التلوث يحاصر مواطنين بضواحي الدارالبيضاء يعاني أغلب سكان عين حرودة من أمراض الحساسية والربو بسبب التلوث الذي تعرفه المنطقة من كل الجوانب والناتج عن وجودها وسط العديد من الشركات في مداخلها ومخارجه، كشركة كريسطال وشركة التبغ ، وشركتي سامير واسنيب، هاته الشركات التي حولتها إلى أكبر بؤرة للتلوث مما انعكس سلبا على صحة الساكنة بمختلف أعمارهم وفئاتهم الاجتماعية، وبالرغم من المجهودات التي تبذلها بعض هذه الشركات من أجل الحد من تلوث المناطق المحيطة بها، ومطالبة المجتمع المدني بإيجاد الحلول التي يمكن أن تحد من تضرر السكان من هذا التلوث الذي يضر بصحتهم، إلا أن الوضع لم يتغير في غياب خطوة جريئة يشارك فيها جميع المتدخلين والفاعلين الاقتصاديين للحد من تلوث المنطقة. يتموقع حي الصفريوي مباشرة خلف شركة التبغ بعين حرودة، وبالقرب منه من الجهة الأخرى توجد شركة لصنع «الكارتون» هاتان الشركتان جعلتا منه حيا غير مناسب لعيش حياة صحية، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منهما، بالإضافة إلى الغبار الأسود الذي ينبعث مع هذه الروائح، والذي كان يبدو جليا على شكل حبيبات سوداء فوق الملابس البيضاء التي يتركها أصحابها منشورة على السطح، هاته البقع تبين بوضوح ما يحمله الهواء من تلوث يتسبب للسكان في أمراض الحساسية والربو. سلمى من ساكنة حي الصفريوي ظهرت عليها أعراض الحساسية مبكرا وعمرها لم يتجاوز الستة أشهر، حيث كانت تختنق بين الفينة والأخرى وأي نوبة زكام عادية تجعل أسرتها تعيش حالة من الهلع والخوف، لأنها تصاب باختناق شديد في التنفس. إنها سلمى الطفلة التي لا يتجاوز عمرها الآن ثلاث عشرة سنة تقطن بحي الصفريوي القريب من شركة التبغ بعين حرودة معاناة حي الصفريوي مع رائحة التبغ فتحت سلمى عينيها وهي تواظب على زيارة الطبيب من أجل متابعة حالتها الصحية المتدهورة بسبب الحساسية التي تعيشها باستمرار، والتي يساهم فيها بشكل كبير الروائح المنبعثة من شركة التبغ القريبة من محل سكناها، حالة سلمى الصحية تكلف والديها ما يقارب 1400 درهم شهريا تصرفها على الأدوية التي تقتنيها من إحدى الدول الأوربية، كي تبقى حالتها الصحية مستقرة ولا تتطور إلى الأسوأ. الحساسية التي عانت منها سلمى طيلة طفولتها تطورت إلى حساسية جلدية جعلتها تعاني الأمرين مع ظهور أي بثور على جميع مناطق جسدها، وهو الأمر الذي يثير قلقها ومخاوفها، لأن هذه البثور تظل آثارها على جلدها في شكل بقع سوداء، بالرغم من استعمال المراهم والأدوية التي يصفها لها طبيبها المتابع لحالتها. في ظل تفاقم معاناة والدة سلمى مع حالة ابنتها الصحية، خاصة عندما تنبعث تلك الرائحة التي تزكم الأنوف وتتسرب إلى البيت عبر النوافذ، نصحهم الطبيب بضرورة تغيير المنطقة التي يسكنون بها لتتحسن حالة ابنتهم الصحية، إلا أن الأسرة لا تستطيع القيام بذلك، لأنهم من أبناء المنطقة ولا يستطيعون العيش خارجها، بالرغم من معرفتهم أن منطقة عين حرودة تعتبر المنطقة الأكثر تلوثا لتموقعها بين الحي الصناعي للمحمدية والحي الصناعي لعين السبع، وأيضا بسبب تواجد أكثر الشركات تلويثا للجو عبر مداخلها ومخارجها. تخلى عن عمله لكنه لا يستطيع تغيير سكناه دور الصفيح بعين حرودة تعاني صعف ماتعانيه الأحياء، كما هو الشأن بالنسبة لدوار كريسطال الذي يوجد بالقرب من الشركة التي يطلق عليه اسمها، والتي تنبعث