يستقبل المسلمون في جميع أنحاء روسيا، من الشرق الاقصى وحتى سواحل البلطيق، ومن المحيط المتجمد الشمالي وحتى سواحل البحر الاسود، شهر رمضان المبارك، بالفرح والسعادة، وذلك من خلال اقامة الشعائر الدينية وقراءة القرآن الكريم في المساجد والزيارات المتبادلة بين الأسر، وتنظيم موائد الافطار التي تقدم فيها الاطباق التقليدية لشعوب روسيا المتعددة القوميات. وتقام في الشهر الفضيل صلوات التراويح في عشرات المساجد التي تحفل بها جمهوريات تتارستان وبشكيريا وداغستان والشيشان وفي العاصمة الروسية موسكو وغيرها من المناطق والجمهوريات الروسية ذات الأغلبية المسلمة، كما تنظم مسابقات في حفظ القرآن الكريم حيث يحتفل مسلمو روسيا الذي يكتسي شهر رمضان الأبرك في نفوسهم مكانة خاصة ومتميزة، بالأطفال الذين يتمكنون من حفظ وتلاوة القرآن الكريم. وتمتد ساعات الإمساك في موسكو من الساعة الثالثة صباحا إلى غاية العاشرة و15 دقيقة مساء أي ما يناهز 19 ساعة، ويتميز هذا العام بكونه الأطول نهارا والأشد حرارة منذ ثلاثة وثلاثين سنة. أما في شمال روسيا، وفي مدينة مورمانسك بالتحديد، فإن الشهر الفضيل يتزامن هذه السنة مع الليالي البيضاء التي يستمر فيها النهار 24 ساعة دون حلول الظلام لدقيقة واحدة، مما يضطر الصائمين للسحور والشمس ساطعة، ونفس الشيء بالنسبة لوقت الافطار، حيث تصل ساعات الصيام إلى عشرين ساعة. ونظرا لتغير المناطق المناخية في روسيا المترامية الأطراف، فإن مسلمي روسيا يؤدون فريضة الصلاة في أوقات متباينة، علما أن الوضع لا يختلف في البلدان الشمالية الأخرى أيضا، لكن المسلمين في المناطق القطبية بروسيا يجدون دوما مشكلة في تحديد أوقات الصلاة والالتزام بموعد الافطار لعدم طلوع الشمس في مناطقهم خلال عدة شهور. وبالعاصمة موسكو يقوم المحسنون بمعية الهيئات الدينية والمنظمات الاسلامية، بتنظيم موائد الافطار في المساجد، في هذا الشهر الفضيل. كما يتبادل المسلمون الزيارات في بيوتهم حيث تقام موائد الافطار التي تقدم فيها الاطباق التقليدية لشعوب روسيا المتعددة القوميات، علما أن التزام المسلم بتناول الطعام (الحلال) أصبح شائعا في روسيا في العقدين الاخيرين، حيث تأسست شركات خاصة وافتتحت محلات تجارية تحمل علامة " الحلال". كما تنظم بالعاصمة الروسية موسكو خيمة رمضان بجوار مسجد "باكلونايا غارا"، التي أصبحت تقليدا سنويا يشارك فيه جميع ممثلي الطوائف الدينية في روسيا، وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول العربية والإسلامية، ورجال الأعمال.