أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس الأحد، عن تشكيل لجنة أمنية عليا تعهد إليها مهمة حماية المدنيين بالعاصمة طرابلس. الليبيون يرقصون ويغنون في طرابلس احتفالا بسقوط القذافي (أ ف ب) وأوضح رئيس اللجنة الأمنية العليا، علي ترهوني، رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الانتقالي، في تصريح للصحافة، أن الهدف من تشكيل هذه اللجنة يتمثل في حماية المواطنين والمنشآت العامة والخاصة والقضاء على ما تبقى من المؤيدين للقذافي، مشيرا إلى أن هذه اللجنة تضم كل من يهتم بأمن العاصمة الليبية. وقال ترهوني "لا أتوقع مشكلات في انضمام مجموعات أخرى لهذه اللجنة"، مضيفا أن وحدات ثورية ستساعد قوات الشرطة بشكل مؤقت على استتباب الأمن بشوارع العاصمة. يذكر أن أعضاء اللجنة، وعددهم 17، وافقوا في أول اجتماع لهم على أن أمن العاصمة يقع في إطار صلاحيات وزارة الداخلية، التي عاودت العمل، أول أمس السبت، وبالأخص قوات الشرطة. من جهة أخرى، أعلن مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه يتوقع أن "تتحرر" مدينة بني وليد أحد آخر معاقل الزعيم الليبي الفار، "أمس الأحد، أو اليوم الاثنين"، بعد ساعات من قليلة من بدء هجوم الثوار عليها. وقال أحمد ضراط، لوكالة فرانس برس "نتوقع أن تتحرر بني وليد اليوم على أبعد تقدير"، دون إعطاء أية تفاصيل إضافية. ووقعت معارك، مساء أول أمس السبت، في بني وليد بوسط الصحراء جنوب شرق طرابلس، رغم قرار المجلس الوطني الانتقالي بإمهال مناصري معمر القذافي، حتى العاشر من سبتمبر للاستسلام. وبعد الظهر، قال سكان فروا من بني وليد أن من بقوا هناك ينتظرون بقلق داخل مدينة أشباح أقفلت متاجرها وتفتقر إلى الوقود والغاز، مؤكدين أن العديد من المقاتلين الموالين للقذافي لاذوا بالفرار حاملين معهم الأسلحة الثقيلة. وبدأ الثوار الليبيون هجومهم. وقال محمود عبد العزيز، المتحدث باسم المجلس الانتقالي في موقع شيشان للمراقبة على بعد عشرات الكيلومترات من بني وليد "إننا ندخل بني وليد وسنقاتل". وشاهد مراسلو فرانس برس نحو عشر شاحنات بيك اب مزودة برشاشات مدفعية ثقيلة وقاذفات صواريخ تتجه إلى الجبهة فيما كانت سيارات إسعاف تستعد لنقل ضحايا محتملين. وقال القائد العسكري، أسامة غازي، "هناك معارك". وأعلن العديد من مسؤولي المجلس الانتقالي في الأيام الأخيرة أن القذافي قد يكون مختبئا في بني وليد، لكن المقاتلين على الأرض استبعدوا هذه الفرضية، مؤكدين أن مقربين من الزعيم الليبي الفار بينهم نجله الساعدي موجودون في هذه المدينة. من جهة أخرى، أفاد مراسل فرانس برس أن حوالي 200 عربة قتالية موالية للمجلس الوطني الانتقالي تقدمت، صباح أمس السبت، باتجاه بني وليد أحد آخر معاقل القذافي دون أن تدور معارك. وقال أحمد بلحاج، قائد مجموعة من المقاتلين، إن القوات أتت من مدينة مصراتة الساحلية (210 كلم شرق طرابلس). وأضاف "تقدمنا مسافة 70 كلم من مواقعنا" باتجاه بني وليد، حيث يعتقد أن القذافي يختبئ مع عدد من أبنائه. وقال أحمد بلحاج، أيضا، إن حوالي 600 رجل في حال تأهب للمشاركة في العملية. وأوضح "هناك قاعدة عسكرية قرب بني وليد تسيطر عليها كتيبة خميس القذافي ونريد الاستيلاء عليها". وعلى الجبهة الغربية في سرت لم تتحرك القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي، حسب مصادر مؤيدة للمجلس. وتفيد هذه المصادر أن مقاتلي مصراتة يفضلون التركيز أولا على جبهة بني وليد وعدم تشتيت جهودهم على جبهتين. وأكد رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، لفرانس برس، إن "قوات من الثوار تتقدم نحو بني وليد". وقال إن "قبيلة القذافي بدأت تنقلب ضده، كما أننا تلقينا اتصالات من أطراف فيها أكدوا أنهم سينحازون إلى جانب ما سيقرره الشعب الليبي.