فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة "مناطق منكوبة"    رئيس منتدى تشويسول إفريقيا للأعمال: المغرب فاعل رئيسي في تطوير الاستثمارات بإفريقيا    حركة النقل الجوي بمطار طنجة ابن بطوطة تسجل نموا قياسيا    إسبانيا تكثف إغاثة مناطق الفيضانات    رويترز: قوات إسرائيلية تنزل في بلدة ساحلية لبنانية وتعتقل شخصا    مسؤول سابق في منصة "تويتر" يهزم ماسك أمام القضاء    حزب الله يقصف الاستخبارات الإسرائيلية    المغرب يحبط 49 ألف محاولة للهجرة غير النظامية في ظرف 9 شهور    "سيول فالنسيا" تسلب حياة مغربيين    مسرحية "أبحث عن أبي".. عرض جديد لفرقة نادي الحسيمة للمسرح    أسعار السردين ترتفع من جديد بالأسواق المغربية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    هلال: قرار مجلس الأمن يعتبر مخطط الحكم الذاتي "الأساس الوحيد والأوحد" لتسوية قضية الصحراء المغربية    تكريم بسيدي قاسم يُسعد نجاة الوافي        نقابة إصلاح الإدارة تنضم لرافضي "مشروع قانون الإضراب"    بسبب غرامات الضمان الاجتماعي.. أرباب المقاهي والمطاعم يخرجون للاحتجاج    هيئة: 110 مظاهرة ب 56 مدينة مغربية في جمعة "طوفان الأقصى" ال 56    مطار الناظور العروي: أزيد من 815 ألف مسافر عند متم شتنبر    المغرب يزيد صادرات "الفلفل الحلو"    نيمار يغيب عن مباراتي البرازيل أمام فنزويلا وأوروغواي    الأمم المتحدة: الوضع بشمال غزة "كارثي" والجميع معرض لخطر الموت الوشيك    شاب يفقد حياته في حادث سير مروع بمنحدر بإقليم الحسيمة    اعتقال عاملان بمستشفى قاما بسرقة ساعة "روليكس" من ضحية حادث سير    بهذه الطريقة سيتم القضاء على شغب الجماهير … حتى اللفظي منه        صدور أحكام بسجن المضاربين في الدقيق المدعم بالناظور    الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات تعلق إضرابها.. وتعبر عن شكرها للتضامن الكبير للنقابات والجمعيات المهنية وتدخلات عامل إقليم الفحص أنجرة    الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة تحصد 6 ميداليات في الجمنزياد العالمي المدرسي    فليك يضع شرطا لبيع أراوخو … فما رأي مسؤولي البارصا … !    نظرة على قوة هجوم برشلونة هذا الموسم    أنيس بلافريج يكتب: فلسطين.. الخط الفاصل بين النظامين العالميين القديم والجديد    وزارة الشباب والثقافة والتواصل تطلق البرنامج التدريبي "صانع ألعاب الفيديو"    هذه مستجدات إصلاح الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة    فتح باب الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية الوطنية    بدون دبلوم .. الحكومة تعترف بمهارات غير المتعلمين وتقرر إدماجهم بسوق الشغل    الأسبوع الوطني التاسع للماء..تسليط الضوء على تجربة المغرب الرائدة في التدبير المندمج للمياه بأبيدجان    "الشجرة التي تخفي الغابة..إلياس سلفاتي يعود لطنجة بمعرض يحاكي الطبيعة والحلم    قمة متكافئة بين سطاد المغربي ويوسفية برشيد المنبعث    الفيضانات تتسبب في إلغاء جائزة فالنسيا الكبرى للموتو جي بي    مركز يديره عبد الله ساعف يوقف الشراكة مع مؤسسة ألمانية بسبب تداعيات الحرب على غزة    "تسريب وثائق حماس".. الكشف عن مشتبه به و"تورط" محتمل لنتيناهو    الحكومة تقترح 14 مليار درهم لتنزيل خارطة التشغيل ضمن مشروع قانون المالية    مناخ الأعمال في الصناعة يعتبر "عاديا" بالنسبة ل72% من المقاولات (بنك المغرب)    "البذلة السوداء" تغيب عن المحاكم.. التصعيد يشل الجلسات وصناديق الأداء    الأميرة للا حسناء تدشن بقطر الجناح المغربي "دار المغرب"    منْ كَازا لمَرْسَايْ ! (من رواية لم تبدأ ولم تكتمل)    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    الأشعري يناقش الأدب والتغيير في الدرس الافتتاحي لصالون النبوغ المغربي بطنجة    "ماكدونالدز" تواجه أزمة صحية .. شرائح البصل وراء حالات التسمم    دراسة: الفئران الأفريقية تستخدم في مكافحة تهريب الحيوانات    دراسة: اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان    ثمانية ملايين مصاب بالسل في أعلى عدد منذ بدء الرصد العالمي    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزواحف السامة.. الخطر الذي يهدد حياة المغاربة في غياب أمصال مضادة
نشر في المساء يوم 06 - 08 - 2015


موسى وجيهي
دقت منظمة الصحة العالمية سنة 2001 ناقوس الخطر بخصوص عدد الوفيات المرتفع سنويا جراء تسممات العقارب والأفاعي، مشيرة إلى أنه من بين 5 مليون مصاب وصل عدد الوفيات إلى 100 ألف حالة و300 ألف حالة تصاب بعاهات مستديمة، وسجل المركز المغربي لمحاربة التسمم 634 حالة وفاة للمدة الممتدة بين 2003- 2008 بالمغرب في مرحلة غياب الأمصال ضد السموم، 90 في المائة من الوفيات كانت غالبيتهم أطفال دون سن الخامسة عشرة.
