الدخان يتصاعد من موقع تعرض للقصف خلال مواجهات بين القوات الموالية للقذافي وقوات المجلس الانتقالي الليبي في بني وليد في 18 ايلول/سبتمبر 2011
شعب بريس- ا ف ب
تبقي قوات النظام الليبي الجديد طوقها على سرت كما دخلت بني وليد مجددا الاثنين، المعقلان المواليان للعقيد معمر القذافي حيث يعتقد أن بعض أبنائه يختبئون فيهما.
وعلى الرغم من تقدم قوات النظام الجديد ميدانيا، إلا أن الشكوك تبقى قائمة بالنسبة للوضع السياسي. فقد أرجئ الإعلان عن حكومة انتقالية جديدة حتى إشعار أخر مساء الأحد إذا فشل القادة الجدد في التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة هذه الحكومة.
وأوضح المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تعترف به الأممالمتحدة ممثلا للشعب الليبي، في مطلع سبتمبر انه يعتزم البقاء في السلطة حتى تنظيم انتخابات بعد ثمانية اشهر لاختيار مجلس تأسيسي، قبل إجراء انتخابات عامة بعد ذلك بعام.
وليس من المفترض أن تبدأ مهلة الثمانية اشهر إلا بعد أن تعلن السلطات الجديدة التي تقول أنها تسيطر على 90% من الأراضي الليبية "تحرير" كل البلاد.
وأعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام القذافي أن القوات الموالية حققت في الأيام الماضية انتصارات "نوعية" عدة ضد "مرتزقة الناتو".
وقال في اتصال هاتفي مع قناة الرأي في سوريا "عندما اندحرت عصابات الناتو وضعف أدائها ضعفا شديدا تقدم مرتزقة الناتو بشكل استثنائي من دولية قطر وحاولوا عمل إنزال في الجبهة الخلفية لمدينة بني وليد وفشلوا فشلا ذريعا وتم القبض عليهم".
وأضاف ان "مجاهدي" النظام كانوا قبضوا على 17 "مرتزقا" في بني وليد "غالبيتهم من الفرنسيين وبريطانيين اثنين وآسيوي وقطري". وكانت لندن أعلنت الاثنين أنها غير قادرة على تأكيد هذه المعلومات.
وفي بني وليد على بعد 170 جنوب شرق العاصمة، وقعت معارك عنيفة الاثنين بين قوات المجلس الانتقالي وأنصار القذافي، حسبما أعلن عبد الله كنشيل المسؤول المحلي في السلطات الجديدة.
وصرح كنشيل لوكالة فرانس برس ان "الثوار دخلوا بني وليد هذا الصباح وهم يخوضون معركة عنيفة"، مؤكدا أن تحرير هذه الواحة المترامية سيتم "في اليومين المقبلين".
وأضاف أن المقاتلين الذين يدافعون عن المدينة "معظمهم مرتزقة من تشاد والنيجر وتوغو، بحسب الجثث التي تم العثور عليها". وأضاف أن المفاوضات جارية للسماح للمدنيين الذي قدرهم بقرابة 50 ألف شخص بمغادرة المدينة.
وكرر كنشيل القول أن سيف الإسلام احد أبناء القذافي شوهد في بني وليد وان العقيد القذافي يمكن أن يكون متواجدا هناك.
والسبت، تعرضت طائرة شحن عسكرية تركية لإطلاق نار من مضادات فوق ليبيا أثناء قيامها بإلقاء مساعدات إنسانية في هذا البلد بدون أن يسفر الحادث عن أضرار أو إصابات، على ما أفادت وكالة الأناضول للأنباء.
وفي سرت، على بعد 360 كلم شرق طرابلس، كان مقاتلو المجلس الانتقالي يحاولون خصوصا ضمان امن الشوارع الرئيسية للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة وللتمكن بالتالي من الرد على القصف المدفعي الثقيل من قبل قوات القذافي، بحسب قائد إحدى فرق المقاتلين.
ويعتقد المقاتلون أن معتصم وهو احد أبناء القذافي ويعمل طبيبا وكان منخرطا في الجيش، موجود في إحدى الأحياء الجنوبية للمدينة. إلا أن مصير القذافي وأبنائه وقد لجأ ثلاثة منهم إلى الجزائر والنيجر وهناك شكوك بمقتل اثنين منهم، لا يزال يثير شائعات عدة.
وسرت مسقط راس القذافي الذي توارى عن الأنظار منذ دخول الثوار إلى طرابلس في 20غشت.
وكان قائد رفيع المستوى أعلن السبت أن 6 ألاف مقاتل على الأقل شاركوا في معركة سرت. لكن ميدانيا، أشار احد هؤلاء القادة إلى أنهم بالكاد يسيطرون على "5%" من المدينة وكل ما يقومون به هو "الدخول ثم الخروج".
وأعلن الحلف الأطلسي الذي يشن غارات جوية منذ أواخر مارس بتفويض من الأممالمتحدة لحماية السكان المدنيين، في تقريره اليومي انه شن الأحد غارات جوية على سرت وودان إحدى كبرى مدن واحة الجفرة (300 كلم جنوب مصراتة).
على الصعيد الاقتصادي، أعلنت مجموعة "توتال" الاثنين أنها تتوقع استئنافا سريعا لنشاطها في ليبيا وفرصا جديدة في مختلف أنحاء البلاد، حسبما أعلن رئيس المجموعة كريستوف دو مارجوري في مقابلة نشرت الاثنين.
وصرح دو مارجوري لصحيفة "هاندلسبلات" "نحن مقتنعون بان مواقع الإنتاج التابعة لنا لا تزال بحال جيدة رغم النزاع"، مضيفا "من المفترض أن نستأنف أعمال التنقيب سريعا".
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" في تقرير سنوي نشر في 12 سبتمبر انه من الممكن أن تستأنف ليبيا إنتاجا بالطاقة الكاملة في غضون اقل من عام ونصف العام.