شاءت الطاف الله تعالى أن تكون الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة مبرمجة اليوم مباشرة و بعد ساعات قليلة فقط من مرور وزير الداخلية بمجلس النواب ، ولولا هذا الترتيب اللطيف وهذا التدبير الالهي لانتشر حديث حصاد عن الاتفاق المسبق مع رئيس الحكومة على منع التظاهرات غير المرخصة كدليل ادانة لبن كيران كما تنتشر النار في الهشيم و لاستغل تصريح حصاد كما استغل قميص عثمان (ض) … إذ من الوهلة الأولى انطلقت عملية التحريف و صيغت عنواين من مثل : حصاد يفرش بن كيران ، حصاد يكشف ان بن كيران هو المسؤول عن إصدار الأمر بالتدخل بانزكان، الخ. .. بنباهته وسرعة البديهة المعروفة عنه و تفوقه التواصلي استطاع رئيس الحكومة أن يوجه الخطاب عن طريق وزير الداخلية إلى جميع المغاربة – و حتى لو اقتضى الأمر أن يقسم بالأيمان المغلظة – ليخبرهم بعدم علمه بالتدخل الأمني بانزكان، فكيف يعطي الأوامر بالتدخل من لم يكن على علم بالحدث اصلا ؟ القضية واضحة إذن … لكن عبدالإله بن كيران لا يتهرب من التبعات و المسؤولية السياسية كرئيس للحكومة وفي نفس الوقت ينتفض ضد الظلم و يعلن عن ضرورة محاسبة كل من خالف القانون، ويعلن انه ينتظر البحث الذي يشرف عليه الحموشي ليرتب عليها المسؤوليات فليس من الممكن ان يستقي رئيس الحكومة معطياته التي سيبني عليها القرار من خلال ما ينشر في الفيسبوك… وبغض النظر عن الاستعداد النفسي للبعض لتحريف الكلام و إخراجه عن سياقه الطبيعي بل و الانزلاق إلى دوائر الكذب والافك و باستثناء الاستعمال المفرط لكل الاسلحة المحرمة في الصراعات (الدامية )التي تدور رحاها على ساحات الفيسبوك ، فإن المغاربة عموما كانوا هذا المساء على موعد مع لحظة استثنائية لها مابعدها ، وقد استطاع ان يجسد فيها عبدالإله بن كيران بجدارة – على الأقل بالنسبة لي – ثلاث معاني مركزية في أي فعل سياسي مسؤول و راشد وهي : الوضوح مع الشعب من رجل صادق؛ تحمل المسؤولية شيمة الكبار من رجال الدولة ؛ الرأي قبل شجاعة الشجعان ؛
تنويه: هذا المقال هو في الأصل تدوينة منشورة على الحساب الشخصي والصفحة الرسمية للكاتب على الفيسبوك