تواجه منظمة بوليساريو احتجاجا الكترونيا متصاعدا يمهد لثورة شبابية ضد قياداتها قد تتحول إلى أرض الواقع أسوة بالعديد من الدول العربية. ودت مجموعات شبابية عبر بيانات على فيس بوك وتويتر ومواقع الكترونية إلى أن يكون يوم 5 مارس القادم يوم ثورة ضد "الفساد والمفسدين في قيادة بوليساريو". وأفاد بيان يحمل توقيع "شباب الثورة الصحراوية" بأن تظاهرة 5 مارس تنادي بضرورة إصلاح النظام الصحراوي "وإعادة بعث قيم الثورة الصحراوية، يشن النظام الحاكم حملة واسعة لتشويه المجموعة خاصة لدى الرأي العام الصحراوي مستفيدا من العزلة التي تعيشها المخيمات عن العالم الخارجي بسبب عدم توفرها على أي اتصال بشبكة الانترنت." وأضاف البيان "ومثلما حاولت الأنظمة الفاسدة تشويه ثورة الشباب العربي في تونس ومصر وليبيا يحاول النظام الصحراوي وبعض أعوانه الانخراط في هذه الحملة. وعليه نعبر عن تنديدنا بهذه الحملة المغرضة ونعلن للرأي العام المحلي والدولي تمسكنا بالتظاهرة السلمية التي دعونا الى تنظيمها أمام مقر الرئاسة يوم 5 من مارس 2011 متمسكين بإرادتنا في أن السكوت عن الوضع الراهن هو خيانة لأرواح الشهداء وتدمير لمكتسبات شعبنا." وقالت جماعات ناشطة أن قيادة بوليساريو هددت باعتقال وسجن الشباب الذين يعتزمون الانخراط بالتظاهرة. وذكر البيان "نحمل النظام الحاكم بالدولة الصحراوية والذي هدد بسجن أفراد المجموعة في حال تصميمها على تنظيم التظاهرة مسؤولية أي تصرف غير مسؤول ضد مجموعة شباب الثورة الصحراوية وسلامتهم الجسدية. ونناشد كافة المنظمات الدولية خاصة المعنية بمجال حقوق الانسان بضرورة التضامن معنا، مراعاة لظروفنا الخاصة في مخيمات اللاجئين الصحراويين." ومن جانبها أعلنت اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب - خط الشهيد، تضامنها التام مع مبادرة "شباب الثورة الصحراوية" الهادفة إلى تنظيم مظاهرة إحتجاج سلمية امام قصر محمد عبدالعزيز بالربوني، يوم 5 مارس، "لتحقيق العدالة والديمقراطية والتغيير والإصلاح داخل البوليساريو بإعتبارها تشكل روح الشعب الصحراوي." وأضافت اللجنة التنفيذية في بيانها "إن هذه المبادرة الشجاعة لشبابنا، في وقت تتهاوى فيه الأصنام، والحكام الديكتاتوريين، في الوطن العربي، ليعبر عن درجة عالية من المسؤولية والوعي بتطورات العصر، ومستجدات الزمن. وإذ نحيي شعبنا المجاهد بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لميلاد دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي ولدت في خضم معركة حرب التحرير، والتي فرطت فيها هذه القيادة مثلما فرطت في كل مكاسبنا، عندما وضعت الدولة في الثلاجة لتجميدها، فإننا ندعو هذا الشعب للوقوف وراء اولاده، والتظاهر معهم، ومناصرتهم لمواجهة هذه القيادة التي أصابها الهلع خوفا من غضب الشعب، والوقوف ضد تهديد شبابنا تارة بالجزائريين وتارة بقوات القمع الصحراوية، لأن الشعب إذا اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر." ودعت "كل مناضلي وإطارات الجبهة الشعبية خط الشهيد للتلاحم مع شباب الثورة الصحراوية في وقفتهم التاريخية يوم 5 مارس. نؤكد لشباب ثورتنا ان خط الشهيد وكل طاقاته المادية والبشرية، هي تحت تصرفهم، ورهن إشارتهم." واعتبرت اللجنة في بيانها أن تحدي الشباب لقيادة بوليساريو هو "الأمل المتبقي، بعد ان حاولت القيادة قتل الأمل والحلم، ولا ترهبكم القيادة ولا زبانيتها من الحاشية، فسيتساقطون