هذه الوضعية المقلقة تتناقض والموقف الذي اتخذ في شأن توقيف إنتاج الأمصال المضادة للسموم من طرف معهد باستور بالدار البيضاء سنة2003، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل، خاصة وأن أرقام الإصابات نتيجة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي تزداد حدة كل فصل صيف، حيث تطالعنا وسائل الإعلام بشكل يومي عن حوادث مميتة لأشخاص تعرضوا للدغات الأفاعي ولسعات العقارب في مجموعة من المدن المغربية كمراكش، أكادير، آسفي، سطات، فاس وغيرها ، الشيء الذي بات معه مطلب إيجاد حل لهذه المعضلة بتوفير الأمصال المضادة لهذه السموم أمرا ملحا، وتفادي المواقف الحرجة التي تنتج عن هذه الإصابات كما وقع لضحية تافراوت التي طلب منها التعرف على نوع الزاحف التي لدغتها حتى تساعد الطاقم الطبي على علاجها عبر حقنها بالمصل المضاد، وظلت الضحية تبحث في مغامرة أخطر عن نوع الأفعى بين الحقول ولما عثرت عليها وعرضت جثتها على اللجنة الطبية المختصة لمعرفة نوعها تبين أن المصل غير موجود، لتفارق بعدها الضحية الحياة بعد معاناة دامت خمسة أيام.
هذه القضية المأساوية وغيرها من القضايا المماثلة التي شهدتها مناطق بالمغرب، تجعلنا أمام إشكالية حقيقية يتم فيها التعامل بنوع من الاستخفاف في حالات تودي في نهايتها بمواطنين إلى الموت وتعرضهم للخطر، ويكون فيها الطب عاجزا عن إنقاذهم، وهو ما يفرض إعادة النظر في المقاربة المتبعة من طرف وزارة الصحة لمحاربة السموم التي أصبحت معركة حقيقية يواجهها سكان العالم القروي أو المغرب العميق، والذي يعاني من نقص فظيع في بنيات الاستقبال الطبية وفي وسائل التدخل ضد السموم ونقص في اللوجستيك والأمصال المضادة لهذه السموم، هذا في وقت كان المغرب في سنوات الثمانينيات يحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الهند والبرازيل في إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي، حوادث لدغات الأفاعي ولسعات العقارب جعلتها تأخذ منحى آخر وتوضع تحت المجهر، بعد أن وجه برلماني بمنطقة فاس لوزارة الصحة انتقادات لاذعة اتهم فيها الأطقم الطبية بعدم الاهتمام بضحايا تسممات العقارب بالمنطقة، حيث قرر هذا البرلماني رفع دعوى قضائية ضد وزارة الصحة بتهمة إهمال وعدم تقديم إسعافات لطفلة في حالة خطر والتي توفيت بعد تعرضها للسعة عقرب.
معركة سموم الأفاعي والعقارب بالمغرب
لقد ذكرت إحصائيات رسمية للمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة عدد الوفيات جراء تسممات العقارب والأفاعي بعد فقدان مخزون الأمصال من المراكز والمستوصفات والمستشفيات الإقليمية في 634 حالة لمرحلة 2003 و2008 مثل منها الأطفال دون 15 سنة نسبة 90 في المائة.
