خلق خبر فوز وئام المحرشي ابنة القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة العربي المحرشي، بمقعد بمجلس النواب وحصولها على "لقب" أصغر نائبة في تاريخ البرلمان المغربي، العديد من النقاش والتعليقات حول أحقيتها للظفر بهذا المقعد بدائرة وزان التي يترأس والدها العربي مجلسها الإقليمي. وفي محاولة لفهم أسباب ظفر وئام المحرشي أصغر برلمانية في المغرب على مقعدها بمجلس النواب، يعود "شمالي" إلى أبرز الأحداث التي شهدتها الفترة الانتخابية بدائرة وزان، والتي ساعدت البرلمانية المدللة ذات ال21 ربيعا، والطالبة بأحد المعاهد الخاصة، على احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية بالدائرة شبه القروية لوزان، التي يسطير والدها العربي المحرشي على أهم معاقلها الانتخابية. آليات المجلس الإقليمي في حملة مبكرة بدأت تحركات العربي المحرشي لضمان مقعد لابنته في البرلمان، قبل انطلاق الحملات الانتخابية رسميا، من خلال استغلال آليات المجلس الإقليمي الذي يترأسه في تقديم "خدمات انتخابية". وكانت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بوزان، قد اتهمت العربي باستغلال آليات المجلس والجرافات في حملة سابقة لآوانها، وذلك في مراسلة وجهها الحزب لعامل الإقليم، أن المحرشي يقوم باستغلال جرافات المجلس وذلك لفتح بعض المسالك الطرقية بالعديد من الجماعات المحلية لحسابات إنتخابية صرفة. وطالب بيجيدي وزان حينها عامل الإقليم بالتدخل العاجل للحد من هذه التصرفات التي تتنافى مع مضمون الخطاب الأخير للملك محمد السادس، لكن تلك المطالب لم تلق آذانا صاغية، وظلت الآليات الجماعية تعبد الطريقة للصغيرة "وئام" نحو البرلمان، حتى قبل أن تضع ترشيحها رسميا. معونات وحفر للآبار ووعود انتخابية ولأن تمهيد الطرق لم يكن كافيا، انتقل المحرشي إلى الخطوة الموالية، والمتمثلة في الاستعانة بالمساعدات الغذائية الموجهة للفقراء بالعديد من الدواوير بإقليموزان، في حملة انتخابية سابقة لأوانها لفائدة ابنته وئام. وكانت معلومات خاصة حصل عليها "شمالي" أفادت أن المحرشي وزع على بعض دواوير جماعة ونان، مبالغ مالية قدرت بمليوني سنتيم للدوار، من أجل حفر الآبار وقضاء مصالح أخرى بهذه المناطق، وذلك لكسب ولائهم له في الانتخابات التشريعية، وهو ما ترجم عمليا بحصول المحرشي على أعلى الأصوات بتلك الجماعات. كما استغل القيادي بحزب إلياس العماري، المشروع الصيني الذي سيقام بطنجة وذلك من خلال تعبئة دواوير وزان بتسجيل أسماء الشباب الراغبين في العمل بهذا المشروع، وبينها دوار القيطون بجماعة سيدي رضوان، حيث طلب أسماء 15 شابا لتشغيلهم من كل دوار في المشروع المذكور. القرآن الكريم في منشور إنتخابي وما إن انطلقت الحملة الانتخابية رسميا، حتى توالت الخروقات الانتخابية، والتدخلات المخدومة لصالح الفتاة المدللة، حيث سقطت وئام المحرشي في خرق انتخابي واضح باستغلالها لآية قرآنية في ملصقها الدعائي للحملة الانتخابية.
