يحل يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2008 شهر رمضان الفضيل بنفحاته الإيمانية وأجوائه الربانية، شهر الإيمان والتوبة والقرآن وشهر التقوى والإحسان، الشهر الذي يعرف نشاطا دعويا مكثفا وعملا إحسانيا متزايدا في مختلف مناطق المملكة. وتحظى المساجد باعتبارها محجا للمسلمين باهتمام خاص قبل حلول هذا الشهر، إذ تستعد لاستقبال أفواج المصلين سواء خلال الصلوات الخمس اليومية أو صلاة التراويح. وتهم الاستعدادات الاهتمام بجمالية المساجد وتوسعتها والقيام بإصلاحات تهم بالأساس التبليط والصباغة والأفرشة ومكبرات الصوت. وفي هذا الصدد أكد عباس بوحا، المندوب الإقليمي لوازرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسلا، أن المندوبية تعمل على تلبية حاجيات المصلين وإعداد المساجد لاستقبال رمضان، موضحا في تصريح لـالتجديد أنه تم إعداد الأفرشة الكافية لتمكين المواطنين من الصلاة في الشوارع والأزقة القريبة من المساجد. ومن جهته ذكر محمد أمين الشعيبي، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لجهة الرباط ـ سلا ـ زمور ـ زعير، أن أكثر من خمسة عشر مسجدا من مجموع مساجد الجهة التي يصل عددها إلى حوالي مائة وعشرين تعرف إصلاحات متفرقة بين الصباغة والتجهيزات الصوتية والتنظيف، موضحا أن مجموعة من المساجد في مدن الرباطوسلا تعرف إصلاحات كبرى كما في مسجد الصخرة بالرباط؛ الذي يعرف زيادة طابق ثاني تكلف بها عدد من المحسنين. ومع حلول رمضان كل سنة يتجدد الحديث عن الاكتظاظ الذي تعرفه المساجد في بعض الأحياء بالمملكة؛ مما يضطر السكان إلى قطع مسافات في اتجاه أحياء مجاورة من أجل أداء صلاة التراويح أو يتم اللجوء إلى بناء خيام مجاورة للمسجد من أجل التخفيف من الازدحام؛ رغم أن عدد المساجد بالمغرب يناهز 41 ألفا و755 مسجدا يتوزع. وفي سياق متصل أعلنت معظم الدول والأقليات المسلمة حول العالم أن اليوم الإثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك؛ باستثناء ليبيا التي بدأت صيام رمضان يوم الأحد 31 غشت 2008 لكونها الدولة الوحيدة التي لا تشترط رؤية الهلال، وإنما تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، وهو ما تم فجر أمس الأحد 31غشت. وهكذا فقد صام المسلمون اليوم في كل من السعودية ومصر والإمارات وفلسطين والكويت، وقطر والبحرين، والعراق، وموريتانيا ولبنان واليمن وسورية وجيبوتي والسودان وأفغانستان والفلبين والصين، وكذلك الشأن بالنسبة لدول أوروبا وأمريكا وأستراليا وروسيا التي تعتمد على الحسابات الفلكية. ووصف متتبعون هلال رمضان لهذا العام بكونه يحمل بشائر الوحدة بين الدول الإسلامية والأقليات التي أجمعت معظمها على أن بداية هذا الشهر الكريم توافق الإثنين الأول من شتنبر، خاصة وأن الدعوات إلى توحيد يوم الصيام تصاعدت في الآونة الأخيرة في مختلف دول العالم الإسلامي.