وتساءلت فعاليات جمعوية ومتتبعون للشأن الصحي بالمغرب حول الارتفاع المهول لعدد الوفيات جراء التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، في ظل استمرار غياب إنتاج الأمصال المتوقف منذ سنة 2003، وتم تسجيل حالات وفيات ناجمة عن تسممات العقارب والأفاعي لمواطنين أبرياء غالبيتهم أطفال دون سن الخامسة عشرة جراء اللسعات واللدغات في غياب الأمصال، الطفل رضوان بن ذهيبة 5 سنوات من إقليم الجديدة وافته المنية جراء لسعة عقرب في غياب المصل بمستشفى محمد الخامس صيف 2005، ضحيتان لا يتجاوز سنهما ثلاث سنين توفيتا في ماي 2015 نتيجة غياب المصل المضاد للسعات العقارب بمستشفى الحسن الثاني بسطات، في الوقت الذي سجلت فيه حالات متشابهة نذكر منها الطفل طارق زياد 12 سنة من إقليم بن سليمان الذي توفي جراء لدغة أفعى في غياب المصل بمستشفى ابن سيناء بالرباط صيف 2010، الطفلة سارة زكزو 8 سنوات من إقليم بني ملال توفيت جراء لدغة أفعى في غياب المصل بمستشفى ابن رشد بالبيضاء صيف 2012، حالة عبد العاطي مروض أفاعي بساحة جامع الفنا بمراكش الذي توفي بعد نقله إلى مستشفى ابن طفيل في غياب المصل بتاريخ 21 فبراير 2014، محمد العيساوي (مروض أفاعي بشيشاوة) توفي في حالة مماثلة بعد نقله إلى مستشفى بمراكش في 7 ماي سنة 2015، مصطفى عدنان المتحدر من إقليم سطات توفي جراء لدغة أفعى بالمستشفى الجامعي بالدار البيضاء سنة2014 في غياب المصل، كما توفيت شابة من مدينة تافراوت يوم عيد الفطر 18 يوليوز 2015 نتيجة تعرضها للدغة أفعى وفارقت الحياة بمستشفى الحسن الثاني بأكادير بعد خمسة أيام من المعاناة مع سم الأفعى الذي انتشر في جسدها في غياب استعمال المصل المضاد.
المرجعية القانونية لاستعمال الأمصال
تم اكتشاف واستعمال المصل لسم الأفاعي من طرف الدكتور كالميط سنة 1894 بمعهد باستور هانوي بالفيتنام، ومنذ ما يزيد عن قرن وربع من الزمن لازال استعمال الأمصال هو الدواء الوحيد الناجع لعلاج ومواجهة أخطار الموت الناتجة عن التسمم بالعقارب والأفاعي، هذا المجال لم يكن غريبا على المشرع المغربي ولا على المنتظم الدولي أو الباحثين في الميدان، نظرا لحجم الخطورة التي يكتسيها، ويحصد سنويا العديد من الأرواح، لهذا فنجد أنه على المستوى الوطني هناك مرسوم ملكي عدد 176-66» بتاريخ 23 يونيو 1967 المنظم لمعهد باستور بالمغرب، حيث حدد الفصل الثاني من المرسوم المهمة الرئيسية في إنتاج أو استيراد وتوزيع الأمصال واللقاحات لتلبية طلبات المواطنين في المغرب، وعلى المستوى الدولي هناك توصيات المنظمات الدولية: منظمة الصحة العالمية التي أوصت في جلسة 51/2004 لمكتب الشرق المتوسط بالقاهرة 04/10/ 2004 الدول المتضررة بضرورة إنتاج واستعمال الأمصال مع إمكانية توفير الدعم المالي والتقني، جلسة جنيف 10 يناير 2007 بضرورة إنتاج واستعمال الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي، منظمة المؤتمر الإسلامي أوصت في جلسة تونس المنعقدة بتاريخ 13 مارس 2004 بتحقيق الاكتفاء الذاتي في ميدان إنتاج اللقاحات والأمصال مع إمكانية توفير الدعم المالي والفني، كما أن هناك عدة مختبرات ومراكز ومعاهد دولية تنتج وتستعمل الأمصال حيث هناك ما يزيد على 27 مختبر ومركز ومعهد عبر العالم ينتجون ويستعملون الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي في كل من: أمريكا، المكسيك، البرازيل، كوستاريكا، فرنسا، ألمانيا والمغرب الذي تم توقيفه سنة 2003 والجزائر وتونس ومصر وإيران وكرواتيا والسعودية وإفريقيا الجنوبية والتايلاند والفيتنام وباكستان وأندنوسيا والفلبين وأستراليا وغيرها من الدول التي تتوفر على هذه المراكز، توصية المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2009 الذي أوصى في تقريره لسنة 2009 بخصوص معهد باستور المغرب بالصفحة 461 في طبعته بالفرنسية بضرورة إعادة فتح مصلحة إنتاج الأمصال بحيث سطر ارتفاع الوفيات جراء تسممات العقارب في غياب الأمصال، إذ سجل انتقال عدد الوفيات من 24 حالة سنة 2003 إلى 91 حالة وفاة سنة 2004 في غياب المصل المضاد لسم العقارب، أضيفت إلى ذلك توصية المجلس الإداري لمعهد باستور بالمغرب المنعقد بتاريخ 01/ 06/ 2012 برئاسة وزير الصحة بضرورة إعادة فتح مصلحة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي، كما أن المنتدى الدولي لتسممات العقارب والأفاعي المنعقد بمراكش بتاريخ 21/22 يناير 2010 قد أوصى بضرورة استعمال الأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي لمواجهة خطر الموت.
