بادر نشطاء في عدد من المدن المغربية التي تشهد نسبة مرتفعة من التلوث الهوائي، إلى إطلاق حملات تدعو سكان هذه المدن إلى وضع أقنعة طبية واقية على الأنف، احتجاجاً على معاناتهم من تداعيات التلوث الناجم عن أنشطة صناعية، خاصة في الجانب الصحي. وحمل سكان مدينة القنيطرة، غرب المغرب، أقنعة وضعوها على وجوههم بسبب غبار أسود اللون يملأ سماء المدينة نتيجة مخلفات بعض المصانع بالقنيطرة، وهو الأمر نفسه الذي بادر إليه سكان مدينة آسفي، وذلك جراء تفشي التسربات الغازية للمركبات الكيمياوية. حملات "اختنقنا" ويعتزم سكان مدينة آسفي الخروج إلى أعمالهم وقضاء مآربهم بشكل عادي، لكن مع حمل أقنعة طبية على وجوههم، وذلك يوم 20 مارس الجاري، استجابة لحملة احتجاجية أطلقها ناشطون شباب من هذه المدينة التي تشهد انتشار أنشطة صناعية تتسبب في تلوث الهواء. ويقول السكان إنه قبل أيام قليلة شهدت مدينتهم غيمة كثيفة في الأحياء التي تجاور مصانع ذات أنشطة كيمياوية، بسبب ما يعتقدون أنه تسربات غازية من تلك المعامل الكيمياوية، ما أسفر عنه وقوع مشاكل صحية للعديد من الأشخاص، منها الاختناق والسعال لدى الأطفال وكبار السن. وأطلق ناشطون على موقعي يوتيوب وفيسبوك شريط فيديو موسوماً بعنوان "تنفس هواء نقي حق آسفي"، يدعو إلى الخروج للاحتجاج بشكل رمزي، يوم الخميس المقبل، على ارتفاع نسبة التلوث الهوائي بالمدينة، حاملين شعارات صغيرة بشكل فردي مفادها "اختنقنا". ومن جهتها انتقدت شبكة الدفاع عن البيئة، في بيان اطلعت عليه "العربية.نت"، التلوث الذي تتخبط فيه مدينة آسفي منذ سنوات خلت، مشددة على ضرورة الاحتجاج على مسلسل النزيف البيئي الخطير الذي يتهدد وجود الكائنات الحية ويُنهك صحة المواطنين وجيوبهم". مصادر التلوث وبدورهم خرج العديد من سكان مدينة القنيطرة قبل أيام بأقنعة على وجوههم، احتجاجاً على غبار أسود ملأ سماء المدينة، واقتحم منازل السكان وسطوح منازلهم وسياراتهم، مما أفضى إلى مشاكل عويصة في التنفس، خاصة لدى مرضى الحساسية والربو. وأكد الدكتور بدر الدين سامي، الناشط في المجال البيئي، للعربية.نت أن "التلوث الهوائي في عدد من المدن المغربية، مثل القنيطرةوالمحمديةوآسفي والجديدة ومكناس وغيرها، صار ظاهرة لافتة مقلقة، تستوجب تدخل المسؤولين للحد من الأضرار الصحية التي يسببها". وأفاد الناشط البيئي بأن التلوث في مدينة آسفي مرده أعمال الميناء وتسرب معادن ومشتقات نفطية، وأيضا أفران صناعة الخزف، أما في مكناس فبسبب معامل الزيوت، وفي المحمدية بسبب مصنع تكرير البترول، وفي القنيطرة بسبب تسربات مصانع إنتاج الكهرباء. وذكر الناشط ذاته أن موضوع التلوث الذي يهدد صحة سكان بعض المدن المغربية له وجهان اثنان، الأول مفاده أن التلوث صار يقض مضجع آلاف السكان بسبب انتشاره وخطورته، الثاني يتمثل في كون مصادر التلوث تعد موارد رزق رئيسية لسكان هذه المدن.