قررت الحكومة الفرنسية تكريم 80 ألف حرْكي ومنحتهم أوسمة وحقوقا، في ظل صمت تام لنظام عبد العزيز بوتفليقة، الذي يتباهى بأن الجزائر هي بلد المليون شهيد، بينما الحرْكيون هم عبارة عن مليشيات مسلحة مكونة من جزائريين وفرنسيين مقيمين بالجزائر، كانت بمثابة قوات رديفة للجيش الاستعماري الفرنسي، الذي فتك بأهل هذا البلد لمدة 130 سنة، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، لم يتفوه قادة النظام العسكري بكلمة واحدة تجاه هذه الإهانة. واعترفت فرنسا السنة الماضية وللمرة الأولى بالتخلي عن الجزائريين الذين قاتلوا بجانب الجيش الفرنسي إبان ثورة التحرير الجزائرية التي استمرت إلى حين الحصول على الاستقلال سنة 1962.
وتعاملت جبهة التحرير الوطني، التي تم السطو عليها بعد الاستقلال من خلال جنيرالات فرنسا، مع الحرْكيين باعتبارهم خونة حيث تم قتل الكثير منهم، بينما تخلت عنهم فرنسا لما خرجت من البلاد، أما من استطاع الفرار نحو فرنسا فقد تم وضعه في مخميات في ظروف مزرية.
واعترف فرنسوا هولند، الرئيس الفرنسي، السنة الماضية، اثناء مراسيم بمناسبة اليوم الوطني لتكريم المتطوعين بأن فرنسا مسؤولة عما حدث للمتطوعين الجزائريين.
يبقى الحرْكيون حزء من المنظومة الاستعمارية، وبالتالي شاركوا في قتل إخوانهم الجزائريين، وتكريمهم في فرنسا يعتبر إهانة للجزائر ولشهدائها، وسكوت النظام العسكري ذو الواجهة المدنية برئاسة بوتفليقة هو بيع لدماء الشهداء.