وعززت هذه المرجعيات المتعلقة بجدوى الأمصال في حل معضلة الوفيات نتيجة تسممات العقارب والأفاعي بالمغرب، بعض الدراسات والأبحاث العلمية (الشاني والقاسمي وأبو زهير والنازي وميانك) بمصلحة المستعجلات بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس بشراكة مع المصحة الملكية بالرباط، وكذلك مصحة الأمراض الباطنية بالمستشفى العسكري كولمين، وقسم الإنعاش بمستشفى « فال دوكراص باريز» بفرنسا سنة 2008، وكانت نتيجة هذه الدراسة أنه رغم كلفة المصل والأعراض الجانبية يبقى المصل هو السلاح الوحيد المجدي لعلاج تسممات الأفاعي بالمغرب، دراسة أخرى قام بها الدكتور حاليم زروق بمصلحة البيوكيمياء بمعهد باستور المغرب سنة 1994 والتي لم تخرج نتيجتها عن الدراسات السابقة حيث خلصت الدراسة الى تطوير وتحسين مردودية الأمصال المضادة لسم العقارب، كما أن هناك دراسة في الاتجاه نفسه للدكتور نور الدين غنيم مصلحة البيوكيمياء معهد باستور المغرب من 1998 إلى 2000 خلصت هي الأخرى إلى تطوير وتحسين مردودية الأمصال المضادة لسموم العقارب مع التأكيد على استعمال الأمصال لمواجهة أخطار الموت بالمغرب، النتيجة نفسها خلصت إليها المهندسة أمينة وادي بمصلحة إنتاج الأمصال معهد باستور المغرب سنة 2007، أما بفرنسا نجد هناك الدكتور جان فليب شيبو جامعة ديكارت بباريس يونيو 2009 والذي أكد من خلال دراسته في المجال على استعمال المصل المضاد لسموم العقارب والأفاعي لمواجهة أخطار الموت، وهو الاتجاه نفسه الذي سار عليه مواطنه الدكتور ماكس كوافون بباريس(المتحف الوطني لتاريخ علم الطبيعة) مع اعتباره أن تدني إنتاج المصل يشكل عائقا أمام مواجهة تسممات العقارب والأفاعي.
أدى تحسين واستعمال منتوج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي عملا بتوصيات منظمة الصحة العالمية منذ سنة 2001 إلى تقليص عدد الوفيات، حيث تمكن معهد باستور تونس من تطوير وتحسين منتوج المصل مما قلص من عدد الوفيات ابتداء من سنة 2007، كما يسجل أن المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالسعودية تمكن من إنتاج 1.7 مليون حقنة من المصل المضاد لسم العقارب والأفاعي في السنة، ملبيا طلبات السعودية ودول الخليج والشركات الأجنبية المنقبة عن البترول، حيث تمكنت السعودية أخيرا من الانتقال من 25 في المائة من الوفيات من المصابين الى 0 في المائة .
وقصد معرفة المزيد في الموضوع اتصلت «المساء» بمجموعة من المسؤولين بقطاع الصحة وفعاليات طبية مختصة لمعرفة موقفهم من الإشكالية بتمظهراتها المختلفة، ومعرفة حقيقة الأمر والتمييز بين العلم والعرف في علاج لدغات الأفاعي ولسعات العقارب، والمقترحات والإجراءات العلمية التي يجب القيام بها، في ظل مخيلة مجتمعية مشتركة في العالم القروي أنتجت نماذج بدائية في التعامل مع السموم خاصة على مستوى العلاج، وذلك بطقوس غريبة تتعلق ب«التشراط»، وتعريض مكان اللسعة لغاز البوتان، وامتصاص السم.

التشراط.. وسيلة ناجحة من اللذغات
وبعيدا عن تحليلات المختصين في مجال الطب الوقائي من لسعات الزواحف السامة، اتصلت «المساء» بأحد مروضي الأفاعي المشهور برحال العيساوي أحد المنتمين لجمعية التراث الشعبي بسطات، لمعرفة وجهة نظره في الموضوع، أكد هذا الأخير على الرغم من خطورة الأمر وإقراره بوجود حالات أدت إلى وفاة بعض لحلايقية «عيساوة» نتيجة لدغات الأفاعي السامة، سواء أثناء عملية اصطياد الأفاعي الخطيرة ، أو « بوسكة» أو الثعبان « أو الأفعى ذات القرنين» مولات لكرينات» بمناطقهم بنواحي بني مسكين أولاد بوزيري وأولاد سعيد، الرحامنة أو الصحراء نواحي كلميم أو أثناء تقديم العروض كما هو الشأن بالنسبة لعبد العاطي(مروض أفاعي) الذي تعرض للدغة أفعى بساحة جامع الفنا بمراكش وتوفي على إثر ذلك، ووفاة محمد العيساوي(مروض أفاعي) بشيشاوة، فإن العيساوي لازال يؤمن بالأثر السحري و(باروك)التشراط الذي يقوم به الشرفة كحل ناجع يتبعه لتخفيف السم من جسمه كلما لدغته أفعى أثناء العرض، كاشفا لغز تعامل المروضين مع هذه الزواحف وذلك بقيامهم بنزع الأنياب التي تشكل خزان السم لدى الأفعى التي تستعملها في إفراغ كمية السم بجسم الإنسان، وهي عملية تتسم بالخطورة وتقتضي الاحترافية واستعمالها بدون تهور، دون أن ننسى أن هنالك من يمتهن حرفة صيد الأفاعي والثعابين وعرضها للبيع لبعض المعاهد أو المختبرات العلمية قد تصل أحيانا إلى 350 درهم للأفعى الواحدة كيفما كان نوعها، و10 دراهم للعقرب السوداء من أجل استغلال سمها في البحث والتجارب.