وتنص القوانين المنظمة للانتخابات المغربية على منع استعمال الرموز الدينية في الحملات الانتخابية باعتبار أنها قد تؤثر على الناخبين، غير أن المنشور الذي وزعته حملة المحارشي تضمن الآية الكريمة: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون"، متبوعة ب"صدق الله العظيم"، وهو ما جرى توثيقه بالصورة والفيديو. منشورات للبام مختومة بطابع القايد في سابقة خطيرة تفيد بتدخل السلطة بطريقة "مجنونة" في الحملة الانتخابية بوزان ، توصل "شمالي" بمنشورات دعائية للحملة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة والحاملة لرمز الجرار مختومة بالطابع الإداري لطارق براهمي قائد قيادة سيدي بوصبر بإقليموزان. ومباشرة بعد هذه الخرق السافر الذي تورطت فيها وزارة الداخلية ، قدم وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية عبد الحليم العلاوي شكاية رسمية لوكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بوزان يتهم فيها قائد قيادة سيدي بوصبر طارق براهمي بتوزيع منشورات دعائية لحزب الأصالة والمعاصرة مختومة بالطابع الإداري، وذلك يوم السبت فاتح أكتوبر 2016 حوالي العاشرة صباحا بمنازل ساكنة سيدي بوصبر عمالة وزان. وأضافت الشكاية التي نشر "شمالي" خبرا عنها في حينه، أن المنشورات الدعائية لحزب الأصالة والمعاصرة التي وزعها قائد القيادة بسيدي بوصبر للساكنة تحمل الطابع الإداري الدائري وباللون الأحمر للقيادة المذكورة والمتمثلة على الشكل التالي "المملكة المغربية وزارة الداخلية عمالة وزان قيادة سيدي بوصبر"، وكذا إمضاء القائد باللغة العربية "إمضاء: طارق براهمي" وباللغة الفرنسية: singé:BRAHIM Tarik" على واجهتي الورقة الدعائية لحزب التراكتور. وشدد وكيل لائحة المصباح بوزان عبد الحليم العلاوي، أن الحزب يتوفر على نماذج وعينات من الأوراق الدعائية كدليل إثبات على واقعة الخرق حيث عثر عليها أحد المواطنين بداخل منزله بمركز سيدي بوصبر، مطالبا بفتح بحث عاجل المتعلق بالأفعال المذكورة. مقدم يغري عضو البيجيدي للإنضمام للبام واستمرت التدخلات السافرة من قبل أعوان السلطة في دعم المرشحة الصغيرة، في طريقها لتحصل على لقب أصغر برلمانية، ففي فضيحة مدوية أخرى، انفرد "شمالي" بنشر تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بين عون سلطة بدرجة مقدم لدواري نكور وأولاد سيدي علي بجماعة مصمودة إقليموزان، يوجه من خلالها عضوا بحزب العدالة والتنمية من أجل الابتعاد من الحزب والانخراط في حملة الأصالة والمعاصرة بالإقليم. وتحتوي التسجيلات الصوتية التي بثها الموقع، على توجيه واضح لعون السلطة لفائدة عضو بحزب العدالة والتنمية بداور أولاد سيدي علي من أجل حثه للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة والقيام بالحملة الانتخابية لفائدته، مفيدا في مكالمته أن حزب الجرار هو الذي سيفوز بالرهان الانتخابي لتشريعيات 7 من اكتوبر. وسارع حزب المصباح حينها لوضع شكاية مستعجلة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بوزان، ضد عبد السلام الزهروي بصفته مقدم دواري ركونة وأولاد سيدي علي بجماعة مصمودة إقليموزان. وأشارت الشكاية التي قام بها وكيل لائحة البيجيدي بوزان عبد الحليم العلاوي، أن مقدم دواري ركونة وأولاد سيدي علي قام بالإتصال هاتفيا بعبد الكريم عزوزي الساكن بدوار أولاد سيدي علي جماعة مصمودة قيادة امزفرون إقليموزان، من أجل حثه على تغيير اتجاه تصويته وحث ساكنة الدوار على ذلك لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة. "مجزرة المراقبين" يوم الإقتراع وشهد يوم الاقتراع ما اصطلح عليه "مجزرة" بحق مراقبي حزب العدالة والتنمية في مكاتب التصويت، حيث رفض رؤساء المكاتب تسلم أوراق اعتماد عدد منهم، بينما طرد آخرون قبيل إغلاق مكاتب التصويت، ورفض رؤساء أغلب المكاتب تسليم محاضر الفرز إلى المراقبين، مما جعل هؤلاء يعتصمون أمام مقر عمالة إقليموزان برفقة وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية، دون أن يجدوا مخاطبا يتسلم شكايتهم. ورغم أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يحصل في مدينة وزان مركز الإقليم إلا على نسبة ضعيفة من الأصوات، فإن الأصوات الكثيفة التي أودعت في حسابه من الجماعات القروية ومراكز التصويت البعيدة، مكنته من احتلال الصدارة بما يقارب 25 ألف صوت. وأمام كل ما سبق، أصبح من الطبيعي أن تحصل وئام المحرشي على مقعد في البرلمان، بعدما هيأ لها والدها كل السبل لدخوله، قبل الحملة الانتخابية وفي أثنائها، وحتى في يوم الاقتراع.