من خلال الاطلاع على الإنتاج الذي تقدمه قنوات القطب العمومي، الذي يترأسه فيصل العرايشي، نخرج بخلاصة واحدة هو أن المشرفين على هذا الإعلام لا يهمهم المشاهد إلا بقدر استبلاده والاستمرار في استحلاب جيبه وصرف الأموال الطائلة على الشركات المحظوظة المعروف أصحابها بالقرابة. ملايير كثيرة تم صرفها على برامج وسيتكومات ودراما هي عبارة عن صب الماء في الرمل. فلسنا من العدميين الذين لا يريدون تنمية الفن ورقيه ويرفضون صرف الأموال عليه. لا. نحن مع ميزانيات مهمة للفن والإنتاج الفني لكن عبر دفتر تحملات واضح.
فمن العيب والعار أن يوزع العرايشي الملايير على ذوي القرابة من أجل إنتاج سيتكومات لا لون ولا طعم لها. هل يعرف هؤلاء أن السيتكوم هي اختصار لكوميديا الموقف "situation comedy". ، أين هي الكوميديا فيما تقدمه التلفزة العمومية اليوم؟ وأين هو الموقف؟ الموقف بكافة أصنافه السياسي والاجتماعي.
هدف الفن هو الرقي بالذوق المجتمعي، وليس نقل أبلد المواقف في المجتمع إلى الشاشة. ولكن العرايشي حول التلفزة المغربية إلى أداة لتبليد نساء ورجال وأطفال المغاربة. رجل يأخذ من جيوبنا أموالا ويصرفها على شركات ذوي القربى من أجل شن الحرب علينا وعلى ذوقنا.
أصبحنا أمام سيتكوم حقيقي. فالكوميديا الحقيقية التي تحمل موقفا حقيقيا، هي استهزاء العرايشي بعقول المغاربة وأذواقهم، حيث لم يتمكن من تقديم ولو عمل واحد يغطي على كثافة الرداءة، التي أصبحت اليوم هي عنوان الإنتاج الرمضاني.
والمصيبة أن الإنتاج اعتمد أرخص الوسائل حيث الغباوة حتى في التصوير ناهيك عن المضامين التي لا تساوي هذه الملايير التي تم صرفها عليها. ملايير وزعها العرايشي ولم يرف له جفن، ولم يحترم المعايير المعمول بها والمنصوص عليها دستوريا والمتعلقة بالحكامة الجيدة والشفافية، فكيف تستحوذ شركة على الملايير سنويا رغم أنها لم تقدم ولو في موسم واحد عملا جيدا؟
أما مضامين هذه السلسلات فهي مخزية ولا تحترم ذوق المشاهد ناهيك عن الفئات العريضة الموجه إليها خصوصا دوسها على حرمة رمضان وتقاليد المغاربة في هذا الشهر.
فما رأي السيد وزير الاتصال الوصي على القطاع في هذه المهزلة؟ وما رأي السادة البرلمانيين في هذه المجزرة؟ أليس حريا ببمثلي الشعب أن يطالبوا بلجنة تقصي الحقائق حول نهب المال العام تحت ذريعة الإنتاج الرمضاني؟