اقتراحات لمواجهة خطر السموم
إن تشعب الإشكالية التي طرحت معززة بالمعطيات والأرقام ومواقف المسؤولين تستدعي اقتراح تدابير عملية وإجرائية عاجلة في إطار تصور لاستراتيجية شمولية تدخل في محاربة مظاهر العزلة والتهميش التي يعاني منها العالم القروي والمغرب العميق على الخصوص، والذي تحتل فيه معركة السموم ولسعات الزواحف المختلفة مكانة رئيسية، تم رصد بعض الاقتراحات الناجعة التي تم استقاؤها من لدن المختصين والمتتبعين والباحثين في هذا الشأن وتتعلق ب:
1- إعادة تأهيل معهد باستور المغرب كمركز للأمصال واللقاحات طبقا لمقتضيات المرسوم الملكي عدد 176-66 بتاريخ 23 يونيو 1967 المنظم للمعهد، علما أنه في سنة 1911 كان المعهد سباقا إلى إنتاج أول لقاح مضاد لداء السعار» الجهل» بمعهد باستور طنجة . بحيث كان يلبي طلبات المغرب، ويصدره إلى إسبانيا وجبل طارق، ومنذ ذلك التاريخ وإلى حدود سنة 2003، وهي سنة توقيف آخر نشاط إنتاج الأمصال، ساهم المعهد خلال تلك الفترة في إنتاج جميع الأمصال واللقاحات لمواجهة الأوبئة والأمراض الفتاكة التي عرفها المغرب: كوباء الطاعون ووباء الجذري، ووباء التيفويد ووباء الكوليرا، ووباء السل والجمرة الخبيثة وداء السعار وداء الكزاز وتسممات العقارب والأفاعي …
2-إعادة فتح مصلحة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي بالمعهد.
3- توفير التجهيزات الطبية، الأطر الطبية المؤهلة، سيارات الإسعاف، الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي بالمراكز والمستوصفات الصحية النائية بالخصوص في المناطق الأكثر تضررا كمراكش الحوز تانسيفت عبدة دكالة والشاوية ورديغة.
4-توفير وحدات طبية متنقلة مجهزة بجميع الضروريات للإسعافات الأولية.
5-القيام بحملات التوعية الصحية بخصوص مواجهة أخطار تسممات العقارب والأفاعي المؤدية للموت عبر الوسائل السمعية البصرية.
6-مساءلة ومحاسبة ومتابعة جميع المسؤولين الذي تخلوا عن توفير الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي ضدا على الفصل 20 من الدستور المغربي، الذي يضمن الحق في تقديم العلاج للمواطنين، وكذا ضدا على المواثيق الدولية.

