أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، يوم الجمعة، مدينة الرباط على قائمة التراث العالمي. وأجمع أعضاء لجنة (اليونيسكو) للتراث العالمي، اليوم خلال اجتماع الدورة السادسة والثلاثين في بطرسبورغ بشمال غرب روسيا، على إدراج مدينة الرباط على لائحة التراث العالمي باعتبار «المقومات والمؤهلات التي تتميز بها من الناحية العمرانية والمعمارية والتراثية، وتناغم مكوناتها الحضارية ومعمارها الذي يجمع بين مختلف الحقب التاريخية». وجاء في بلاغ للوفد المغربي الذي شارك في أشغال اجتماع اللجنة، والذي يضم وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، وفتح الله ولعلو رئيس مجلس مدينة الرباط، وسفيرة المغرب لدى اليونيسكو زهور العلوي، وسفير المغرب لدى روسيا عبد القادر الأشهب، ومولاي سليمان العلوي العامل الملحق بجهة الرباطسلا زمور زعير، أن «إعداد الملف المغربي لترشيح إدراج الرباط ضمن قوائم التراث العالمي، الذي لقي اهتماما ورعاية خاصة من جلالة الملك محمد السادس، تم بفضل جهود الخبراء العلمية والتقنية في إطار مقاربة تشاركية شملت جميع المتدخلين». وأضاف البلاغ أن «التناغم والتوافق الكبير بين مختلف مكونات العمران في العاصمة الرباط، سواء القديمة أو الحديثة، والتأثير الإيجابي للمهندسين المعماريين وخبراء التعمير في القرن العشرين، أعطى لمدينة الرباط منتوجا عمرانيا وتاريخيا وحضاريا نادرا وغير مسبوق، كما جعل من الرباط إرثا مشتركا يختزل تاريخ ثقافات وحضارات بشرية أصيلة عديدة، من بينها الحضارة الإسلامية والإسبانية والمغاربية والأوروبية». وأعرب أعضاء لجنة اليونيسكو عن تقديرهم، حسب البلاغ، ل«تفرد وتناغم فن العمارة التراثية والعمارة الحديثة التي تتميز بها الرباط»، مؤكدين أن هذا التميز جعل الرباط «من بين العواصم العالمية القليلة التي نالت شرف إدراجها على لائحة التراث العالمي». وأشار البلاغ إلى أن الرباط «قدمت ترشيحها للمرة الأولى، ونالت شرف الإدراج في لائحة التراث العالمي، وهو ما اعتبره الملاحظون نتيجة إيجابية جدا بفضل الملف المتميز التي تقدمت به عاصمة المملكة المغربية، وبفضل دينامية الحملة الدبلوماسية التي ساهمت في التعريف بالإرث الحضاري المتنوع للرباط». وأكد البلاغ أن أعضاء لجنة اليونيسكو للتراث العالمي، التي تضم 21 عضوا من مختلف قارات العالم، نوهوا كذلك ب «دور السلطات المغربية في حماية والحفاظ على المكون الثقافي والحضاري للعاصمة الرباط». وقدم الوفد المغربي عروضا مستفيضة أمام وفود أعضاء لجنة اليونيسكو للتراث العالمي همت، بالأساس، مؤهلات العاصمة الرباط من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية والمعالم التاريخية والعمرانية التي تتميز بها. وفي هذا الإطار، أجرى الوفد المغربي، برئاسة وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، لقاءات مع وفود فرنسا وكوت ديفوار وقطر والإمارات العربية المتحدة وكولومبيا وإفريقيا الجنوبية والعراق والسنغال ومالي وإثيوبيا وألمانيا وسويسرا وروسيا وماليزيا وتايلاند والكمبودج والمكسيك والهند وإستونيا واليابان والجزائر. وتأخذ اللجنة المعنية بعين الاعتبار عند قبول إدراج المواقع في قائمة التراث الإنساني العالمي معطيات كثيرة أهمها البعد الإنساني والحضاري للموقع، ومدى تأثير الموقع المعني على محيطه الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياحي، ومساهمته في تحسين ظروف عيش السكان ودوره في الحفاظ على الإرث الحضاري للمنطقة. وفضلا عن عاصمة المملكة المغربية هناك 37 من الحواضر والمواقع التاريخية الجديدة حول العالم التي ترشحت للإدراج ضمن قوائم التراث العالمي، منها المدينة التاريخية غران باسام (كوت ديفوار)، والكرملين والساحة الحمراء (روسيا) وكنيسة المهد ومسار الحجاج في بيت لحم بفلسطين.