منها روائح كريهة تسد أنفاس الساكنة كل صباح باكر، بالإضافة إلى الواد الحار الذي يمر بمحذاة الدوار، والذي تصب فبه الشركة مخلفاتها السامة الضارة بالأطفال والكبار. عبد اللطيف شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز عمره السادسة والعشرين سنة، يقطن بدوار كريسطال الذي يتواجد بالقرب من الشركة التي يحمل اسمها، يعاني منذ أزيد من عامين من الحساسية نتيجة الروائح التي تزكم الأنوف التي تطلقها الشركة المجاورة لمحل سكناه كل صباح، بالإضافة رائحة مجرى مائي للصرف الصحي، والذي ترمي فيه الشركات المجاورة مياهها القذرة التي تحتوي على مواد كيماوية «كالصودا والأسيد» وهو ما يؤثر على صحته وتنفسه لأنه يسكن بالقرب من المجرى المائي. مازاد من حساسية عبد اللطيف هو عمله داخل شركة كريسطال، التي اكتشف فيها إصابته بالمرض عندما تم عرضه على طبيب الشركة. تطورت الحساسية بشكل سريع لدى عبد اللطيف وبدأت تظهر عليه أعراض الكحة وحكة الجلد والاختناق، لدرجة أنه تخلى عن عمله داخل الشركة، إلا أنه لا يستطيع تغيير مقر سكناه لضيق ذات اليد، وعدم وجود مكان يلجأ إليه هربا من التلوث المحيط به. عبد اللطيف الآن عاطل عن العمل وغير قادر على إيجاد الإمكانيات الكافية لمتابعة العلاج، الذي توقف عنه منذ مدة طويلة بالرغم من مضاعفات الحساسية التي تظهر عليه، ولا للانتقال إلى مكان آخر للسكن به، بالإضافة إلى أن المكان الذي تقرر نقل ساكنة دوار كريسطال إليه وهو مشروع ديار المنصور موجودة بالقرب من أكبر شركتين تساهمان في تلوث البيئة، مما قد يزيد من خطورة حالته الصحية. تتعايش مع مرضها والرائحة وسط تجاهل الشركة والسلطات مريم هي الأخرى شابة في مقتبل العمر متزوجة وأم لطفلة تسكن بدوار كريسطال وتعاني أيضا من الروائح المنبعثة من الشركات المجاورة كل يوم في الساعات الأولى للصباح، بالإضافة إلى واد «بولان» للصرف الصحي، الذي طالب السكان الجماعة المحلية بإفراغه من محتواه أو إيجاد حل له إلا أن طلباتهم وجوهت باللامبالاة. مريم التي تنحدر من حي السلامة لم تكن تعاني قبل ست سنوات من الحساسية، إلا أن الظروف أجبرتها على الانتقال رفقة زوجها للسكن بهذا الحي الصفيحي، المتواجد بالقرب من مجموعة من الشركات التي تنطلق منها روائح كريهة تؤثر على صحة الناس المحيطين بالشركة، خاصة في ساعات الصباح الباكر. بالنظر لمعرفة مريم بساكنة الدوار فهي تعتقد أن أغلبية الساكنة يعانون من أمراض الحساسية بجميع أنواعها، ومضاعفاتها في غياب المتابعة الطبية اللازمة، والتي لا يستطيع العديد منهم، الحرص عليها بسبب ظروف الفقر، وارتفاع تكلفة الأدوية. تستنكر مريم تجاهل مسيري الشركة للوضعية الضحية المزرية التي يعيشها سكان الدوار الذي يقبع بجانب الشركة، وعدم اكتراثهم بهم وهم ينفثون روائح مصنعهم عليهم دون الأخذ بعين الاعتبار إنسانيتهم وأحقيتهم في هواء نقي، إن لم يتمكنوا من العيش في سكن يليق بآدميتهم. تهرب بين الفينة والأخرى لمسقط رأسها نجاة هي الأخرى من ساكنة دوار كريسطال تنحدر من مدينة بني ملال التي قضت فيها أحسن أيام حياتها، ولم تكن تعاني فيها من أي مرض، إلا أن انتقالها للعيش بمدينة الدار البيضاء رفقة زوجها وخاصة في عين حرودة، كان سببا في إصابتها بمرض الحساسية الذي تطور إلى الربو، حيث أصبح لزاما عليها استعمال البخاخ، الذي لا يفرقها ليل نهار. نجاة لم تعد تستطيع