وأطرب الولهان أغني للشمس للبحر.. وللغزلان فقد تحرر الحبر من قلمي ولاح ينشد الأشعار.. ...وملأ حبري صفحة من حياة.