نظمت ساكنة ارفود، مساء أمس الاربعاء، وقفة احتجاجية أمام المستشفى المحلي الصغيري حماني بلمعطي التابع للمركز الاستشفائي الاقليمي بالرشيدية، وذلك للتنديد بالاهمال الذي طال أحد الاطفال بعد تعرضه للسعات عقرب بالمدينة.. ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات "الوردي ارحل" و"سيارات الاسعاف للديكور فقط" و"أين مروحياتكم من عقاربنا"، و"الطفل محمد اليوم وربما طفلك غدا"، فيما صدحت حناجرهم بشعارات "حاشى هذا سبيطار " و"علاش جينا واحتجينا على الشوهة اللي شفنا" في تنديد بالاوضاع الصحية الكارثية التي تعرفها المنطقة. وحول دواعي تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية صرح أحد المواطنين، في حديث مع موقع جديد انفو الذي اورد الخبر مشفوعا بشريط فيديو، ان مدينتي ارفود والريصاني والنواحي تعرفان تدنيا في الخدمات الصحية موردا مثالا لذلك بحادث تعرض طفل صغير بدوار "كدية ضراوة" للسعة عقرب يوم 27 يونيو الجاري، نُقل على إثرها بواسطة دراجة نارية إلى المستشفى المحلي بارفود حيث أهْمِل لمدة تفوق نصف ساعة، ورغم توفر المستشفى على سيارتين للاسعاف إلا ان المسؤولين انتظروا قدوم سيارة اسعاف تابعة للمجلس الجماعي لنقل الضحية إلى مستشفى الرشيدية، قبل أن يلفظ انفاسه في الطريق بسبب التأخر الذي حصل في اسعافه.. وطالبت أم الطفل محمد، في تصريح لذات الموقع، من المسؤولين باستعمال سيارات الاسعاف الموجودة في عين المكان دون انتظار استقدام سيارة أخرى من منطقة بعيدة، وذلك حتى يتسنى اسعاف المرضى بشكل استعجالي حتى لا تتكرر مأساة الطفل محمد الذي كان ضحية الاهمال، بسبب رفض المسؤولين بالمستشفى السماح لعائلة الضحية لنقل هذا الاخير بسيارة اجرة بعد ان يأسها من تاخر قدوم سيارة الاسعاف التابعة للجماعة.. واستغرب سائق سيارة الاسعاف، بعد اعلان خبر وفاة الطفل محمد، من عملية الانتظار والتأخر التي تعرضت لها عائلة الضحية بمستشفى ارفود رغم انه وجد حين قدومه من الريصاني إلى أرفود سيارتين تابعتين للمستشفى المحلي "الصغيري حماني بلمعطي" في عين المكان، فضلا عن تواجد سائقيهما وهو ما زاد في استغرابه مما يكشف ان المسؤولين تعمدوا ترك الطفل عرضة للاهمال رغم خطورة حالته الصحية.. وطالبت أم الضحية من وزارة الصحة بتوفير الامصال المضادة للسعات العقارب في كل مستشفيات المغرب، مناشدة كل الاطباء والممرضين بتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجبهم تجاه المرضى الذين يلجون المستشفيات والمراكز الصحية حتى لا تتكرر مأساة طفلها الذي ذهب ضحية الاهمال واللامبالاة.. يشار إلى أن موضوع لسعات العقارب ولذغات الافاعي، يتم تداوله بشكل متواتر مع اقتراب كل صيف حيث تكثر الوفيات بسبب التسممات التي تتسببها هذه الكائنات، التي تقتسم مع الساكنة فضاءات عيشهم خاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.. وكانت وزارة الصحة قد اكدت، خلال شهر غشت من السنة الماضية، أنها أعدت استراتيجية وطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يسهر على تطبيقها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية. وبخصوص استعمال الأمصال، أكدت وزارة الصحة في بلاغ لها آنذاك، أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج، وذلك لعدم فاعليته التي أثبتتها معظم الدراسات والأبحاث العلمية. أما بالنسبة للدغات الأفاعي، فالعلاج بالمصل، ولو أنه غير كافي في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء. كما أكدت وزارة الصحة في ذات البلاغ، أن العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي يكون في المركز المرجعي على صعيد كل جهة حيث يوجد الطبيب المختص والذي تلقى تكوينا خاصا في هذا المجال.