المطالبة بسياسة ناجعة للحد من الوفيات
هذه الوضعية التي تخلق الرعب والذعر لدى شرائح مهمة من سكان العالم القروي جعلت فعاليات المجتمع المدني تدخل على الخط، وذلك من جهة إثارة خطورة المشكل لدى الدوائر المسؤولة، ومن جهة ثانية لتحسيس السكان بتوخي الحيطة والحذر، وفي هذا الصدد صرح إبراهيم الحافظون، عضو جمعية التواصل والتنمية بمنطقة بني مسكين دائرة البروج منطقة بني مسكين إلى أن معاناة السكان تزداد في كل موسم صيف مع ارتفاع درجة الحرارة، وطبيعة تضاريس ومناخ المنطقة الجاف، وذكر في هذا السياق حالات لإصابات مميتة ساعدت في خطورتها قلة وسائل النقل وبعد المستشفى الجهوي(70 كلمترا)، وعرض كمثال على ذلك وفاة طفلين لا يتعدى سنهما3 سنوات بكل من نواحي بني خلوك وجماعة أولاد افريحة، نتيجة تعرضهما للسعات عقارب، وكذلك وفاة شاب في عقده الثالث بسبب لدغة أفعى في الصيف ما قبل الماضي للأسباب نفسها، وهذه العوامل مجتمعة تتطلب من المسؤولين استعجال توفير سيارات إسعاف خاصة ومجهزة باللوازم والمعدات الطبية وتزويد المستوصفات بالأمصال بأثمنة في متناول السكان المستضعفين بعد أن أثبتت التجربة نجاعة الأمصال لعلاج لدغات الأفاعي ولسعات العقارب، وناشد المتحدث كل المتدخلين في المجال الصحي بتوفير الأمصال بالمستوصفات، وتوفير سيارات الإسعاف والموارد البشرية خاصة في فصل الصيف، مع القيام بحملات تحسيسية بالمناطق المتضررة كعين بلال التي يحارب فيها الشباب العقارب والأفاعي كل ليلة، حيث يقومون بجولات تمشيطية بالقرب من محلات سكناهم حيث يتجاوز أحيانا القضاء على 20 عقرب، ويقترح الفاعل الجمعوي أن يطال توفير الأمصال وما إلى ذلك جماعات أخرى تعاني من المشكل نفسه كجماعة أولاد افريحة وسيدي الخدير والبروج والقراقرة وأولاد فارس وابن احمد وأولاد امراح، وذلك في إطار سياسة صحية فعالة وواضحة المعالم بداية بالوقاية والتحسيس وفك العزلة وانتهاء بسرعة التدخل ونجاعته.

الأطفال والمسنون الأكثر عرضة لخطر الموت
أكد خالد رقيب مدير مستشفى الحسن الثاني بسطات أن جهة الشاوية ورديغة وخاصة إقليم سطات تعرف حالات متزايدة لتعرض مواطنين للسعات العقارب مع ارتفاع درجة الحرارة خاصة من شهر ماي إلى شهر شتنبر، وأن المشكل يطرح بالنسبة للأطفال الصغار والمسنين الذين لا يتحملون التأثيرات الجانبية للسعات العقارب، وحول مستوى العلاجات أضاف خالد رقيب أن البداية تتم انطلاقا من المراكز الصحية وبعدها فإن هذه المراكز الصحية تنسق مع المستشفى الجهوي عبر الاتصال من أجل توفير جميع اللوازم والاحتياطات للمصابين الذين يتم توجيههم إلى مستشفى الحسن الثاني خاصة إلى قسم العناية المركزة، وبالنسبة للحالات التي لا تظهر عليها الأعراض المقلقة يحتفظ بهم تحت المراقبة على الأقل 24 ساعة في الإنعاش، لأنه لا يمكن أن نعرف اللحظة التي يمكن أن تظهر الأعراض الخطيرة مثلا الانخفاض الشديد في الضغط الدموي، واضطراب دقات القلب واختلال في التنفس والتقيؤ وارتفاع درجة الحرارة، وهي مقسمة الى ثلاث مراحل، حيث آن المرحلة الأولى لا تدعو إلى القلق وتكون من اختصاص المستعجلات، إلا أنه عند انتقال المريض إلى أعراض المرحلة الثانية أو الثالثة من اللازم والضروري وضعه تحت العناية المركزة، وذلك لمعالجة الأعراض التي يسببها التسمم بعد لسعة معينة، بعد وصول المصاب إلى المستشفى يستفيد من العلاج حسب المراحل التي تتحدد وفق الأعراض التي تظهر على المريض. وحول العادات المنتشرة وسط الأسر خاصة بالبوادي والمناطق النائية كالتشراط وغاز البوتان وغيرها أفاد الدكتور خالد رقيب … أن هذا الأمر ناتج عن غياب الوعي لدى هذه الأسر، وبالتالي يبقى هنا دور التحسيس من أجل إيصال المعلومة إلى المواطنين بتلك المناطق وتقديم النصيحة لهم وتوعيتهم بالإجراءات الأولى المجدية التي ينبغي أن يقوموا بها، وهذا ما يقوم به قسما التسمم والأوبئة التابعين لكل من المندوبية الإقليمية والجهوية للصحة بسطات، والذي تتحرك عناصره في المناطق المحيطة بالإقليم بالعالم القروي عن طريق الفرق المتنقلة خاصة في هذه الفترة، وبالتنسيق مع المستشفى الجهوي الذي يمد المندوبية بالمعطيات الدقيقة حول هذه الحالات والتي يتم جمع المعطيات واستثمارها من أجل معرفة المناطق المستهدفة وتحديد أماكن التدخلات.

أهمية العودة إلى إنتاج أمصال الزواحف
أفاد الدكتور محمد لطفي رئيس مصلحة التجارب العلمية بضيعة تيط مليل «المساء» أن التجارب والمشاركة في الأبحاث العلمية تتعلق باعتماد حيوانات للتجارب المخبرية حيث هناك ضيعة مساحتها 27 هكتارا وهي عبارة عن أماكن تحتضن تربية الحيوانات كالفئران وما يقارب 90 من الأحصنة والبغال مفرقة على اختلاف أنواعها، وقد توقفت الأنشطة منذ 10 سنوات في عهد المدير القديم باعتبار أن الإنتاج كان يعتمد طرقا شبه تقليدية وقد قررت الإدارة توقيف الإنتاج حتى يساير المعايير الدولية، وتنقسم الأبحاث العلمية باختلاف التخصصات في إطار وحدات لها ارتباط بالحيوانات حتى تساهم في المنشورات العلمية، وأشار إلى أهمية مناخ المغرب وموقعه الجغرافي وتنوع الزواحف السامة مما يجعله في مكانة مهمة على الصعيد الدولي، وأكد على أن المصل هو الدواء الوحيد لإنقاذ المعرضين للدغات الأفاعي بشراكة مع معهد باستور ومركز محاربة التسممات، أما بخصوص تسممات العقارب أوضح المتحدث نفسه أن الاستراتيجية المتبعة والمعتمدة على مراقبة المصاب وتتبع حالته دون الالتجاء إلى المصل، بل عن طريق المراقبة ووضعه تحت العناية المركزة أبانت عن مفعول ايجابي، رغم أن المعهد كان ينتج مصل العقارب الخطيرة « السوداء بالخصوص»، مطالبا في هذا السياق بعودة إنتاج مصل الأفاعي والكزاز وداء الكلب» الجهل» بالطريقة نفسها، ومعهد باستور يتوفر على موارد بشرية ذات كفاءة عالية في انتظار شراكة مع القطاع الخاص، حيث كانت تتم العملية بعد الحصول عن الزواحف السامة « عقارب أفاعي» مختلفة، واستخراج سمومها وحقنها مثلا لحصان على فترات وبجرعات تصاعدية حتى يعتاد الحصان أو غيره من الحيوان المخبري وينتج المصل المضاد الحيوي وبعد ذلك يستخرج ما يقارب 7 لترات من دم الحيوان الذي تم إشراكه في التجربة، وخضوعه لعمليات تقنية وعلمية إضافية للحصول على الأمصال المضادة للسموم، بالتركيز على أنواع السموم ومدى كمية مخزون السم الذي تتوفر عليه، لتحديد المصل المضاد لكل نوع من الأفاعي، بكف النظر عن اللسعات البيضاء التي لا تدعو إلى القلق والتي تلجأ إليها الزواحف دفاعا عن النفس، وتحتفظ بالسم في أعلى الرأس لمواجهة أخطار أخرى حين تعض وترسل كمية من السم عبر أسنان مثقوبة كالإبر ثم تحتفظ بكمية احتياطية. .

ثلاث مراحل للتعامل مع سموم العقارب ولدغات الأفاعي
من جهته، اعتبر الدكتور جلال خيري رئيس المرصد الإقليمي للأوبئة بمندوبية الصحة بسطات أن إقليم سطات من النقط السوداء باعتباره ينتمي الى جهة الشاوية ورديغة والتي تعرف انتشارا كبير للعقارب والأفاعي بحكم المناخ والموقع الجغرافي وتضاريس بعض مناطقها خاصة منطقة بني مسكين (البروج) التي تعرف أكبر عدد من الإصابات سنويا بلسعات ذوات السموم، والتي تضم عدة جماعات قروية منها القراقرة وأولاد بوعلي والبروج المركز وأولاد فارس وبني خلوك وسيدي أحمد الخدير ودار الشافعي وعين بلال وأولاد أفريحة وسيدي بومهدي واثنين بني خلوك، ودائرة ابن احمد التي تضم ابن احمد المركز وأولاد فارس وثلاثاء لولاد ورأس العين الشاوية، وقسم المتحدث لسعات العقارب إلى ثلاث مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى لسعات عقارب بدون تسمم» لسعة بيضاء» وتمثل 90 في المائة من مجموع اللسعات وتنحصر علاماتها في الوجع والألم الحاد وظهور احمرار على مستوى مكان اللسعة مقرون بانتفاخ، في حين تختلف أعراض المرحلة الثانية عن سابقتها والتي يتعرض فيها المصاب إلى لسعات سامة يضخ خلالها العقرب أو غيره كمية من مخزون السم في جسم الإنسان، حيث تظهر الحمى تفوق درجة حرارة جسم الضحية 38 درجة، مصحوبة بالتقيؤ ووجع في البطن والإسهال والعرق، هنا ينبغي أخذ الاحتياطات الضرورية تحسبا لانتقال حالة المريض إلى المرحلة الثالثة والتي تعتبر مرحلة الخطر وتتميز بأعراض كاضطرابات دقات القلب وخلل في وظيفته ووظيفة الرئتين ثم بعدها إصابة الدماغ ما يتسبب في إغماء حاد ثم الموت.
