أعلن الثوار الليبيون اليوم الثلاثاء توصلهم لاتفاق مع وجهاء مدينة بني وليد (جنوبيطرابلس) لدخولها سلميا، في غضون ذلك عبرت مساء الاثنين قافلة كبيرة من السيارات المدنية والعسكرية آتية من ليبيا مدينة أغاديز بشمال النيجر دون التأكد ما إذا كان العقيد معمر القذافي وأبناؤه فيها. وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر من الثوار أنهم يعتزمون دخول بني وليد بحلول منتصف النهار من دون قتال. وقال عبد الله كنشيل -الذي يدير المحادثات عن المجلس الوطني الانتقالي مع وجهاء البلدة- إن هناك اتفاقا مبدئيا قد حصل معهم، لكنه أرجع تحديد موعد الدخول إلى القادة الميدانيين والمجلس الانتقالي، لأن ذلك -بحسب كنشيل- يحتاج إلى تحضيرات لوجستية وأمنية. وأضاف أن وفدا من شيوخ القبائل والوجهاء سيجتمع مع قادة الثوار ليسمعوا منهم تعهدا وطمأنة بعدم الانتقام من السكان، وخاصة بعد الإشاعات التي سربتها فلول القذافي بأن الثوار سيثأرون ويغتصبون النساء وينكلون بالرجال في حال دخولهم المدينة، بحسب ما قاله كنشيل. وأعرب كنشيل عن أمله بأن يتمكن الوجهاء من إقناع القناصة المنتشرين على أسطح المباني والأشجار والعشرات من أزلام نظام القذافي بإلقاء السلاح والرحيل عن المناطق المأهولة. وكان قائد عسكري كبير بالمجلس الوطني الانتقالي قال الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن القذافي نفسه في بني وليد إلى جانب نجله سيف الإسلام. آخر المعاقل من جهته أكد رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج أن ما يحول دون مهاجمة الثوار مدينة بني وليد هو الحرص على عدم إراقة الدماء، وأن الثوار قادرون على حسم المعركة في وقت قصير، كاشفا عن معلومات تشير إلى أن سيف الإسلام نجل القذافي سيغادر المدينة إن لم يكن قد غادرها فعلا. وعن سبب عدم قبض الثوار على القذافي رغم إعلانهم أنهم يعلمون مكانه، قال بلحاج إن الثوار لديهم غرف عمليات تتقدم نحو هذا الهدف، وإنهم يضعون حاليا الخطط العسكرية اللازمة لذلك. من جهة أخرى ناشد اللواء جمعة المعرفي -الذي كان يرأس لواء حراسة القذافي في ترهونة- أهالي مدن سرت وبني وليد والجفرة وسبها أن يتخلوا عن نظام القذافي الذي وصفه بأنه منهار، وأن يعلنوا ولاءهم وانضمامهم الكامل للثورة. وأضاف المعرفي أن أهالي تلك المناطق لا يحملون أي ولاء أو تأييد للقذافي وفلول نظامه. وتشكل بني وليد والجفرة وسرت وسبها آخر معاقل كتائب القذافي التي يتفاوض المجلس الانتقالي مع وجهائها لتسليمها بدون قتال. وتتمتع قبيلة ورفلة في بني وليد التي تضم مليون شخص، أي سدس سكان البلاد، بدور رئيسي في المفاوضات بين المجلس الوطني الانتقالي والقذافي، لأن قيادتها المتمركزة في البلدة تحتفظ بولائها للقذافي، في حين انضمت قبائل أخرى في مدن مثل مصراتة وطرابلس إلى الانتفاضة. وحتى في الوقت الذي كان فيه شيوخ القبائل يجرون محادثات الأحد كانت الأعلام الخضراء التي تنتمي لحقبة القذافي لا تزال ترفرف في بلدة ترهونة على مقربة من أعلام المجلس الوطني الانتقالي. مصير القذافي من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية فرنسية ونيجرية أن قافلة كبيرة من المركبات الليبية بعضها مصفحة وصلت بلدة أغاديز بشمال النيجر ليلة الاثنين ترافقها قوات من الجيش النيجري، وأنها في طريقها إلى العاصمة نيامي. وقالت المصادر إن القافلة تتألف من نحو 250 مركبة عسكرية ليبية وتضم ضباطا من كتائب الجيش في جنوب ليبيا، ومن المحتمل أنها عبرت من ليبيا إلى الجزائر قبل أن تدخل النيجر. ولفت مصدر عسكري فرنسي إلى أن معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ربما يدرسان اللحاق بالقافلة في طريقها إلى بوركينا فاسو التي عرضت منح اللجوء للقذافي وعائلته ولها حدود مع النيجر. بدوره قال مصدر إن شهود عيان عديدين شاهدوا داخل هذه القافلة "رهيسا آغ بولا"، أحد أبرز قادة المتمردين الطوارق في النيجر وهو مقرب جدا من القذافي. ويأتي دخول هذه القافلة الكبيرة بعد يوم من إعلان مسؤولين في النيجر أن نحو عشرة من أقرب أعوان القذافي، بينهم قائد كتائبه الأمنية، قد وصلوا المنطقة نفسها. وكشف المصدر العسكري الفرنسي أيضا أن قائد القوات الجنوبية الليبية اللواء علي خانا ربما يكون أيضا في النيجر غير بعيد من الحدود الليبية. وكانت بوركينا فاسو، التي كانت تتلقى معونات كبيرة من النظام الليبي، قد عرضت على القذافي اللجوء قبل نحو أسبوعين، لكنها اعترفت أيضا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح به. استمرار الناتو بدوره أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أن عمليات الحلف في ليبيا لم تنته بعد، ولكنها اقتربت من النهاية، قائلا إن الشعب الليبي تولى الآن مسؤوليته بنفسه.وأوضح راسموسن، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، أن قرار إنهاء العملية يتوقف بشكل كبير على قدرة المجلس الوطني الانتقالي على ضمان حماية فاعلة للمدنيين، مشدداً على ارتباط إنهاء العملية بقرارات الأممالمتحدة والتحليل العسكري لتطور الوضع الميداني من جانب الناتو.