نظمت فعاليات جمعوية منضوية تحت لواء تنسيقية الدفاع عن البيئة بمدينة الدشيرة عمالة أنزكان، صباح الثلاثاء الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للأرض وقفة احتجاجية أمام مقر شركة مختصة في صناعة الصناديق الخشبية، وتأتي هاته الوقفة الأولى من نوعها، بعد استمرار معاناة ساكنة المنطقة لعقود طويلة من الانعاكاسات السلبية لتلوث الهواء الناجم عن الأدخنة المنبعثة من المصنع، والتي باتت تتسرب إلى داخل المنازل، بالإضافة إلى تساقط النجارة على أسطح المنازل بسبب عامل الرياح. وفي هذا الصدد، قال الحسين اوهرايس، رئيس اتحاد ملاك المجمع السكني (تافوكت)، إن معاناة الساكنة أضحت لا تنتهي مع استمرار تصاعد الأدخنة الملوثة، ناهيك عن المخلفات الصناعية السائلة، كما بات مالكو المنازل القريبة من المعمل المذكور، محرومين من حق استغلال النوافذ والشرفات وحتى الأسطح بسبب انتشار الأدخنة، كما أن الأضرار باتت تمس حتى بعض الأحياء البعيدة بين الفينة والأخرى نتيجة عامل الرياح. وأشار اوهرايس إلى أن الأوضاع تزداد سوءا في بعض الأحياء القريبة من المصنع التي يعيش قاطنوها تحت رحمة التلوث البيئي والضوضاء الناجمة عن الاهتزازت المتكررة للآليات الضخمة التي تستغل حتى في أوقات الليل، الأمر الذي حول ساكنة هاته الدروب إلى جحيم، هذا إلى جانب الضرر الحاصل لتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية القريبة من المعمل، الذين يتابعون حصصهم الدراسية داخل فضاء ملوث بالنفايات الخشبية. واستغرب المصدر دواعي الإبقاء على هذا المصنع وسط منطقة آهلة بالسكان، رغم أن المكان الطبيعي لوجود مثل هذا النوع من المعامل هو الحي الصناعي، انسجاما مع المواثيق الدولية التي تلزم مسؤولي المنشآت الصناعية بضرورة احترام المعايير البيئية المتعارف عليها، وكذا تماشيا مع مقتضيات الميثاق الوطني الذي يحث على حق المواطن في العيش في بيئة سلمية، وعليه فإنه آن الأوان لرحيل هذا المصنع الذي بات يقض مضجع ساكنة المنطقة. وأكد المصدر ذاته، على أن سكان الأحياء القريبة أضحوا يعانون من أمراض مزمنة متعلقة بالأمراض التنفسية وأمراض الربو والحساسية، كما تؤكد على ذلك بعض الإحصائيات المتوفرة لدى المصالح المختصة بالعمالة، وذكر المصدر نفسه أنه سبق للمصالح الطبية التابعة لبلدية الدشيرة أن أعدت تقارير معاينة في أوقات سابقة تم إرسالها إلى الجهات المختصة بعمالة الإقليم، غير أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات وتدابير عملية في الموضوع. ومن جانبه، أفاد رئيس مصلحة الموارد البشرية بشركة «الفانتنازيا» في اتصال هاتفي مع «المساء» أن الشركة متفهمة لدواعي تنظيم الوقفة الاحتجاجية من طرف المجتمع المدني، مؤكدا أن إدارة الشركة في طور إتمام المراحل النهائية لتركيب مضخات تصفية نموذجية تستجيب للمعايير الدولية تحت إشراف شركات أجنبية، إلى جانب وضع تقنيات جديدة تروم التقليص من حدة اهتزاز الآليات، وأشار المتحدث إلى أن الفحوصات الطبية المنجزة أثبتت أن المواد المستعملة داخل المصنع ليست لها أي تأثيرات سلبية على صحة الساكنة باعتبارها مادة طبيعية محضة، وبدليل أن العمال الذين اشتغلوا طيلة عقود من الزمن داخل الوحدة الصناعية لم يصابوا بأي تأثيرات صحية سلبية.