أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، اليوم الجمعة بالعيون، أن إعادة الاعتبار للخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية يتطلب صناعة إعلامية وسينمائية وسمعية بصرية محترفة ومتقدمة. وأوضح الخلفي، في كلمة بمناسبة الأيام الدراسية في صناعة الفيلم والقوانين المنظمة للقطاع السينمائي والتكوين في مجال السمعي البصري، الذي تنظمها وزارة الاتصال بشراكة مع نادي منتجي السمعي البصري بالصحراء، أن إطلاق صناعة إعلامية وسينمائية وسمعية بصرية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ضمن توجه ملكي سام تم الاعلان عنه قبل سنتين في خطاب المسيرة الخضراء، وهو يقوم على إعادة الاعتبار للخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، مبرزا أن هذا التوجه نابع من الايمان بقدرة الانسان الصحراوي على الإبداع والعطاء في إطار خصوصيته وضمن الوحدة الترابية للمملكة. وقال الوزير "لن يدافع أي أحد عن الثقافة الحسانية الصحراوية أكثر من الانسان الصحراوي الحساني، رجلا كان أو امرأة، لكن هذا الأمر يحتاج إلى أدوات وإمكانات ووسائل من بينها الاستثمار في برامج تأطيرية وتأهيلية مستمرة ومنتظمة". وأوضح أن الهدف هو الاشتغال من أجل إعادة الاعتبار للثقافة الصحراوية وللتاريخ الصحراوي وللمجال الجغرافي والبشري الصحراوي الحساني، مشيرا إلى أن المعرفة بالتاريخ وبالثقافة وبالمجال والجغرافيا لا يمكن أن تحقق بدون عمل إعلامي مهني محترف ومتقدم. وفي هذا السياق، أكد الخلفي أنه تم اتخاذ سلسلة من التدابير للنهوض بصناعة إعلامية وسينمائية وسمعية بصرية بالأقاليم الجنوبية، من بينها دعم الأفلام الوثائقية حول الثقافة والتراث الصحراوي الحساني لتعريف الأجيال الحالية بتاريخها وثقافتها وبمجالها، ومشروع خيمة الصحافة لتكوين وتأهيل الصحافيين بجهة العيون- بوجدور الساقية الحمراء، وإحداث قطب جهوي لوكالة المغرب العربي للأنباء بالعيون، الذي صادق عليه المجلس الإداري للوكالة المغرب العربي للأنباء قبل ثلاثة أشهر، وكذا مشروع قناة العيون، الذي قدمته سنة 2014 في إطار عقد البرنامج، الرامي إلى توسيع ساعات البث وتقوية الموارد البشرية وتنويع وتوسيع العرض الإخباري والسياسي والثقافي، فضلا عن إطلاق بوابة وطنية حول الصحراء. وأكد أن هذه الإجراءات، التي يتم اتخاذها وفق مقاربة تشاركية مع الفعاليات المحلية وبتعاون وثيق مع الهيئات المنتخبة، تشكل بداية لانطلاق عمل منظم وممنهج يؤمن بالإبداع الكامل للإنسان الصحراوي في إطار قواعد العدل والإنصاف من أجل رفع إشعاع الصحراء في النسيج الوطني المغربي. يشار إلى أنه تم بهذه المناسبة، التي حضرها عامل عمالة إقليم طرفاية والمدير العام للمركز السينمائي المغربي ورئيس المجلس البلدي للعيون وعدد من الفاعلين والمهتمين بالقطاع الإعلامي والسينمائي، توقيع ثلاث اتفاقيات للشراكة تتعلق الأولى بإحداث خيمة الصحافة بالعيون، وتهم الثانية تعزيز التعاون بين نادي الصحافة بالصحراء ووزارة الاتصال، أما الثالثة فتتعلق بتحديد إطار للتعاون والشراكة بين مؤسسة المعهد العالي لمهن السمعي البصري ونادي منتجي السمعي البصري بالصحراء من أجل تنمية وتطوير الاستثمار السينمائي بالجهة.