خيمة القذافي تتهاوى... أعلن عضو اللجنة الثورية المعارضة في مدينة نالوت شعبان أبو ستة عضو اللجنة الثورية المعارضة في مدينة نالوت (غرب ليبيا) التي تبعد 60 كلم عن الحدود التونسية مساء أول أمس الأحد، أن عددا كبيرا من مدن غرب البلاد بات «في أيدي الشعب» منذ أيام، وأن هذه المدن «تعد لمسيرة لتحرير طرابلس». وقال المحامي أبو ستة إن «المدينة تحررت منذ 19 فبراير، وتديرها لجنة ثورية شكلتها عشائر المدينة». وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن نالوت باتت بلا قوات شرطة وبلا عسكريين أو أي قوات أخرى موالية للزعيم الليبي معمر القذافي، وتديرها حاليا لجنة ثورية تضم نحو 10 من كبار شخصيات المدينة. وأضاف شعبان أبو ستة أن «تسع مدن في غرب البلاد تحررت منذ أيام، ورحلت منها قوات القذافي، وتدير كل منها الآن لجنة ثورية»، مشيرا إلى مدن وبلدات مثل يفرن وغريان وككلا وجادو وزنتان. وقال «إننا نضع أنفسنا تحت سلطة المجلس الوطني في بنغازي، ونعد العدة للقيام بمسيرة إلى طرابلس لتحرير العاصمة من نير القذافي». وتضم مدينة نالوت 66 ألف نسمة، وتقع على بعد 230 كلم من طرابلس. تشكيل مجلس وطني للمدن المحررة من جهة ثانية، أعلن عبد الحفيظ غوقة أحد قادة الحركة الاحتجاجية في مؤتمر صحافي عقده أول أمس الأحد في بنغازي ثاني مدن ليبيا ومعقل الحركة الاحتجاجية في شرق البلاد عن «تشكيل مجلس وطني في كل المدن الليبية المحررة». وقال غوقة ردا على سؤال حول دور وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل في تشكيل هذا المجلس الوطني الانتقالي «إن مصطفى إلى جانب الثورة، إنه يرأس مجلس مدينة البيضاء، وإننا على اتصال مع كل المدن المحررة من أجل تشكيل هذا المجلس». وأضاف غوقة «سنستشير كل مدينة، سواء محررة أو غير محررة، بشأن تشكيله»، مضيفًا «أن مجالس كل المدن تعمل ومن غير الوارد تقسيم ليبيا بين الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق، أو على أساس قبلي»، مؤكدًا أن طرابلس هي عاصمة ليبيا. وأكد أن «باقي ليبيا سيحرره الشعب الليبي»، رافضًا «أي تدخل أو أي عملية عسكرية أجنبية». الإخوان في ليبيا يؤيدون تشكيل حكومة مؤقتة هذا وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بيانًا أيدت فيه «تشكيل حكومة مؤقتة» في شرق ليبيا، في إشارة إلى المجلس الوطني الانتقالي، إلا أنها اشترطت «ألا يتم إشراك أي من «المتورطين في الجرائم التي اقترفها نظام القذافي ضد الشعب الليبي». كما دعوا إلى «الإسراع في تشكيل الجمعية الوطنية التي تمثل فيها كل المدن الليبية، وتعنى بوضع دستور وخارطة زمنية للانتقال إلى دولة المؤسسات». القذافي لا يسيطر سوى على المناطق المحيطة بالعاصمة يقول صحافيون وشهود عيان إن نظام القذافي لا يسيطر سوى على المناطق الغربية المحيطة بالعاصمة وبعض المعاقل القديمة في الجنوب القاحل. ففي مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كلم من غرب طرابلس تظاهر بضعة آلاف الأحد ضد النظام الليبي أثناء زيارة صحافيين نظمتها السلطات الليبية، حسب ما أفاد شهود. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الشهداء في وسط المدينة «يسقط النظام، نريد الحرية». وانطلقت التظاهرة لدى وصول أكثر من 50 صحافيًا، معظمهم من الأجانب، لزيارة المدينة بدعوة من السلطات الليبية. وحسب الشهود، فإن المتظاهرين يسيطرون بشكل خاص على وسط المدينة، التي شهدت الخميس مواجهات دامية مع قوى الأمن الليبية أوقعت 35 قتيلا على الأقل بحسب الرابطة الليبية لحقوق الإنسان. وقام المتظاهرون أمام الصحافيين بإطلاق سراح جنديين ليبيين كانوا يجتجزونهما في مقر جامعة الزاوية، كما قاموا بإطلاق النار في الهواء فرحا بسيطرتهم على وسط المدينة. كما أفاد الشهود من الصحافيين من جهة ثانية أن مئات المتظاهرين المؤيدين للقذافي نظموا الأحد مسيرة في منطقة الحرشة التي تقع عند مدخل مدينة الزاوية على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة بالتزامن مع مرور الصحافيين الأجانب. الهدوء الذي يسبق العاصفة وقد كانت العاصمة طرابلس هادئة أول أمس الأحد، وفتحت بعض محالها التجارية أبوابها، في حين كانت قوات موالية للزعيم الليبي تسيطر على مداخلها. وتشكلت في العاصمة أمام المصارف طوابير طويلة للحصول على مساعدة مالية وعدت بها الحكومة الليبية لكل عائلة بقيمة 500 دينار (3500 درهم). ترحيل نحو 51 ألف أجنبي