اعلن الثوار الليبيون انهم شنوا "هجوما واسعا" صباح السبت على مدينة بني وليد لاخراج كتائب القذافي منها, الا انهم اوقفوا الهجوم على المدينة "لاسباب تكتيكية" قد تكون مرتبطة بقصف محتمل لقوات الاطلسي على هذه المدينة. وقال المسؤول عن المفاوضات من جانب الثوار مع قبائل بني وليد عبدالله كنشيل لوكالة فرانس برس "بدأنا صباح السبت الهجوم الواسع الذي تحدثنا عنه لدخول مدينة بني وليد والسيطرة عليها بعد وصول تعزيزات عسكرية من مناطق اخرى". واضاف ان "الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد احد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة". الا ان كنشيل اوضح "ان الثوار تراجعوا بعد ذلك لاسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الارض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الاطلسي القيام بها". واكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال توقفه في مصراتة قبل ان يقوم بزيارته الاولى لطرابلس, ان الكلمة باتت للسلاح بعد ان فشلت المفاوضات لتسليم المناطق التي لا تزال خاضعة لكتائب القذافي من دون اراقة دماء. وقال عبد الجليل السبت "الليلة الفائتة انتهت المهلة. لقد مددناها اكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق امام حل سلمي", مضيفا "الوضع بات الان في ايدي المقاتلين الثوار. لقد تحدثنا اليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار (بالهجوم) حين يشاؤون", في اشارة منه الى اخر معاقل القذافي اي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) وسرت (360 كلم شرق طرابلس) وسبها في الوسط. وقامت مجموعة من الثوار بمرافقة حوالى 30 سيارة تحمل صحافيين الى منطقة وادي دينار التي تبعد نحو كيلومترين فقط عن مدخل بني وليد وحوالى خمسة كيلومترات عن وسطها, حيث تتمركز عشرات الاليات العسكرية التي تحمل على متنها مئات الثوار المدججين بالسلاح وخصوصا براجمات صواريخ. وقال المقاتل عبد الباسط هويد (37 عاما) وهو صاحب فندق في طرابلس "سيطرنا على معسكر لقوات القذافي يقع عند مدخل مدينة بني وليد, لكننا عدنا وانسحبنا منه بعدما ابلغنا بان قوات الاطلسي قد تقوم بقصفه". وتوقع هذا المقاتل "السيطرة على بني وليد هذا المساء". وخلال وجود الصحافيين في هذه المنطقة, كان ازيز الرصاص يسمع بقوة جراء الاشتباكات التي كانت تجري عند مدخل بني وليد. من جهته, قال الطبيب ابراهيم عيسى (28 عاما) "عالجنا العديد من المصابين بالمعارك حتى اننا تعرضنا نحن للاستهداف بالقنابل العنقودية", مضيفا ان "عائلتي تسكن في بني وليد اتمنى الا اضطر ان اسعف احدا منهم". ويوضح مراسل فرانس برس الذي كان بين الصحافيين في منطقة وادي دينار ان النار اطلقت باتجاههم من قبل كتائب القذافي بعد وصولهم بنصف ساعة الى المكان, ما اجبرهم على التراجع من حيث اتوا مع الثوار الذين كانوا يرافقونهم وسط حالة من البلبلة والفوضى. وكان الثوار حشدوا قواتهم في منطقة تبعد حوالى 30 كلم عن بني وليد, احد آخر معاقل الزعيم الليبي الفار, فيما حافظ المقاتلون في الخطوط الامامية خلال ساعات الليل على المواقع التي سيطروا عليها اثناء معارك الجمعة. واجمع الثوار العائدون من مواقع القتال على المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل القوات الموالية للقذافي, مشيرين الى انهم استقدموا اسلحة جديدة. وكان كنشيل اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس انتهاء مهلة الاستسلام منتصف ليل الجمعة السبت وان "الهجوم الموسع سيقع وسيقرر القادة الميدانيون موعده المناس". ومما قال كنشيل ايضا "نواجه حاليا مدفعية تستهدفنا من داخل المنازل التي لا ندري ان كانت ماهولة (...) ونحاول ان نتعامل مع هذا الوضع بالطريقة الافضل استنادا الى اعتقادنا باننا اصبحنا داخل بني وليد". وذكر كنشيل انه الى جانب الاشتباكات التي تدور حول بني وليد "تحركت خلايا نائمة من الثوار داخل المدينة", متحدثا عن "اشتباكات بينها وبين عناصر مسلحة موالية للقذافي في الشوارع". وقتل احد مقاتلي الثوار واصيب اربعة آخرون بجروح في اشتباكات الجمعة, فيما قتل ثلاثة على الاقل من المقاتلين الموالين للقذافي, بحسب ما اكد كنشيل الذي اشار ايضا الى "اسر خمسة من هؤلاء المقاتلين".