الخط : إستمع للمقال تأتي الذكرى التاسعة والأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة لتجدد في قلوب المغاربة مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الحدث التاريخي الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني في السادس من نونبر عام 1975، والذي بعبقرية وحنكة سياسية فريدة، تمكن من استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة دون إراقة دماء. هذا الإنجاز التاريخي الذي أُنجز بسلمية وانخراط شعبي شامل يُعد درسا خالدا للأجيال، ورسالة واضحة حول إصرار المغرب على الحفاظ على وحدته الترابية. وفي هذا السياق، تأتي تصريحات المحلل السياسي الحسين كنون لتسليط الضوء على الأبعاد النبيلة لهذا الحدث التاريخي وأثره المستمر في تعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا، حيث يُشير كنون في حديثه لموقع "برلمان.كوم" إلى أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث تاريخي بل احتفاء بالقيم النبيلة والوطنية التي تجمع الشعب المغربي تحت راية وحدة أراضيه وسيادته. وأكد كنون أن هذه المسيرة لم تنته عند استرجاع الأقاليم الجنوبية فحسب، بل أصبحت ركيزة أطلقت مسيرات أخرى مستمرة من التشييد والبناء، جعلت من المغرب قوة صاعدة على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف أن المغرب، بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، أحرز تقدما كبيرا على صعيد الاعتراف الدولي بسيادته على صحرائه، حيث جاءت مواقف داعمة واضحة من دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا. وأوضح كنون أن هذا الدعم الدبلوماسي المتزايد يعكس نجاحات المغرب على مستوى الدبلوماسية وفعاليته في الدفاع عن حقوقه المشروعة بوسائل سلمية. وأشار في هذا الصدد إلى القرار الأممي 2756 الذي يمثل انتصارا جديدا للمغرب في سبيل تعزيز سيادته على أقاليمه الجنوبية، كما أكد على أن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من داخل البرلمان المغربي الذي أعلن فيه تأييد بلاده للحكم الذاتي كحل دائم للصحراء المغربية، يعد خطوة مهمة تعزز موقف المغرب دوليا وتبرز أثر هذه الاعترافات في تعزيز موقفه في الساحة الدولية. وخلص كنون في تصريحه بالإشادة بقدرة المغرب على التحول إلى قوة مؤثرة في إفريقيا، حيث أضحى بفضل إنجازاته قائدا قاريا وشريكا رئيسيا في صناعة القرار على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يعزز من أهمية الاحتفال بالمسيرة الخضراء كاحتفال مزدوج بالنصر الدبلوماسي والسياسي الذي تحقق بفضل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس. الوسوم الصحراء المغربية المسيرة الخضراء المغرب الملك محمد السادس