احتفالا بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المجيدة والذكرى التاسعة والستين للاستقلال، نظم المركز الثقافي المغربي في مونتريال الكندية برنامجا فنيا وثقافيا خاصا. ويهدف البرنامج، الذي يمتد من 2 إلى 16 نونبر 2024، إلى تعزيز الروابط بين الجالية المغربية في كندا وتراثهم الوطني، وتقديم تجربة فريدة لزوار المركز. هدى الزموري، مديرة المركز الثقافي المغربي، أكدت على أهمية هذه الاحتفالات كوسيلة لنقل الدروس التاريخية للأجيال المقبلة، مشيرة إلى أهمية اليقظة في عالم معاصر مليء بالتحديات. وأوضحت الزموري، في كلمة لها المناسبة افتتاح البرنامج، أن إنجازات المغرب ساهمت في تعزيز الاستقرار وتوفير حياة كريمة للمغاربة مع احترام حقوقهم وحرياتهم. وأفادت مديرة المركز الثقافي المغربي بأن هذا الأخير أعد برنامجا متنوعا لهذه المناسبة، يشمل ورشا للأطفال حول تاريخ المسيرة الخضراء، وعروضا موسيقية، وعرض أفلام وطنية، وإعداد محطة خيمة تفاعلية تبرز ثقافة وتقاليد الصحراء المغربية، إضافة إلى سلسلة من المؤتمرات الثقافية. وزادت المسؤولة نفسها أن المركز يهدف من خلال هذه الأنشطة إلى تغذية الذاكرة الجماعية وتقريب الأجيال الصاعدة من التراث المغربي الوطني. بدأ البرنامج الفني والثقافي المقام بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بعرض فيلم "المسيرة"، بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي، والذي يسلط الضوء على هذا الحدث التاريخي للمسيرة الخضراء ودوره في تعزيز الوحدة الوطنية؛ ثم تلاه تقديم عرض مميز من فرقة "تاربالوت"، التي أبهرت الجمهور بلوحاتها الراقصة التي تعبر عن التراث الصحراوي المغربي، ما أضفى أجواء حماسية ونقل الحضور إلى أجواء الصحراء المغربية. وشهدت الأمسية سهرة غنائية أحياها الفنان المغربي أنور مكرم، حيث قدم مجموعة مختارة من الأغاني المغربية الوطنية والشعبية. وقد ألهبت هذه السهرة مشاعر الحاضرين وأضفت جوا من البهجة والحماس في القاعة الكبرى بدار المغرب. وتضمنت الفعاليات أيضا تجربة فريدة بزيارة الخيمة الصحراوية التفاعلية، المصممة لتعكس "ثقافة وتقاليد الصحراء المغربية". وشملت الخيمة معرضا للحرف اليدوية، واحتفالية بشاي الصحراء التقليدي، كما أتيحت للزوار فرصة التقاط صور تذكارية بارتداء الأزياء التقليدية للمنطقة، ما أضفى لمسة تفاعلية وترك ذكريات جميلة لجميع الحضور. كما جرى توزيع كتيب خاص على الأطفال بعنوان "دائما في القلب، مسيرتي الخضراء"، يروي لهم قصة المسيرة الخضراء؛ ذلك اليوم الذي سار فيه 350 ألف مغربي بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني لاستعادة الصحراء بسلام. ويهدف هذا الكتيب إلى غرس قيم الوحدة والوطنية في نفوس الأطفال وتعريفهم بتاريخ بلادهم العريق.