في بعض الأحيان تغض السلطات العمومية ،سيما أعوانهم ، الطرف عن أحداث تبدو في ظاهرها أنها ثانوية إن لم نقل لاشيئ ، فيما باطنها أخطر من القنبلة النووية ، حيث لايتم الإنتباه إلا بعد فوات الأوان ، فتجد الدولة حينها نفسها قد أهملت وفرطت في واجبها المنوط بها قانونا . يتعلق الأمر هنا فيما يتعلق بزعزعة عقيدة المسلمين ، والذي خصه القانون الجنائي في فصله 220 بعقوبات خاصة ، حماية من المشرع على الهوية واحتراما لروح الدستور المغربي الذي يقر بالديانة الإسلامية للمغاربة في الفصل التالث منه ، والذي إنتقده بعض مناصري الأقليات الدينية ورأوا فيه إضطهادا وعدم إعتراف بالحق في حرية المعتقد ، ليطرح السؤال على السلطات المحلية بالعاصمة الرباط ، هل يمكن أن نقرأ مما وقع في هذه النازلة التي سنعرضها أن السلطات تنازلت لرأي الناشط الحقوقي أحمد عصيد أن الدين الرسمي ماهو إلا رمزية ولايعني إعتماد الدين كمصدر للتشريع أو القوانين أو لضبط المجتمع ومراقبته وبالتالي لايعني أن الدولة دينية ؟ أم هي بداية لتوجه الدولة برمتها وموافقتها الضمنية لما عبر عنه المجلس الوطني لحقوق الإنسان عندما صرح علانية برفضه لمقتضيات القانون الجنائي المتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية ، وتشريع عقوبات لاتنسجم مع مقتضيات الدستور _ بحسبه _ ولا مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان ؟ يتعلق الأمر هنا بالتوجه بل الحج الأسبوعي، الذي إنطلق خفية فيما قبل ، ليصبح علانية إلى ساحة الجولان بالكنيسة " الكاتدرائية المتواجدة بقلب العاصمة ، على بعد أمتار جد قليلة من ولاية جهة الرباط ، وولاية الأمن ، حيث وكما اشار وفي حينه رئيس حركة أوفياء العرش للدفاع عن حقوق الإنسان والتنمية المستدامة إلى الظاهرة يوم السبت الماضي صباحا ، أن مجموعة من المراهقين والمراهقات غالبيتهم لم يصلوا بعد سن الرشد ، يؤمون داخل الكنسبة ويتجمعون في محيطها بشكل ظاهر للعيان _ أنظر الصورة _ ، يتظاهرون بأنهم في إنتظار الطرامواي ، غير أن الأمر هو تحين فرصة الدخول للكنيسة ، وعندما أجرت الجمعية تحريا خفيفا عن هويتهم ووجهتهم ، تبين لها أنهم تلامذة ينحدرون من ثانوية مولاي يوسف وثانوية الحسن الثاني وإعدادية يعقوب المنصور ، وكلها ثانويات قريبة جدا من مقر هذه الكنيسة .
بعد مناقشة طفيفة مع بعض هؤلاء التلاميذ عن أسباب تواجدهم جماعات بالكنيسة ،كان الجواب هو حب الإستطلاع وأن دخولهم إليها لاكتساب المعرفة ليس إلا ، وتبين أن بعضهم يعترض دخول بعض المسيحيين للكنيسة لإلتماس المعونة ، وآخرون يتجاذبون أطراف الحديث حول ماهية المسيحية ، فيما شاب آخر إرتدى لباسا أسودا وبين يديه إيناء يؤدي نفس الطقوس . وبالتالي أصبح لزاما وإجباريا على أعوان السلطة وعناصر الأمن المنتشرين بجنبات ساحة الجولان تأدية مهامهم على الوجه الأكمل خصوصا مابين الساعة العاشرة والثانية بعد الزوال من كل يوم سبت للوقوف عند حقيقة هذه النازلة المخفية ، وعلى آباء وأولياء الأمور الإنتباه لفلذات أكبادهم في زمن التفكك الأسري والوسائط الإجتماعية .