أكد وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد أحمد توفيق حجيرة على ضرورة التعبئة الشاملة من أجل الحفاظ على التراث المعماري بالعالم العربي باعتباره أحد ركائز تنمية السياحة الثقافية. وأبرز السيد حجيرة، في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير العام للتعمير والهندسة وإعداد التراب السيد أبو هاني مولاي عبد الغني خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي لهيئة المعماريين العرب المنعقد بقصر المؤتمرات بمراكش تحت شعار"السياحة المعمارية في الوطن العربي"، أهمية دعم الدراسات الميدانية والوثائقية من أجل رصد كل المعالم العمرانية التي يزخر بها العالم العربي وإدراج نتائجها بالمناهج التعليمية لتحسيس الأجيال الصاعدة بأهمية هذا التراث ودوره في الحفاظ على الهوية العربية. واعتبارا للرصيد التاريخي والمعماري الغني بالعالم العربي، دعا السيد احجيرة الى ضرورة وضع تصاميم معمارية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المدن العتيقة والقصبات والقصور من أجل رد الاعتبار لهذه الأنسجة التاريخية، مستعرضا التجربة المغربية في هذا المجال بعدد من المدن العتيقة المغربية التي تشكل قطبا سياحيا بامتياز. وأشار الوزير الى أن عقد مؤتمر من هذا القبيل (من 8 الى 10 يوليوز الجاري) سيمكن الخبراء العرب من تبادل التجارب حول موضوع يعد رافعة أساسية للتنمية، نظرا لآثاره الايجابية على مختلف القطاعات الاقتصادية، مضيفا أن نتائج أعمال هذه الدورة ستساهم في إعطاء دفعة قوية للتعاون العربي في المجال المعماري. ومن جانبه أوضح رئيس مجلس جهة -مراكش -تانسيفت -الحوز السيد حميد نرجس خلال هذا المؤتمر، الذي يعرف مشاركة كل من السودان ولبنان والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية ومصر وسورية وليبيا والمغرب، أن الهندسة المعمارية أصبحت اليوم قاعدة أساسية للتنمية وآلية لمواكبة التطور الذي يفرضه التحضر والتمدن في المجالين الاقتصادي والسياحي، معتبرا أن الإرث المعماري يعد من بين العناصر الرئيسية لإنعاش السياحة المستدامة وتحقيق التنوع الثقافي والحضاري. وأكد السيد نرجس في هذا الإطار على ضرورة إعادة تأهيل المباني الأثرية والعمرانية والحفاظ عليها والترويج لهذه المواقع للنهوض بالقطاع السياحي، داعيا المعماريين العرب إلى العمل على إنجاز عمارة حديثة تحاكي طبيعة وخصوصيات المجتمعات العربية والحد من الاختلالات العمرانية المستفحلة لتشكل استمرارية لإرث حضاري ومعماري غني. أما رئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين بالمغرب السيد عمر فرخاني فقال إن اتحاد المعماريين العرب يعمل جاهدا بشكل مشترك وموحد من أجل تكثيف كل الجهود المعرفية والخبراتية للنهوض بالإنتاج العمراني والمعماري بالأوطان العربية من أجل جلب المزيد من الاستثمارات السياحية النافعة. وأشار إلى أن المغرب أصبح من خلال الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين عضوا وممثلا لإفريقيا بالاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين (124 بلدا)، وعضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للمهندسين المعماريين (39 بلدا) ورئيسا للاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريين (18 بلدا). ومن جهته، أكد رئيس هيئة المهندسين العرب السيد هيامي الراعي أن المهندسين العرب مطالبون بضرورة الحفاظ على التراث المعماري المتجذر في التاريخ، مستعرضا جمالية وغنى الآثار المعمارية المتواجدة بالعالمين العربي والإسلامي التي تلعب دورا محوريا في السياحة الثقافية. وأعرب عن ارتياحه لعقد هذا المؤتمر بالمدينة الحمراء التي تزخر بعدة مآثر تاريخية وعمرانية مكنتها من تبوء مركز الصدارة في المجال السياحي بالمغرب. ويتضمن برنامج هذا المؤتمر، على الخصوص اجتماع اللجنة التنفيذية لهيئة المعماريين العرب وعروضا حول "السياحة المعمارية والمقاربة النوعية والبيئية في الإنتاج العمراني والمعماري" و"المعمار، السياحة والتنمية المستدامة، نموذج مراكش". كما يشمل برنامج المؤتمر، الذي حضره والي جهة مراكش- تانسيفت- الحوز السيد محمد امهيدية، عروضا حول "المعمار الحديث والأوراش السياحية الكبرى بالمغرب" و"المعمار التراثي، رد الاعتبار للأنسجة العتيقة بالمغرب.. نموذج فاس"، و"المعمار التراثي بجنوب المغرب.. القصور والقصبات".