تم أمس الثلاثاء بقاعة الفن السابع بالرباط تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي "من الرباط إلى القدس" من إنتاج وإخراج الطاهر عبدلاوي، الذي اعتبره "رحلة عبر التاريخ والحاضر لمعالجة وثائقية لعلاقة المغاربة بفلسطين". وتضمن هذا الفيلم الوثائقي، الذي أنجزته شركة إبداع للإنتاج السمعي البصري لفائدة برنامج "فلسطين تحت المجهر" الذي تبثه شبكة الجزيرة الإعلامية، حوارات مع عدد من الفاعلين في المجتمع المدني والمثقفين المغاربة بخصوص مفهوم "التطبيع" مع إسرائيل، وموقفهم منه، ومشاهد وثائقية من أحداث تاريخية ومظاهرات تضامنية مع الحق الفلسطيني خاصة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وتراوحت المواقف المعبر عنها بين الرفض القاطع لأي علاقة مع إسرائيل ما دامت تحتل الأراضي العربية وتصادر حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والسيادة، وتفهم إمكانية إقامة علاقات ثقافية أو اجتماعية بالخصوص مع مغاربة من ديانة يهودية انتقلوا من المغرب للإقامة في إسرائيل "ما شكل انزياحا عن التعلق الوجداني للمغاربة بفلسطين".
واستحضر الفيلم مواقف كل من الأديب الراحل إدمون عمران المليح والكاتب جاكوب كوهين والفاعل الجمعوي سيون أسيدون وهم مغاربة يهود معادون للإيديولوجية الصهيونية، خاصة من الظروف المعقدة التي تم فيها ترحيل أعداد كبيرة من اليهود المغاربة إلى فلسطينالمحتلة سنة 1948.
وحاور الفيلم الوثائقي أيضا المثقفين والفاعلين السياسيين والجمعويين المقرئ أبو زيد الإدريسي وأحمد شحلان وحسن أوريد وعبد الرحمان بنعمرو ومحمد بنجلون أندلسي وسعيد خالد الحسن (فلسطين) وأحمد ويحمان وأحمد عصيد وغيرهم.
وبالمناسبة، أعلن المنظمون عن تنظيم ندوة فكرية حول الموضوع في وقت لاحق، مشيرين إلى أن الصعوبة التي واجهتهم عند إنجاز الفيلم الوثائقي تتمثل في كيفية "التوفيق بين نظرتين، إحداهما ترى موضوع زيارة إسرائيل أمرا عاديا وطبيعيا، والأخرى تستحضر التاريخ وترى أن الزيارة لفلسطين مشروطة بإرجاع الحق لأصحابه وأن كل زيارة أو تعامل هو تطبيع".
يشار إلى أن إبداع للإنتاج السمعي البصري، التي أنجزت هذا الفيلم، شركة مغربية تأسست في نونبر 2006، وتسعى لأن تكون من بين الشركات الرائدة في مجال السمعي البصري والإعلام والاتصال، والإسهام في تطويره وتجويده بما يضمن خدمات إعلامية متميزة.