أشرف وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي يوم الاثنين بالقنيطرة، على تدشين معرض ثقافي وتاريخي، يعد بمثابة كتاب مفتوح على ذاكرة القنيطرة خلال النصف الأول من القرن العشرين وإلى غاية عهد الاستقلال. ويشكل المعرض، الذي تنظمه "مؤسسة مشيش العلمي" إلى غاية 11 غشت المقبل، مناسبة لرصد جانب من التراث الجماعي لمدينة القنيطرة، من خلال صور تؤرخ لجانب من تاريخ الوجود الفرنسي وذاكرة الميناء التجاري وميناء البحرية الفرنسية والميناء النفطي والسكة الحديدية والتعمير والمباني السكنية والبنايات الإدارية الأولى بالمدينة.
وأبرز أمين الصبيحي، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أن المعرض يعد مناسبة للوقوف على تطور مدينة القنيطرة منذ الحقبة الاستعمارية وإلى اليوم. واعتبر أن الأمر يتعلق بمبادرة ثقافية مهمة تستهدف تعريف أكبر شريحة من الجمهور المحلي والوطني بتاريخ المدينة والمنطقة وذلك في سياق الجهود المبذولة للنهوض بالشأن الثقافي بالقنيطرة، والتي تشمل أيضا نشر الكتب وتنظيم الندوات الثقافية والاهتمام بتراث المدينة. ومن جانبه، أكد مصطفى مشيش العلمي رئيس "مؤسسة مشيش العلمي"، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يندرج في إطار المساعي الرامية إلى الحفاظ على ذاكرة المدينة ، معتبرا أن هذه التظاهرة تعد مناسبة "للنبش في ذاكرة مدينتنا عسى أن نستوعب أن في ماضيها خدمة لمستقبلها". وبحسب المنظمين، فإن مدينة القنيطرة تعاني من ضياع وإهمال" جزء من تراثها الجماعي" ولاسيما ما يتعلق ببعض المواقع والبنايات التي ظلت تعد علامة مميزة للمدينة ورمز شهرتها وجاذبيتها. واعتبروا أن المعرض يشكل دعوة مفتوحة للتنسيق مع جميع المهتمين، وتعميق البحث والتعريف بشكل أكبر بتاريخ القنيطرة، والأنشطة والانجازات التي شهدتها المدينة والجهة، بما يعيد روح الاعتزاز والافتخار في صفوف ساكنتها ولاسيما الشباب منهم بماضي المنطقة المشرف. وبدوره أعرب الفنان التشكيلي المهدي ايشار، الذي ساهم في هذا المعرض بإحدى لوحاته الفنية حول "مقاومة جيوش الاحتلال الفرنسي بالمدينة" ، في تصريح مماثل، عن اعتزازه بالمشاركة في هذه التظاهرة التي تسعى إلى الحفاظ على تاريخ وذاكرة المدينة واطلاع الأجيال القادمة على حقبة من تاريخ وتراث مدينة القنيطرة.