شعب بريس - وكالات فيما لا يزال مصير الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه غامضاً، كشفت مصادر ل"إيلاف" عن سماح الثوار له ولعائلته بالفرار عبر الأنفاق الأرضية في مجمع باب العزيزية الرئاسي. وأوضحت المصادر قريب الصلة بالثوار الليبيين بالإسكندرية أن الثوار غضوا الطرف عن فراره من أجل تقليل الخسائر البشرية وحقناً للدماء.
أشارت مصادر قريبة الصلة بالثوار الليبيين إلى أن هدف الثوار بالسماح للقذافي وعائلته بالفرار من باب العزيزية كان نبيلاً، حيث يبغي الحفاظ على دماء الليبيين سواء من أنصار القذافي أو من الثوار. لافتةً إلى أن الثوار فتحوا للقذافي وعائلته وحراسهم ممراً آمناً خرجوا منه إلى منطقة غير معلومة.
ودللت على صحة معلوماتها بأن الثوار يحاصرون طرابلس من جميع الجهات ويسدون منافذها، ومن الصعب أن يفر القذافي وأبناؤه وحراسه دون التعرف عليهم.
ونوهت المصادر بأن ذلك ساهم بالفعل في حقن دماء الشعب الليبي، لاسيما أن العالم كله كان يخشى من معركة طرابلس وباب العزيزية، مشيرة إلى أن القذافي لو استمر في التحصن بمقره ومن حوله قواته وأنصاره لكانت المعركة أكثر دموية ولسقط فيها آلاف القتلى. ونبهت إلى أن الثوار على يقين من أن القذافي سوف يقع في أيديهم إن عاجلاً أم آجلاً.
ولم تستبعد المصادر أن تكون عملية إطلاق سراح محمد النجل الأكبر للقذافي وابنه الثاني سيف الإسلام تمت بالشكل أو الطريقة نفسها، في إطار حقن دماء الليبيين سواء الموالين أو المعارضين للقذافي، لاسيما أنهما كان معتقلين فعلياً لدى الثوار، وليس من السهولة فرار شخصين بهذه الأهمية.
وتأكيداً على صدق كلامها، أوضحت مصادر إيلاف أن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي أعلن شخصياً اعتقال سيف الإسلام، وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية الخبر ذاته نقلاً عن المجلس، كما أن محمد النجل الأكبر للقذافي تحدث إلى قناة الجزيرة من منزله وقال إنه رهن الإقامة الجبرية، وأن الثوار يحاصرون منزله، لكنه اختفى فجأة وقيل إن كتيبة شقيقه خميس فكت أسره، متسائلة: كيف يحدث ذلك دون أن تكون هناك معركة بين الجانبين؟ وكيف يهرب سيف الإسلام دون أن تكون هناك معركة بين الجانبين أيضاً؟ وتابعت: مع التسليم بفرضية أن سيف لم يعتقل، لكن شقيقه الأكبر محمد كان معتقلاً وتحدث لقناة الجزيرة من منزله، وأكد تلك المعلومة، مما يثير العديد من علامات الإستفهام حول كيفية فراره.
إلى ذلك، قال خبير قانوني مصري إن القذافي يوجه عقوبة الإعدام في حال إذا ما تم اعتقاله حياً، وأوضح المستشار بهاء أبو شقة ل"إيلاف" أن غالبية التشريعات الوطنية بما فيها قانون العقوبات الليبي ينص على إنزال عقوبة الإعدام شنقاً بكل من أرتكب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مشيراً إلى أن الجرائم التي أقترفها القذافي بحق الشعب الليبي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية حسب القانون الدولي.
وكان القذافي قد أذاع رسالة صوتية له الثلاثاء بعد ساعات قليلة من اجتياح الثوار لمعقل حكمه باب العزيزية، قال فيها إن انسحابه منه كان "إنسحاباً تكتيكياً"، وأضاف أن باب العزيزية أصبح "طوباً وحجارة" بعدما تعرّض إلى 64 غارة جوية، مشيراً إلى أن الانسحاب منه كان "تكتيكياً". وأشار في الرسالة التي بثتها قناة العروبة وفي نقل مشترك مع قناة الرأي، التي تبثّ من سوريا، إلى أنه سوف يقاوم وقال "نحن نقاوم العدوان بكل قوة، فإما نصر أو استشهاد بإذن الله".
وكشف القذافي أنه تجول متخفيًا في طرابلس، ودعا مؤيديه إلى "تطهير" العاصمة الليبية من "الجرذان"، غداة سيطرة المتمردين على الجزء الأكبر منها. وتابع: "خرجت في طرابلس من دون أن يراني الناس متخفيًا". وأضاف "احيّي الشباب الثوريين الذين التقيت بهم في طرابلس"، داعياً "كل القبائل الليبية إلى تطهير طرابلس من الجرذان".
وفي وقت لاحق، أعلن المجلس الانتقالي الليبي عن مكافأة مليوني دينار ليبي، أي ما يعادل 1.7 مليون دولار أمريكي، لمن يأتي برأس العقيد معمّر القذافي حياً أو ميتاً. وقدم مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس في خلال مؤتمر صحافي في بنغازي عفوا عن المقربون من دائرة معمر القذافي الذين يقتلونه أو يعتقلونه، وقال "سينالون العفو الذي يضمنه الشعب".
وأعرب عن خشيته من كارثة إذا استمر القذافي بعيداً عن أيدي الثوار وقال "لن ينتهي نظام معمر القذافي طالما لم يعتقل حيا أو ميتا، إن سلوكه يجعلنا نخشى كارثة".
ورغم إعلان القذافي أنه موجود في ليبيا، إلا أن تصريحات قادة المجلس الوطني الانتقالي تضاربت في هذا الشأن، وقال فتحي دربل عضو المجلس "نحن مقتنعون بان القذافي غادر طرابلس"، وتوقع عضو المجلس جمعة القماطي "انه ما زال داخل ليبيا"، وأضاف "نعتقد انه إما في طرابلس أو بالقرب من طرابلس. سيتم العثور عليه إن عاجلا أم أجلا سواء حيا أومقبوضا عليه وهذه أفضل نتيجة نريدها و إذا قاوم فسيكون ميتاً".