ذكر موقع إسلام أون لاين أمس أن جمهورية تتارستان إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية تشهد إقبالا متزايدا على الالتزام بالمظاهر الإسلامية، بدا من خلال تزايد إقبال الشباب على الصلاة بالمساجد، وارتداء ملابس وتناول أطعمة تنطبق وتعاليم الدين الحنيف؛ وهو ما يعكس اهتماما متزايدا من جانب التتريين بتعاليم دينهم، ووصفه البعض بأنه صحوة إسلامية في هذا البلد الذي عانى طويلا من قبل في ظل الحكم الشيوعي ومن قبله القيصري. وأضاف الموقع أنه أمام إحدى محلات بيع الملابس في قازان عاصمة تتارستان، وقفت البائعة عليجة (22 عاما) وهي ترتدي حجابا أزرق فوق معطف أسود وتنورة طويلة. ونقل المصدر عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أول أمس حوار أجرته مع البائعة المسلمة التي أكدت أن الشباب يبحث عن شيء آخر غير الذي اعتاد عليه، عن شيء أكثر عمقا من حفلات الرقص في الملاهي وشرب الكحوليات والجنس. وتابعت أن كثيرا من الشابات التتريات أصبحن يتجهن لارتداء الحجاب أو شكلا من أشكال الزي الإسلامي. وتزايد الطلب على الأزياء الإسلامية؛ وهو ما مكن إيلدار عُبَيْدولين من افتتاح متجرين في العاصمة قازان خلال الشهرين الماضيين فقط. وأوضح الموقع أن فتاة أخرى رفضت الكشف عن اسمها ترتدي حجابا وثيابا يغطي كامل بدنها قالت: إن كثيرا من الشباب المسلم يتجه إلى الالتزام بتعاليم ديننا عن ذي قبل. ورغم أن كثيرا من الشابات ما زلن يرتدين الجينز وربما بعض الملابس الكاشفة، فإن الحجاب أصبح مألوفا في الشارع التتري. الناشط المسلم بافل تشيكوف (27 عاما) من جانبه اعتبر أن إقبال المسلمين على تفهم أكثر لدينهم ظاهرة حديثة لم تظهر إلا في السنوات الأربع المنصرمة. وأشار تشيكوف إلى أن ذلك لا ينعكس على الملابس فقط، بل يتجلى أيضا في تزايد الطلب على الأطعمة التي لا تخالف الشريعة الإسلامية ويطلق عليها اسم: أطعمة حلال. وأضاف بأن روسيا (الاتحادية) كلها تعرف نوعا من اللحوم يطلق عليه سالامي، لكن النوع الحلال منه لم يظهر في أسواق قازان إلا في العام المنصرم. وقال إنه ظهر بطريقة طبيعية، ولم يفرضه علينا أحد. من جهته أشار مساعد إمام مسجد نور الله في قازان إلى أن صلاة الجمعة باتت تشهد إقبالا كبيرا خاصة من الشباب والشابات. وقال: الشباب ملوا من حياتهم الفارغة ويرغبون في بذلها فيما يفيد. وجمهورية تتارستان حبيسة ومعزولة عن أي دولة مجاورة، حيث تقع في قلب الاتحاد الروسي، ومحاطة بسبع وحدات إدارية، خمس منها تقطنها أغلبية إسلامية. وتتمتع تتارستان بحكم ذاتي، ويبلغ عدد سكانها قرابة 8,3 ملايين مواطن، 80% منهم مسلمون. ويمثل الروس الأرثوذكس ثاني أكبر جماعة دينية في تتارستان. وخضعت تتارستان منذ عام 1552 لحكم روسيا القيصرية في عهد القيصر إيفان الرهيب (إيفان الرابع). وفي 1920 ضمت تتارستان كجمهورية ضمن حدود جمهورية روسيا السوفيتية. ومنذ خضوعهم للسيطرة الروسية القيصرية والسوفيتية تعرض التتر لانتقام حضاري، ورويت أحداث تاريخية عديدة عن تدمير المساجد واضطهاد المسلمين. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي قبل 14 عاما، بدأ مسلمو تتارستان يتنسمون بعضا من الحرية في ممارسة شعائرهم، كما تم بناء نحو 30 مدرسة دينية إسلامية في تتارستان ارتبطت مناهج الكثير منها بما يدرس بالجامعة الإسلامية الروسية. وأخيرا تم افتتاح مسجد قل الشريف في يونيو 2005 وهو من أكبر مساجد أوروبا. كما تم افتتاح الجامعة الإسلامية الروسية وهي أول جامعة من نوعها في روسيا منذ 5 سنوات.