وأشار الدكتور جلال إلى مختلف الإجراءات التي يجب اتخاذها أثناء تعرض الشخص للسعة عقرب أو لدغة أفعى، حيث أوضح أنه أثناء تعرض أي شخص كيفما كان للسعة عقرب أو لدغة أفعى ينبغي على أهل المصاب أو مرافقيه أن يتحلوا بالهدوء وعدم اللجوء إلى العادات السيئة المنتشرة وسط الناس كالتشراط بالآلات الحادة أو الامتصاص، أوالبزع وهو البصق على مكان اللسعة، مع تجنب ربط العضو المصاب، وعدم إطلاق غاز البوتان على مكان اللسعة وغيرها من العادات التي تزيد من خطورة الوضع، ويضيع فيها أهل المصاب الوقت، بل يجب حمل المصاب على وجه السرعة إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى مع تحديد بعض مواصفات العقرب أو الأفعى التي أدت إلى الإصابة إن أمكن لأن ذلك يساهم في مساعدة الطاقم الطبي، والذي يعمل على إعطاء الإسعافات الأولية والمراقبة، أو توجيه المصاب خاصة إذا كان مسنا أو عمره يقل عن 15 سنة إلى المستشفى أو الاحتفاظ به تبعا لنوع الإصابة والمرحلة التي دخلها المريض وفق الأعراض التي تبدو عليه، مع إمداده ببعض الأدوية المناسبة عبر الوريد داخل سيارة الإسعاف على أن يستكمل العلاج في قسم الإنعاش، وفي هذا المجال قد جرى تعبئة الموظفين وتكوين وحدة متخصصة داخل المستشفى مع تخصيص قاعة خاصة الإيواء المصابين باللسعات بقسم الإنعاش، وتوفير الأدوية الكافية « kit « لمواجهة السم وإنقاذ المصابين داخل المستشفى، والقيام بدراسة تقييمية لكل حالة وفاة مسجلة بالتسمم العقربي لاستثمارها وتحديد الأسباب لتجاوزها مستقبلا.
وحول جدوى الأمصال المضادة للسموم وتوقف إنتاجها، أشار الدكتور جلال إلى أن مشكل التسمم بلسعات العقارب بإقليم سطات يعد من بين المشاكل الصحية التي تستوجب المزيد من الحيطة والحذر وتستلزم تعبئة جميع المتدخلين من قطاعات الصحة والتعليم والجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني والمواطنين بصفة عامة، وعند اللسع العقربي لا يوجد أي دواء وقائي ضد التسمم، بل تتم مراقبة المصاب أربع ساعات ابتداء من وقت اللسعة وتشخيص حالة التسمم ثم معالجة المصاب حسب ظهور الأعراض تحت إشراف طاقم طبي مكون لهذا الغرض، داخل قسم الإنعاش، بتقديم الأدوية المركبة لهذا الغرض»kit» خاصة بعد أن توقف إنتاج المصل لكونه أصبح غير مجدي ويتسبب في أعراض جانبية، كما أنه لا ينفع مع كل أنواع العقارب، بالإضافة إلى أن الدراسات بينت أن عدد الوفيات تقلص بعد منع استيراد المصل.
وبخصوص الاستراتيجية الوقائية التي تنهجها المصالح الطبية للحد من اللسعات، قال الدكتور جلال خيري إن من وسائل الوقاية ومكافحة العقارب، ينصح بتربية الدواجن، وغزالة الأعشاب المحيطة بالبيوت مع إغلاق كل الثغرات والشقوق والتصدعات المتواجدة بالحائط آو السقف، وتبليط حيطان المنازل لتصبح ملساء وذلك على ارتفاع متر على الأقل، إعادة ترتيب الأمتعة المستعملة والتخلص مما هو زائد وغير صالح، الاستغناء عن استعمال المبيدات إلا في الحفلات والمواسم، لأن هذه المواد يمكن أن تؤدي إلى تسممات، ارتداء أحذية وقائية مغلقة وفحص الأحذية والملابس والأفرشة قبل الارتداء أو الاستعمال، اتخاذ كل الاحتياطات قبل تحريك أو نقل الأحجار، استعمال مصابيح يدوية، وفي هذا السياق تتم تعبئة الأطر الطبية وتنظيم لقاءات تحسيسية للموظفين والأطباء والممرضين العاملين بالمستشفيات والمراكز الصحية القروية لتعبئتهم حول تأطير السكان والوقاية من لسعات العقارب. خاصة بالمناطق التي تقع بنفوذ دائرتي البروج وابن احمد، مع فتح وحدة مجهزة بالغاز الطبي والأدوية والمستلزمات الطبية للتكفل بحالات التسمم بلسع العقارب بكل من مستشفى البروج وابن احمد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.