الاستغناء عن البخاخ، لأنها قد تتعرض لنوبة اختناق في أي لحظة من اللحظات، خاصة عندما تنبعث تلك الروائح، وتخترق نوافذ وأبواب محل سكناها، لدرجة أنها في الكثير من الأحيان يتم نقلها إلى المستشفى على وجه السرعة ليلا، لإنقاذها بالأوكسجين. تلاحظ نجاة أنها كلما ابتعدت عن أجواء عين حرودة، إلا واختفت كل أعراض الحساسية وتستغني عن استعمال البخاخ، خاصة إذا عادت إلى مسقط رأسها ببني ملال، حيث الهواء النقي بعيدا عن تلوث الهواء الذي تعرفه الدارالبيضاء عموما وعين حرودة بالخصوص، لذلك تفضل نجاة استغلال أي فرصة من أجل العودة إلى مسقط رأسها الذي تجد فيه راحتها وتبتعد فيه عن استعمال الأدوية التي أصبحت تخرب ميزانية الأسرة البسيطة، وتثقل كاهلها، فضلا عن معاناتها من ملازمتها للأدوية في كل مكان. غير نجاة ومريم وسلمى وعبد اللطيف كثير بمنطقة عين حرودة، إلا أنهم لا يجدون ملجأ أو ملاذا يفرون إليه هربا من الأجواء الملوثة وغير الصحية للمنطقة نظرا لضيق ذات اليد، بالنسبة للكثير منهم، أو الارتباطذ الوثيق لبعض الأسر بجذورها الممتدة في أعماق أرض المنطقة، وعدم قدرتهم على الانسلاخ من جلدهم والابتعاد عن المكان الذي شبوا وترعرعوا فيه، لذلك تحاول بعض جمعيات المجتمع المدني إيجاد بعض الحلول للتقليل من تأثير من انبعاثات هذه المصانع، وتأثيرها على الساكنة بمجهوداتها البسيطة. تشجير الأحياء لمحاربة روائح المصانع المعاناة مع أمراض الحساسية الناتجة عن تلوث الجو والروائح المنبعثة من شركة التبغ، لا تقتصر على سلمى وحدها وإنما يعاني منها جميع سكان المنطقة الصغار منهم والكبار، الذين اعتادوا التعايش معها في غياب أي تحركات رسمية من طرف السلطات المحلية أو المسؤولين، وعدم قدرتهم على تغيير محل سكناهم نظرا لضيق ذات اليد أو ارتباطهم الوثيق المتشعب بالمنطقة التي كبروا وترعرعوا فيها، وهو الأمر الذي دفع بعض الجمعيات إلى التفكير في بعض المبادرات الفردية التي يمكن أن تحد ولو قليلا من تأثير هذه الانبعاثات على الجو وعلى ساكنة المنطقة في غياب المساحات الخضراء. مبادرة ناجحة وفعالة قادتها جمعية «ماتقيش بيئتي للتنمية الاجتماعية» بإمكانياتها البسيطة والذاتية، حيث قامت بزرع أشجار في مختلف شوارع حي الصفريوي رغبة منها في الحد من التلوث المنتشر في الجو عن طريق محاربته. في هذا الإطار يقول خالد الغازي رئيس جمعية «ماتقيش بيئتي للتنمية الاجتماعية» الذي حاول القيام بعدة مبادرات بيئية بمنطقة عين حرودة «ما نطالب به هو وجود فكر بيئي يضمن حياة سليمة للأجيال القادمة، وهذا لا يتأتى إلا في مجال بيئي سليم يأخذ بعين الاعتبار علاقة الإنسان بمحيطه البيئي، وذلك من خلال محافظة الشركات على البيئة المحيطة لها التي يعيش فيها الإنسان، ومن المعروف أن منطقة عين حرودة تعاني من انبعاثات غازية في الجو وأيضا في محيط هذه الشركات لأنها تعاني من خروقات على مستوى الصيانة واحترام المعايير التي يجب أن تعمل بها الشركة حتى تكون هناك أقل الأضرار على الساكنة، لذلك على هذه الشركات أن تتواصل مع المجتمع المدني من أجل خلق فضاءات خضراء والقيام بحملات تحسيسية حول البيئة. ونحن كجمعية تهتم بالبيئة نؤمن أن التحسيس يبقى غير كاف، لذلك يجب أن يكون هناك عمل على مدار السنة من طرف هذه الشركات بدعم جمعيات الأحياء من خلال مساعدتها على إنشاء فضاءات خضراء وتأطير الناس من أجل الحفاظ عليها، وهو ما نحاول القيام به كجمعية من خلال القيام بمبادرة تشجير حي الصفريوي، كما نطمح في المستقبل القريب إلى صياغة ميثاق بيئي محلي يضمن الحق في بيئة نظيفة وهواء نقي للسكان وللأطفال» كما يضيف يزيد أبو صابون رئيس جمعية زناتة للتضامن بعين حرودة جمعيتنا تقوم بأنشطة مكثفة منها أربع أنشطة خاصة بالبيئة كاليوم العالمي للأرض واليوم العالمي للبيئة، وكذلك حملات تحسيسية بالشواطئ خاصة في فصل الصيف، وفي الفضاءات الخضراء على مستوى عين حرودة، لذلك نعمل على التنسيق بين جميع المتخلين في الميدان كالسلطات المحلية وشركات التدبير المفوض وكذلك الشركات التي تساهم في التلوث، لذلك نناشد وزارة البيئة ومؤسسة محمد السادس للبيئة ووسائل الإعلام من أجل خلق تواصل بين الجمعيات الناشطة في هذا الميدان والشركات، لدفع هذه الشركات للمساهمة في الحملات التحسيسية وخلق فضاءات خضراء بالمنطقة للمواطنين تعويضا لهم التلوث الذي تتسبب فيه، لأننا نطلب بأن تكون هذه الشركات مواطنة، خاصة أن منطقة عين حرودة تعتبرمن أكثر المناطق تعرضا للتلوث، والحمد لله أن هذه الشركات تتواصل معنا كجمعيات من أجل إطلاعنا على المجهودات والبرامج التي تقوم بها من أجل الحد من تلويث البيئة قدر الإمكان، لكن بالرغم من ذلك نحن مازلنا نطمع في إقامة شراكات بين جمعيات المجتمع المدني وهذه الشركات من أجل خلق مناخ صحي أكثر للمواطنين » قضاء بعض الوقت في مكان آخر أفضل حل للحساسية أطباء المنطقة الذين قضوا بها سنوات طويلة، في علاج السكان وتقديم النصائح لهم من أجل عيش حياة صحية أكثر، يتضامنون مع السكان لتردد الكثير من الحالات التي تعاني من أمراض الحساسية والربو على عياداتهم ويؤكدون تلوث أجواء منطقة عين حرودة بسبب وجود المصانع الملوثة للهواء بها، وكون أجوائها غير صحية، لذلك ينصحون المرضى بتغيير الجو خارج عين حرودة. خالد جسوس طبيب عام بعين حرودة قضى سنوات طويلة من حياته المهنية في تقديم خدماته الصحية للمواطنين القاطنين بالمنطقة. يؤكد أن عين حرودة بؤرة تلوث بامتياز بالنظر لتواجدها وسط عدة شركات تتواجد في مداخل ومخارج المنطقة، بالإضافة إلى تواجدها على الشريط الساحلي، الذي يزيد من رطوبة الجو وهو الأمر الذي يساهم في إصابة الكثير من سكان المنطقة بنوبات الحساسية والربو، كما أن هناك بعض الأمراض الجديدة المزمنة التي بدأت تظهر لدى سكان المنطقة والتي ترتبط بتلوث الجو، أكثر الفئات العمرية تضررا وإصابة بأمراض الحساسية والربو هم الأطفال، خاصة في فصل الشتاء، إلا أن الغريب في الأمر هو إصابة الكبار أيضا بالحساسية وهم لم يكونو يعانون منها من قبل، خاصة منهم الذين يشتغلون داخل هذه الشركات. نحن كأطباء نحاول إقناع الناس بتغيير الجو في مناطق صحية أكثر للخروج من الأجواء غير النظيفة بالمنطقة، والملاحظ أن المريض لا يكاد يصل إلى المنطقة التي تمتاز بهوائها النقي كبن سليمان حتى تختفي أعراض الحساسية ويشعر بتحسن كبير، وهذا يبين مدى التلوث الهوائي الذي تعرفه المنطقة نتيجة الانبعاثات الصادرة من هذه الشركات في الجو. شركة التبغ: لدينا وعي كبير بمسؤولياتنا الاجتماعية حاولت «الأحداث المغربية » الاتصال ببعض الشركات التي تساهم في تلوث منطقة عين حرودة من أجل فسح المجال لها للدفاع عن نفسها أمام اتهامات الساكنة، ومن أجل شرح المجهودات التي تبذلها للتخفيف من حدة التلوث