كالورق لأنهم ليسوا إلا نمورا من ورق." وأشارت إلى ن يوم 5 مارس هو "يوم للتحدي، يوم للمواجهة بين الحق والباطل، يوم للمبارزة بين الجيل الصاعد، من ايناء الشهداء ضد الحكام الفاسدين المتسلطين وزبانيتهم، والنصر سيكون لا محالة، بجانب شباب الثورة الصحراوية... وما ميدان التحرير المصري عنا ببعيد. ندعوهم للوعي من اجل دحض كل مؤامرات القيادة من قبلية وتهديد ووعيد، وتفرقة وتشتيت وشراء الضمائر لإفساد ثورة الشباب، مثلما افسدوا إنتفاضتنا ضدهم بعد مجزرة أكديم إزيك." ومن جانبها أصدرت مجموعة من الشباب الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين غرب مدينة تيندوف بيانا بررت بيه الحاجة الى الثورة على قيادة بوليساريو. وقالت المجموعة "نظرا لما تشهده الساحة العربية من حراك شعبي مطالب بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتحرر من الأنظمة الفاسدة. وإيمانا منا أن التقاعس عن تصحيح الوضع الراهن هو خيانة لأرواح الشهداء وتدمير لتضحيات شعبنا. وحرصا على إنجاح الذكرى 35 لإعلان الجمهورية، وتزامنا مع ذكرى تأسيس أول حكومة صحراوية يوم 5 مارس 1976، ارتأينا نحن مجموعة من شباب الثورة الصحراوية التعبير عن تطلعات شعبنا في تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والقبلية وبعث روح الثورة. وأضافت "لذا ندعو الشعب الصحراوي لمشاركتنا في الوقفة السلمية التي نعتزم تنظيمها أمام مقر رئاسة الجمهورية بالشهيد الحافظ يوم: السبت 5 مارس 2011 على الساعة 10 صباحا، من اجل تحقيق المطالب التالية: 1 رد الاعتبار لجيش التحرير الشعبي الصحراوي وتحسين ظروفه ورفع رواتبه لتكون الأعلى في الدولة. 2 التعاطي مع تضحيات جماهير انتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية بما تستحق من اهتمام على كافة الأصعدة. وعدم تكرار الموقف المخجل من أحداث مخيم اكديم ازيك. 3 إيلاء عناية خاصة لضحايا الحرب وعائلات الشهداء والمناضلين والمناضلات الذين أسسوا لبناء الدولة الصحراوية. 4 إصلاح جهازي العدالة والإدارة الوطنية. 5 ضمان حق الانتخاب لجميع المواطنين في جميع الدوائر عبر الصناديق وتغيير آليات انتخاب الرئيس والبرلمان. 6 تحرير مؤسسات الدولة من الحكم القبلي والمحسوبية لتقوم بخدمة المواطن وتجاوز مرحلة تخوين الشباب ومنحه الثقة للمشاركة في الحياة السياسية. وإعادة الاعتبار للإطارات الوطنية المهمشة. 7 إرجاع مال الشعب المنهوب ومحاسبة المفسدين من النظام." وقالت الجماعة "نعلن رفضنا للمزايدات وكافة أشكال الاستغلال السياسوي لمجهود شباب الثورة الصحراوية من قبل المنظمات والجمعيات النظامية وصحافة العدو المغربي. وشعارنا الأساس هو: الشعب يريد إصلاح النظام." وتحارب منظمة بوليساريو المغرب للحصول على استقلال الصحراء الغربية بدعم من الجزائر وليبيا. لكن حالة من الجمود تسود مفاوضات الحكم الذاتي التي ترعاها الأممالمتحدة انعكست سلبا على وضع اللاجئين ممن قضوا أكثر من 35 عاما في مخيمات صحراوية تعاني بشكل كبير من نقص الخدمات. ويتهم ناشطون صحراويون "حكومة" زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز بإهمال قضيتهم والدخول في مناورات سياسية لا طائل منها ويوجهون انتقاداتهم الى الطريقة التي تنفق بها الأموال التي تقدمها الجزائر لهم او تلك التي تتبرع بها المنظمات الدولية ويتهمون عددا من قيادات المنظمة بالتربح والفساد على حساب اللاجئين.