الإعلان عن ولادة حكومة انتقالية جديدة «خلال أسبوع» يستعد المجلس الوطني الانتقالي الليبي لتشكيل حكومة انتقالية جديدة تمثل «الوحدة الوطنية» في البلاد في وقت تواجه قواته مقاومة عنيفة من قبل قوات معمر القذافي في آخر معاقل العقيد الفار. وأعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل أول أمس الأحد في طرابلس أن حكومة انتقالية جديدة سترى النور في ليبيا «خلال أسبوع إلى عشرة أيام». وقال جبريل في مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية إن «حكومة جديدة سيتم تشكيلها خلال أسبوع إلى عشرة أيام»، وتابع حديثه قائلا إن هذه الحكومة «ستضم ممثلين عن كل مناطق ليبيا»، مشيرا إلى أنها «حكومة وحدة وطنية». وتحدث رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي عن «حكومتين. الأولى ستشكل بعد تحرير كامل تراب ليبيا، والثانية هي التي ستشكل قريبا لتنفيذ قرارات المجلس الانتقالي»، مضيفا «لا زلنا في مرحلة تحرير ليبيا». وفيما أشار جبريل أن الثوار لا يزالون «على الجبهات» في سرت وبني وليد خصوصا، قال انه «كانت هناك توقعات بحمامات دم في طرابلس، لكن وعي الثوار على تامين عاصمتهم كان له الأثر الأكبر». وسيطر الثوار الليبيون على العاصمة في 23 غشت الماضي اثر معارك بينهم وبين قوات القذافي. وجاء إعلان جبريل عن الحكومة الجديدة في وقت يزور رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل طرابلس للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة في منتصف فبراير. كما تزامن الإعلان مع استمرار المعارك بين الثوار وقوات القذافي في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) أحد آخر معاقل العقيد الليبي الفار. ويحاول الثوار دخول المدينة التي تسكنها حوالى 150 ألف نسمة منذ انتهاء المهلة التي حددت لها للاستسلام منتصف ليل الجمعة السبت الماضي، إلا أنهم يلقون مقاومة عنيفة تستخدم فيها قوات القذافي الصواريخ والقذائف وعمليات القنص. واستمع سكان مدينة بني وليد أحد آخر معاقل قوات معمر القذافي الذي لا يزال فارا طوال بعد ظهر أول أمس الأحد إلى رسالة تدعو إلى مقاومة قوات السلطات الليبية الجديدة. وقالت إذاعة موالية للقذافي في المدينة «اخرجوا إلى الشوارع لحماية ورفلة (القبيلة النافذة في بني وليد). إنهم قادمون لقتلنا. يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان. اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم. الآن وقد تسلحتم لا عذر لكم. إنه وقت الجهاد». وقال مصطفى السنوسي المقاتل في صفوف الثوار والذي يتحدر من بني وليد إن «الحلف الأطلسي يقصف وقد طلبوا منا البقاء في الخلف». وقد يكون لجأ إلى بني وليد مقربون من الزعيم الليبي الفار وخصوصا المتحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم. وكانت سيارات الإسعاف تتجه من منطقة تبعد حوالي 30 كلم عن بني وليد وتعود محملة بالجرحى والقتلى حيث شاهد مراسل فرانس بريس ثلاث جثث و15 جريحا فيما قال مقاتلون إنهم فقدوا عشر رجال في المعارك. وفي غرب مدينة سرت (360 كلم شرق طرابلس)، تواجه قوات الثوار أيضا مقاومة عنيفة من قبل الموالين للقذافي. وقال القائد الميداني عمران العويب «تقدمنا إلى نقطة تبعد حوالي 50 كلم عن سرت»، مضيفا «القينا القبض على ستة من مقاتلي القذافي، وكانت هناك مقاومة عنيفة تعرضنا خلالها للاستهداف بصواريخ «غراد»». وفي طرابلس، أفاد مصور وكالة فرانس بريس أنه تم العثور يوم الأحد على مقبرتين جماعيتين تحويان 15 جثة متحللة. ونقلت الجثث التي لم يعرف ما إذا كانت تعود لمقاتلين أو مدنيين أو من مقاتلي معمر القذافي، إلى دائرة الطب الشرعي في طرابلس لتحديد هوية أصحابها. في هذا الوقت، أعلن وزير العدل النيجري والمتحدث باسم الحكومة مارو أمادو أن احد أبناء القذافي، الساعدي وصل أول أمس الأحد إلى النيجر. وقال أمادو إنه في 11 شتنبر «اعترضت دورية للقوات المسلحة النيجرية موكبا كان يضم أحد أبناء القذافي وهو لاعب كرة القدم». وأضاف «توجه الموكب إلى أغاديز (شمال النيجر). لا أستبعد أن يصل الموكب في وقت لاحق إلى نيامي» عاصمة النيجر. يذكر أن الساعدي القذافي البالغ من العمر 38 عاما لاعب كرة قدم محترف سابق تخلى عام 2004 عن الرياضة للانخراط في الجيش حيث تولى قيادة إحدى وحدات النخبة. وكان الساعدي قد أعلن في 31 غشت الماضي استعداده لتسليم نفسه، وأكد في اتصال هاتفي بقناة العربية الفضائية أنه «إذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلم نفسي اعتبارا من هذه الليلة»، مبديا استعداده للتعامل مع الثوار باعتبارهم إخوة. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أول أمس الأحد أن اتصالات مباشرة تجري بين بلاده والنظام الجديد في ليبيا المجلس الوطني الانتقالي الذي لم تعترف به الجزائر بعد. وقال «اعتبر أننا كنا واضحين تجاه إخواننا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي حيال ضرورة تشكيل حكومة تمثل الشعب الليبي بكافة أطيافه»، وتابع كلامه «بعد ذلك سوف نعترف به (المجلس الانتقالي الليبي) فورا».