معارك «كر وفر» بسرت وبني وليد والثوار يعولون على الغطاء الجوي لحسم القتال واجه الثوار الليبيون مقاومة شرسة من قوات الزعيم الليبي الفار معمر القذافي في معقليه سرت وبني وليد اللذين شهدا مواجهات عنيفة السبت. لكن المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي احمد باني أكد من طرابلس أن السيطرة على سرت وبني وليد لا تعدو كونها مسالة «بضعة أيام». وعلى الأرض، تحدث مقاتلون عائدون من سرت وبني وليد عن مقاومة شديدة أبداها المقاتلون الموالون للقذافي الذين استخدموا الصواريخ والقذائف والمدفعية الثقيلة دفاعا عن معقليهما. ففي بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن مواجهات عنيفة بالقذائف الصاروخية والمدفعية دارت السبت بين القوات الموالية للقذافي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي. وأضاف المراسل أن مواقع الثوار الليبيين تتعرض لقصف بصواريخ غراد فيما يرد الثوار الليبيون بالمدفعية الثقيلة، في موازاة محاولات من جانبهم لتمشيط مواقع القناصة داخل المدينة. وكانت القوات الموالية للقذافي شنت السبت هجوما مضادا بالصواريخ استهدف موقعا للثوار الليبيين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف هؤلاء. وقال أحد المقاتلين ويدعى عمر علي رمضان لفرانس برس «مسحوا الموقع بالكامل بعدما استهدفوه بصواريخ من نوع غراد». وكان الثوار الليبيون قاموا ليل الجمعة بانسحاب تكتيكي من مدينة بني وليد لتفادي التعرض لنيران القناصة المتمركزين في شوارعها. من جانبه، أعلن مكتب رئاسة الوزراء التركية ان تركيا قدمت السبت 22 طنا من المساعدات الإنسانية ألقتها بالمظلات على بني وليد. وفي سرت، مسقط رأس القذافي والتي تبعد 360 كلم شرق طرابلس، واصلت قوات المجلس الانتقالي تقدمها لكنها سرعان ما تراجعت بسبب تعرضها لنيران قوات القذافي. وقالت مصادر طبية في مستشفى عسكري إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعون آخرون، مرجحة أن يكونوا جميعا من الثوار الليبيين. وقد أصيب المصور صحافي الفرنسي المستقل اوليفييه ساربيل ومقره في بانكوك، بجروح خطيرة خلال معارك بين كتائب القذافي والثوار الليبيين في مدينة سرت الليبية، حسب ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. وكان قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة سالم جحا أعلن السبت لوكالة فرانس برس أن ستة آلاف مقاتل على الأقل تابعين للسلطات الليبية الجديدة، منتشرون على جبهة سرت. وسياسيا، قال رئيس المجلس المحلي في غريان بليبيا وحيد برشان إن حكومة من نحو عشرين وزيرا ستبصر النور في غضون ساعات، مشيرا إلى أن الحكومة المرتقبة ستكون توافقية أكثر منها حكومة تكنوقراط. في الوقت نفسه أصدر اتحاد ثوار مدينة مصراتة الليبية بيانا دعا فيه إلى ترشيح المعارض السياسي الليبي السابق عبد الرحمن السويحلي لمنصب رئيس الحكومة الليبية التي يتوقع الإعلان عنها اليوم الاثنين. وجاء في البيان أن الاتحاد الذي يمثل بعضا من كتائب الثوار في مصراتة يدعم بقوة هذا الترشيح. يذكر أن أصواتا عديدة في مصراتة كانت دعت إلى رفض ترشيح محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي. يأتي ذلك في وقت لم تستكمل بعد قوات المجلس الوطني الانتقالي السيطرة على البلاد ولا تزال تخوض معارك مع كتائب القذافي في كل من بني وليد وسرت. فقد هاجم الثوار بني وليد التي تسيطر عليه كتائب القذافي وخاضت معارك في شوارع سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد في بيان أن إيران أصبحت تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «ممثلا سياسيا» لهذا البلد وصوتت ليحتل المجلس مقعد ليبيا في الأممالمتحدة. ونقلت وسائل الإعلام بيانا للوزارة يعتبر اعترافا لطهران بالمجلس، التي ظلت حتى الساعة غامضة في مقاربتها للازمة الليبية، جاء فيه أن «الثورة الليبية وصلت إلى مرحلة أصبح فيها المجلس الوطني الانتقالي ممثلا سياسيا للبلاد». وأوضح البيان أن إيران صوتت لصالح منح المجلس الوطني الانتقالي مقعد ليبيا في الأممالمتحدة «لتسريع عودة الأمن والاستقرار وإقامة مؤسسات شرعية وإعادة اعمار البلاد سريعا». وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا الجمعة، ب114 صوتا مقابل 17 على أن يتولى المجلس الوطني الانتقالي مقعد ليبيا في الأممالمتحدة. ومنذ البداية أدانت إيران التي كانت تقيم علاقات سيئة مع نظام العقيد معمر القذافي، قمع الشعب الليبي لكنها لم تتوقف في الوقت نفسه عن التنديد بتدخل حلف شمال الأطلسي العسكري.