تشكل المبارتان الوديتان اللتان سيخوضهما المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم يوم تاسع أكتوبر الجاري ضد نظيره السينغالي ،و13 منه أمام منتخب الكونغو الديموقراطية، اختباران لقياس مدى جاهزية "أسود الأطلس" قبل دخول غمار الاستحقاقات القارية وفي مقدمتها إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2021، المقرر استئنافها في نونبر المقبل حيث يستضيف المنتخب الوطني نظيره من إفريقيا الوسطى. وتعتبر الوديتان، أولى مواجهات المنتخب الوطني في حلته الجديدة منذ توقف الأنشطة الرياضية بما فيها التربصات التدريبية في مارس الماضي بسبب تفشي جائحة كورونا، وسيعمد الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش خلالهما على إشراك عدد من اللاعبين الجدد الذين تمت المناداة عليهم لضخ دماء جديدة في التشكيلة الوطنية، و تجريب خطط لعب تأخذ بعين الاعتبار قيمة الفريق الخصم. فالمنتخب الوطني المغربي دخل منذ تولي حاليلوزيتش إدارته التقنية مرحلة إعادة بناء شامل باعتماد الناخب الوطني على ترسيخ منظومة لعب مميزة لأسود الاطلس، تقوم على الانضباط التكتيكي و الأوتوماتيزمات التقنية واحتكار الكرة وخلق التفوق العددي والضغط على حامل الكرة، مع الهجمات المنظمة القائمة على التمريرات الدقيقة. وفي هذا الصدد، أوضح حاليلوزيتش خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا بالمعمورة للإعلان عن لائحة اللاعبين، الذين تمت دعوتهم للمشاركة في المباراتين الوديتين، أنه انكب خلال فترة الحجر الصحي على إعداد مؤلف تحت عنوان "كيف تصبح لاعبا في صفوف أسود الأطلس" يرصد فيه الجوانب التي يتعين تطويرها في كرة القدم المغربية لبلوغ النجاعة، وتتوزع بين منظومة اللعب و التنشيط الدفاعي و الهجومي و ضربات الخطأ و حراسة المرمى و الإعداد البدني والجوانب النفسية. والأكيد، أن المبارتين الوديتين ضد منتخبي السينغال والكونغو الديموقراطية ستشكلان امتحانا ومحكا حقيقيا للعناصر الوطنية للوقوف على مدى قدرتها على مقارعة لاعبين ينتمون لمدرستين كرويتين كبيرتين في إفريقيا، تعتمدان بالأساس على الاندفاع البدني و السرعة والقوة، وستميط اللثام على نقط القوة التي يتعين استغلالها ونقط الضعف التي يجب تفاديها . ويبدو أن اختيار منتخبي السينغال و الكونغو الديموقراطية كان موفقا لعدة اعتبارات منها أن منتخب "أسود التيرنغا "، وصيف بطل النسخة الأخيرة لكأس إفريقيا للأمم، يضم في صفوفه نخبة من اللاعبين الذين يمارسون في أشهر البطولات الأوروبية وفي مقدمتهم ساديو ماني، مهاجم ليفربول الانجليزي، وخاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي، وإدريسا جانا جوي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، والذين شكلوا نواة منتخب قوي يقوده المدرب أليو سيسي، وقدموا مستويات جيدة للغاية في المحفل الدولي وأمام منتخبات رائدة في القارة الأوروبية. أما منتخب الكونغو الديموقراطية "الفهود "، الذي يمتلك تاريخا كبيرا قاريا ولكن تحت مسماه القديم "زايير " حيث سبق له التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم مرتين (1968 في إثيوبيا، و1974 في مصر)، فيمثل نموذجا لكرة القدم الحديثة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تعتمد الاندفاع البدني القوي والسرعة والانضباط التكتيكي، ويشكل الثلاثي ندومبي موبيلي (الأهلي القطري) وجوردان بوتاكا (شارلتون الإنجليزي)، وديوميرسي مبوكاني (هال سيتي الإنجليزي) و بين مالونغو ( الرجاء الرياضي ) الأوراق الرابحة في الفريق. وبالعودة الى تاريخ المواجهات بين المنتخب المغربي و نظيره السينغالي، يعد لقاء التاسع من أكتوبر الجاري ال15 في سجل هذه المواجهات، حيث حقق أسود الأطلس سبع انتصارات، فيما فاز أسود التيرانغا في أربع مباريات وآلت النتيجة للتعادل في ثلاث مناسبات، وتعود آخر مواجهة بين المنتخبين لسنة 2012، وانتهت بفوز المنتخب السنيغالي بهدف لصفر، على أرضية ملعب مراكش الكبير. في المقابل، التقى المنتخبان المغربي ونظيره الكونغولي في عشر مناسبات، فاز خلالها الفريق الوطني في مواجهتين، مقابل خمس تعادلات وثلاث هزائم، علما أن آخر مواجهة جمعت بينهما كانت سنة 2017 برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، وانهزم خلالها المنتخب المغربي بهدف لصفر. ويذكر أن المباراتين الوديتين ستجريان على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط اعتبارا من الساعة السابعة مساء.