يحتج سكان مدينة القنيطرة هذه الأيام ضد ما تعرفه المدينة من هواء ملوث، اكتسح سماء عاصمة الغرب، والناتج عن انتشار المصانع قرب المدينة، دون احترام لمعاير السلامة البيئية، مما أصبح يهدد صحة وسلامة الساكنة. الاحتجاج الذي جاء على شكل حملة انطلقت من المواقع الاجتماعية، أطلقها شباب المدينة تحت عنوان "تخنقت"، سرعان ما لقيت تفاعلا كبيرا من طرف شباب المدينة، والساكنة على وجه العموم، والذين احتجوا بوضع أقنعة أثناء ممارستهم لأنشطتهم المعتادة. ويأتي هذا الحراك الشبابي بعد أسابيع قليلة من صدور تقارير صادمة عن إمكانية انتشار مرض السرطان بالمدينة، وعن كون التلوث يهدد نصف السكان بالإصابة بالأمراض السرطانية الناتجة عن تلوث الهواء بسبب دخان ومخلفات المصانع والمعامل المنتشرة في المدينة . وفي سياق آخر أكد "محمد أوحيرة" الناشط البيئي في جمعية الغرب للمحافظة على البيئة في تصريح للرأي أن حراكهم السلمي واحتجاجهم الحضاري، بارتداء أقنعة طبية واقية، يأتي نتيجة لسياسة الأذان الصماء التي قوبلت بها مراسلات الناشطين البيئيين بالمدينة، حيث أكد المتحدث أن جمعيته راسلت السلطات المحلية والمجلس البلدي أزيد من 6 مرات لكن دون أي إجراء يذكر. وأضاف المتحدث ذاته أنهم، ورفقة العديد من المهتمين بالشأن البيئي بالمدينة، قاموا بإجراء العديد من الزيارات الميدانية ليكتشفوا في الأخير أن مصدر انبعاث الغازات السامة والغبار الأسود هو معمل يسمى " وزين الطاليني "، المختص في إنتاج الكهرباء دون احترام المعايير المعتمدة على مستوى السلامة الصحية للساكنة .