أعلنت السلطات الجزائرية اليوم الاثنين ان قسما من عائلة معمر القذافي دخل الأراضي الجزائرية فيما يواصل الثوار الليبيون تقدمهم بصعوبة نحو سرت. في هذا الوقت، اعلن الثوار الليبيون لوكالة فرانس برس ان خميس احد ابناء معمر القذافي الذي اعلن مقتله مرات عدة منذ بدء النزاع من دون تاكيد هذا الامر، قتل على بعد حوالى 80 كلم من طرابلس وتم دفنه. وقال "وزير العدل" في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاجي "اكد لي احد قادة الثوار ان خميس القذافي قتل بالقرب من ترهونة، على بعد 80 كلم جنوبطرابلس". وكانت الخارجية الجزائرية اعلنت في بيان نشرته وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان "زوجة معمر القذافي صفية وابنته عائشة وابنيه هانيبال ومحمد يرافقهم ابناؤهم دخلوا الجزائر في الساعة 45،8 (45،7 ت غ) عبر الحدود الجزائرية الليبية". وبعد بضع ساعات، اعلن محمد العلاجي ان المجلس سيطلب من الجزائر اعادة زوجة وابناء القذافي الى ليبيا بعد دخولهم الاراضي الجزائرية الاثنين. وفي روما، نقلت وكالة الانباء الايطالية (انسا) عن مصادر دبلوماسية ليبية "موثوقة" بان العقيد معمر القذافي ونجليه الساعدي وسيف الاسلام يتواجدون في بلدة بني وليد جنوبطرابلس. ميدانيا، اكد قادة جيوش دول الحلف الاطلسي المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا الاثنين ان الحرب في ليبيا لم تنته، وان من الضروري استمرار عمل قوات الحلف في هذا البلد المضطرب. وخلال الاجتماع نفسه، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ان "تحدي القذافي لقوات التحالف لا يزال يشكل خطرا ليس على الشعب الليبي فقط، وانما على كل العالم .. لذلك نناشد التحالف الاستمرار في دعمنا". ولا يزال القذافي يحتفظ بمناصرين له في مسقط رأسه سرت، اخر معقل كبير للنظام الليبي السابق. لكن الخناق يضيق اكثر حول هذه المدينة مع تقدم الثوار الليبيين حوالى عشرين كلم في اتجاه الشرق وفق ما افاد مراسل فرانس برس مساء الاثنين. ويسيطر المتمردون على قريتي نوفيليا وام قنديل على الطريق الساحلية المحاذية لخليج سرت حيث احتفلوا بحلول عيد الفطر. وقال ضابط في قوات الثوار لفرانس برس "ان مواقعنا الاولى تبعد حوالى مئة كلم شرق سرت، لكن عناصر الاستطلاع التابعة لنا تقدموا حتى الوادي الاحمر (حوالى 70 كلم شرق سرت) حيث تحاول قوات القذافي عرقلة تقدمنا عبر القصف المدفعي". وفي العاصمة طرابلس كان الوضع هادئا صباح الاثنين لكن لا يزال هناك نقص في المياه مع تكثف التقنين. ورغم ان الثوار اكدو ان المياه العذبة توزع في بعض المساجد الا ان وسائل التوجه اليها لم تكن متوافرة بالضرورة لدى كل السكان. واعلن الاتحاد الاوروبي انه افرج عن عشرة ملايين يورو من اجل عمليات انسانية عاجلة في منطقة طرابلس، وافتتح مكتب مساعدة ميدانيا. وارسلت الحكومة المالطية الاثنين سفينة تقل مواد غذائية وخصوصا 340 طنا من مياه الشرب. وفي مدينة مصراتة (شرق طرابلس) تنفس السكان الصعداء بعد اسبوع من استهدافهم بصواريخ سكود من منطقة سرت. وفي شارع طرابلس الرئيسي في المدينة الذي شكل خط جبهة طوال شهرين، عاد ازدحام السير وفتحت متاجر ابوابها بين المباني المدمرة جراء اشهر من القصف، وفق مراسل فرانس برس. وصلت الاثنين الى مالطا سفينة تقل عشرات من المواطنين الاجانب الذين فروا من طرابلس. الى ذلك، اعلنت فرنسا اعادة فتح سفارتها في طرابلس التي تعرضت لاعمال تخريب بايدي مناصري النظام الليبي السابق منذ اغلاقها في شباط/فبراير، على ان تستخدم موقتا مبنى المدرسة الفرنسية في طرابلس. بدورها، تستعد بريطانيا لاعادة فتح سفارتها في موعد لم يحدد بعد. وعلى الصعيد الاقتصادي، وقعت مجموعة ايني النفطية الايطالية الاثنين اتفاقا مع المجلس الوطني الانتقالي لاستئناف انشطتها في البلاد وتزويد السكان الليبيين المحروقات. دبلوماسيا، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها ستحضر الخميس الى بارس للمشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا بهدف التعجيل في خطة المساعدة المالية للسلطات الليبية الجديدة. ويهدف الاجتماع الى مواكبة اعادة اعمار البلاد ومساعدة المجلس الوطني الانتقالي.