احتفاء بإدراج مدينة الرباط، عاصمة المملكة، ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، باعتبارها عاصمة حديثة، ومدينة تاريخية، وتراثا مشتركا، من معرض المخطوطات التراثية (كرتوش) نظمت وزارة الثقافة، بتعاون مع المكتبة الوطنية بالرباط، والخزانة العلمية الصبيحية بسلا، معرضا للمخطوطات التراثية، اختير له عنوان "مدينة الرباط في التراث المخطوط"، افتتحه محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، مساء الجمعة الماضي، في رواق المكتبة الوطنية بالرباط. المعرض ألقى الضوء على مخطوطات نفيسة تتعلق بمدينة الرباط تاريخا ومجتمعا وثقافة وأعلاما٬ وعلى المؤلفات التي كتبها أبناء هذه المدينة٬ ومن أقام بها من العلماء والفقهاء والأدباء والمؤرخين، في مختلف المواضيع والقضايا. وانتقل المعرض بزواره، الذين حضروا بكثافة، عبر المراحل التاريخية لتطور الرباط، منذ كانت نواة قصبة مطلة على البحر لأهداف استراتيجية في العهد المرابطي٬ إلى أن تقوى دورها مع تمدينها ونهضتها، التي تواصلت في العصور الموالية، حتى أكسبتها المقومات التاريخية والحضارية والعمرانية والاجتماعية والثقافية شخصيتها المتميزة، التي توجت باختيارها عاصمة للمملكة سنة 1912. وقال الصبيحي، في تصريح للصحافة، إن "هذه التظاهرة تندرج في إطار الاحتفاء بإدراج مدينة الرباط ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو٬ وتثمينا لهذا الحدث الثقافي الذي يمنح عاصمة المملكة مكانتها المستحقة ضمن الحواضر العالمية المرموقة بإمكاناتها التاريخية والحداثية معا"، مشيرا إلى أن هذا المعرض يهدف إلى التعريف بجوانب مختلفة من تاريخ الرباط العلمي والثقافي والاجتماعي. ويعكس٬ عبر الإنتاج المخطوط٬ الحضور المتجدد لهذه المدينة وتفاعلها القوي مع تاريخ المغرب على مختلف المستويات٬ في سياق تثمين البعدين التراثي والحداثي. وأفاد الوزير أن هذا التراث المخطوط يحتوي على وثائق ومعطيات ثمينة، تعكس جوانب مختلفة من ذاكرة المدينة وحضورها في المشهد العام لتاريخ المغرب ككل، كما تحفل بمعلومات عن النشاط العلمي والفكري والثقافي لأبناء المدينة والمقيمين بها من العلماء والأدباء، ممن أغنوا المكتبة المغربية بذخائر الكتب والدواوين، التي حجزت موقعها في تاريخ الفكر المغربي، وطار ذكر أصحابها في الآفاق، بما تميزوا به من إبداع، وما أنتجوه من مؤلفات أغنت الفكر وأرخت للمجال والمجتمع.