اظهرت دراسة جديدة وجود علاقة وثيقة بين نسبة السكري وبين التعرض لتلوث الهواء، الذي يشمل انبعاث الدخان من السيارات، دخان المصانع، وانواعا اخرى من الجزيئات الدقيقة. لدى الاشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من تدني جودة الهواء فيها الى ما دون المعايير الامنة المقبولة، ولكن تكاد تصل اليها، كانت نسبة السكري اكثر ب 20% بالمقارنة مع الاشخاص الذين تعرضوا لتلوث الهواء بشكل اقل. وقد استمرت العلاقة، ايضا، عندما اخذ الباحثون بعين الاعتبار عوامل الخطر المعروفة لمرض السكري، مثل الوزن الزائد، الاصل العرقي وعدم ممارسة النشاط الجسماني. ورغم ان البحث لا يثبت ان تلوث الهواء يساهم في التسبب بالاصابة بالسكري، الا انه الاول من نوعه في تقييم العلاقة من هذا النوع. يقول الباحثون انه من المعروف ان التعرض للهواء الملوث هو عامل خطر للاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية. درجات تلوث الهواء جمع الباحثون معطيات عن مستوى تلوث الهواء من الجزيئات الدقيقة ونسبة السكري في انحاء الولاياتالمتحدة. كما جمعوا معطيات عن نسبة الوزن الزائد، كثافة السكان، الاصل العرقي، الدخل، التوعية ومدى الرعاية الصحية. وكما كان متوقعا، ظهرت علاقة واضحة بين نسبة الوزن الزائد ونسبة السكري. كما ظهرت، من تحليل المعطيات، علاقة واضحة وثابتة بين نسبة السكري ومستوى تلوث الهواء. ويقول الباحثون ان الاكتشاف الاكثر اثارة للقلق هو ان هذه العلاقة تم اثباتها ايضا في المناطق التي كان مستوى تلوث الهواء فيها ضمن المجال المقبول. في الولايات التي كان مستوى تلوث الهواء فيها من المستويات الاعلى كانت نسبة انتشار مرض السكري اكبر ب20%. هذه النتائج لا تثبت ان لتلوث الهواء دورا في انتشار وباء السكري، لكنها تطرح احتمال ان هنالك عوامل بيئية غير متعلقة باسلوب الحياة الغربي تساهم في التسبب بالاصابة بمرض السكري. وقد اظهرت ابحاث اجريت على الحيوانات ان الالتهابات المزمنة تزيد مقاومة الانسولين سوءا، وهي التي تؤدي الى الاصابة بمرض السكري. ووجدت هذه الابحاث علاقة بين المواد الكيميائية الموجودة في الهواء الملوث وبين عملية الالتهاب. هذه العلاقة يمكن ان تكون اكثر وضوحا لدى الاشخاص الذين يعانون من السمنة، لان الكثير من المواد الكيميائية تتجمع في خلايا الدهن.