والانبعاثات التي تطرحها في الجو، إلا أن الأبواب كانت موصدة، باستثناء شركة التبغ التي رحبت بالنقاش في الموضوع بصدر رحب. يقول غسان خابر مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية بشركة التبغ «إن أي نشاط اقتصادي لا بد أن تكون له تأثيرات سلبية على البيئة، لكن مصنع شركة التبغ الموجود بالمنطقة تم إنشاؤه قبل بناء أي تجزئات سكنية، وفي إطار النمو العمراني الذي امتد إلى جنبات الشركة، لذلك نحاول في كل أنشطة الشركة سواء منها الداخلية أو الخارجية الحد من الأثر السلبي للشركة على البيئة، بطريقة منهجية للتحكم في الآثار البيئي من خلال الطريقة المتفق عليها عالميا وهي الإشهاد الذي يعني وجود المعايير العالمية في الجودة وحماية البيئة، وذلك باستثمار أموال طائلة لتحقيق هذا الهدف الذي تحدد مؤسسة «الإيزو» إن كان له أثر على البيئة أم لا، وشركتنا تتوفر على شهادة «الإيزو» الثلاثية المعتمدة على الجودة والصحة والسلامة، والمحافظة على البيئة. وهذا الإشهاد كلف شركة التبغ استثمار 360 مليون درهم، وهذا الاستثمار من أجل أن تصبح طرق الإنتاج لديها أقل تأثيرا على البيئة، بالرغم من تضاعف تكلفة الإنتاج التي تتحملها الشركة، حتى يتم التخفيف من التأثير بطريقة سلبية على البيئة. ويضيف المسؤول نفسه شركتنا أصبحت تأخذ بعين الاعتبار الشأن البيئي في معادلة طريقة العمل والانتاج داخل المصنع، وذلك لأن اختيار آلات الإنتاج لا يتم اختيارها على أساس الإنتاجية فقط وإنما أيضا على أساس أثرها البيئي، وهذا يتم في إطار المقاولة المواطنة لأننا نعي جيدا أن مصلحتنا كشركة لا يمكن أن تكون إلا في إطار المواطنة، وبيئة سليمة للناس الذين يعيشون بمحيط الشركة. وفي إطار الخدمات التي تساهم فيها شركة التبغ من خلال اهتمامها بالجانب البيئي والاجتماعي لمنطقة عين حرودة من خلال التقليل من الآثار السلبية لنشاط الشركة على البيئة وذلك بالعمل على خلق فضاءات خضراء في المنطقة، وأيضا المساهمة في تشجير بعض أحيائها، وكذلك في إطار برنامج شواطئ نظيفة التابعة لجماعة عين حرودة خلال الصيف، أما الجانب الثاني فهو محاولة محو أي أثر سلبي على البيئة أما في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة فهي تحاول القيام بعدة مبادرات اجتماعية تساهم في تطوير وتحسين ظروف عيش السكان كبرامج محو الأمية، وتهييئ لأنشطة مذرة للدخل خاصة بالنسبة للنساء وذلك بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني خاصة جمعية زاكورة، وآخر هذه البرامج إنشاء مركز سوسيو تربوي بمحيط شركة التبغ بعين حرودة الذي يعمل على تقديم دروس في محو الأمية، وأيضا تعليم النساء والشباب بعض المهن والحرف التي يمكن أن تنفعهم، ثم مهمته الثالثة هي تنظيم أيام تحسيسية خاصة بالبيئة التي ستنظم بمشاركة جمعيات محلية مهتمة بالبيئة، وأيضا تقديم حصص تكوين في كيفية تسيير الجمعيات، وأيضا دروس في الإعلاميات كل ذلك بالمجان بالنسبة لساكنة عين حرودة. كل هذا لا يعني أننا الأحسن، لكن يعني أن لدينا وعيا كبيرا بمسؤولياتنا الاجتماعية، ونحاول ما أمكن لتحقيق الأفضل من خلال استثمار إمكانياتنا في التخفيف من تلويث البيئة وكذلك في الجوانب الاجتماعية، ونحن لا ندخر جهدا للتحكم في الآثر البيئي لأنشطتنا، نستثمر الملايين من أجل التخفيف من تلويثها للبيئة، وطابقتها للمعايير الدولية. مجيدة أبوالخيرات