إلى ذلك أعلن مدير مطار طرابلس الدولي العميد يوسف الجربي الأحد أن هذا المطار أمّن منذ الحادي والعشرين من فبراير الحالي ترحيل 51 ألف شخص من مختلف الجنسيات. وقال المسؤول الليبي في تصريح صحافي في المطار «تم ترحيل أكثر من 51 ألف شخص من مختلف الجنسيات منذ يوم 21 فبراير حتى اليوم». وأعلن أن «سلطات المطار والطيران المدني الليبي تقدم تسهيلات للشركات العالمية والعربية كافة التي تتقدم بطلبات بشأن تسيير رحلات إضافية لترحيل رعاياها». إلا أنه أوضح أن المشكلة هي في ارتفاع عدد الطائرات التي تريد الهبوط في مطار طرابلس، في حين أن مدارجه محدودة الاتساع. وأكد أن الطائرات «تحط في مطار جربة التونسي، وتنتظر هناك دورها للتوجه إلى مطار طرابلس». وتعمّ مطار طرابلس حالة من الفوضى بسبب تهافت آلاف الأشخاص إليه سعيًا إلى مغادرة البلاد. وتجمع الراغبين بالسفر في مواقف السيارات المواجهة للمطار بالآلاف، وبعضهم منذ أيام عدة، وسط أغراضهم المبعثرة إلى جانبهم. واشنطن مستعدة لمساعدة معارضي القذافي في المواقف الخارجية، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأحد أن الإدارة الأميركية «مستعدة» لتقديم «أي شكل من إشكال المساعدة» إلى معارضي نظام العقيد معمّر القذافي، مؤكدة حصول اتصال مع معارضين ليبيين في شرق البلاد. وقالت كلينتون في تصريح صحافي أدلت به في الطائرة التي تقلها من واشنطن إلى جنيف للمشاركة الاثنين في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والمخصص لبحث الوضع في ليبيا «نحن مستعدون لتقديم أي شكل من المساعدة التي يمكن أن يطلبها أي كان من الولاياتالمتحدة». وأضافت «علينا أن نرى أولاً نهاية نظامه من دون مزيد من إراقة الدماء»، في إشارة إلى نظام معمّر القذافي. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة «لا تجري أي مفاوضات» مع العقيد القذافي. وقالت «لقد اتصلنا بالعديد من الليبيين الذين يحاولون تنظيم صفوفهم في شرق البلاد، في حين أن الثورة امتدت إلى غربها». واعتبرت أنه «من المبكر التكهن كيف ستتطور الأمور». إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تجميد أرصدة الزعيم الليبي معمّر القذافي وأسرته، داعيًا إياه إلى «وضع حد لحمّام الدم» والتنحّي. وأشار هاربر في تصريح بالفرنسية والانكليزية نقلته قنوات التلفزيون مباشرة إلى أن كندا ستطبق العقوبات التي تبناها مجلس الأمن ضد النظام الليبي، وستذهب ابعد منها أيضا. وأعلن خصوصًا أن اوتاوا ستقوم فضلاً عن تجميد ارصدة القذافي وأسرته ومنع سفر الزعيم الليبي و15 من المقربين منه، بتجميد أي عملية مالية مع الحكومة وباقي المؤسسات الليبية بما يشمل البنك المركزي. كاميرون للقذافي: «حان وقت الرحيل» من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحد للقذافي إنه «حان وقت الرحيل»، مضيفًا أن القذافي لا يملك أي دور ليلعبه في مستقبل بلاده. وأكد كاميرون، الذي كان يتحدث بعد عملية جديدة تولاها الجيش البريطاني لإنقاد 150 مدنيًا أجنبيًا عالقين في الصحراء الليبية، أن «هذا كله يبعث برسالة واضحة إلى هذا النظام: حان وقت رحيل العقيد القذافي، والرحيل فورًا». وأضاف «لا مكان له في ليبيا المستقبل». 256 قتيلاً و2000 جريح في بنغازي هذا، وقد نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أطباء في بنغازي أن 256 شخصا قتلوا، و2000 جرحوا في هذه المدينة الواقعة في شرق ليبيا، خلال التمرد على نظام الزعيم الليبي معمّر القذافي. وجاء في بيان للصليب الأحمر أن «مجموعة أطباء في بنغازي مكلفة تنسيق الأنشطة الصحية في المدينة ذكروا أن 256 شخصاً قتلوا، وأصيب 2000 بجروح في التمرد». وكان فريق من الصليب الأحمر وصل مساء السبت إلى بنغازي، وقال إن الوضع في هذه المدينة التي تسيطر عليها المعارضة هادئ، وإن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها، وبات من الممكن شراء مواد غذائية. وذكر سيامون بروكس، الذي يقود الفريق المرسل إلى بنغازي، أن «المستشفيات في بنغازي بحاجة إلى جراحين واختصاصيين في تقويم الأعضاء وأدوية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة». وأشاد بالعمل الذي أنجزه الهلال الأحمر في المجال الطبي. وأضاف «بحسب تقديراتنا الأولية، لا عجلة لتأمين المواد الغذائية. من الصعب تقويم الحاجات خارج المدينة». وبنغازي إحدى مدن شمال شرق البلاد التي أصبحت تحت سيطرة معارضي نظام القذافي.