احتلت مدينة شفشاون، المرتبة الثالثة عالميا بين المدن ذات الجاذبية السياحية الأكثر في العالم، بفضل جمالها وأزقتها الزرقاء. وحسب الموقع العالمي المتخصص في السياحة والسفر "10best.com"، فإن مدينة شفشاون التي جاءت في المرتبة الثالثة في قائمة 10 أجمل مدن سياحية في العالم، تمتاز بأزقتها الهادئة وبمبانيها ذات اللون الأزرق، ما يمنحها جاذبية كبيرة. وأشار الموقع في وصف مقتضب لشفشاون، إلى أن "عدم وجود تفسير للون الأزرق الذي يميز المدينة، غير أنها أحالت إلى أن هناك نظريات تربط بين هذا اللون والبحر أو السماء". من جهته، عبر محمد السفياني، رئيس جماعة شفشاون، عن سروره بالتصنيف الجديد، مبرزا بأنه محفز على الاشتغال أكثر. وأكد السفياني، أن هذا التصنيف هو اعتراف جديد بجمالية المدينة و بالمبادرات التي تقوم بها جماعة شفشاون بشراكة مع المجتمع المدني المحلي وسكان المدينة. وسبق أن جمع وسم شفشاون ما يزيد عن 620 ألف منشور على إنستغرام ولا يبدو أن شعبية المدينة ستتراجع، مع توافد المؤثرين والمدونين والرحالة على المدينة المغربية يومياً، مهما كان الطقس، للوقوف على درجات سلالمها الزرقاء الخلابة. تُعرف شفشاون التي بنيت عام 1471 وتضم أكثر من 42,700 مواطن، بمدينة الشاون، ولطالما كانت واحدة من أكثر مدن المغرب التي تُلتقط لها الصور. إلا أن الجيل الرقمي شهد ارتفاعاً حاداً في أعداد زوارها الذين لا يأبهون لشيء أكثر من التقاط أفضل صور تذكارية. وقد أكسبتها الألوان الزرقاء الزاهية اسم «الجوهرة الزرقاء»، وتساعد درجات سلالمها الملونة في إعطاء خلفية مذهلة للصور التي يجري نشرها عبر إنستغرام. كيف أصبحت فاتنة إلى هذا الحد؟ يُعتقد أن هذا اللون يعود إلى القرن الخامس عشر، عندما نزح اليهود والمسلمون الموريسكيون (مسلمون تحولوا إلى المسيحية) من إسبانيا نتيجة لأعمال التطهير العرقي والديني ضد غير المسيحيين. طلى هؤلاء النازحون المباني لتكون بمثابة تقرب لله ولتمثيل السلام والأمان في وطنهم التعددي، واختاروا اللون الأزرق رمزاً للسماء والجنة. وقد احتفظت المدينة بلونها المميز المعروف بعد فترة الحرب العالمية الثانية. ورغم عمل الإدارة المحلية على تجديد ألوان المنازل بين كل فترة والأخرى، لكن المدينة التي تعج بالسياح قد تدمر بسبب مهووسي إنستغرام وفق صحيفة The Daily Mail البريطانية.