أطلق نشطاء من مدينة آسفي حملة محلية لوضع قناع طبي واق على الأنف احتجاجا على التسربات الغازية الناتجة عن أنشطة المركبات الكيماوية. ودعا هؤلاء جميع سكان آسفي إلى الخروج يوم 20 مارس الجاري بشكل عادي إلى الشارع وقضاء أغراضهم بوضع قناع طبي واق على الأنف، كأسلوب رمزي للاحتجاج على تنامي وتكاثر التسربات الغازية الملوثة الناتجة عن أنشطة المركبات الكيماوية. وحازت هذه الدعوة الرمزية للاحتجاج على التلوث في آسفي إقبالا كبيرا وسط شبكات التواصل الاجتماعي، وقال أحد هؤلاء الناشطين إن وضع قناع طبي واق على الأنف والخروج به إلى الشارع العام، يأتي بعد تسجيل عدد كبير ومتتال من التسربات الكيماوية الخانقة من لدن المركبات الكيماوية. وقال هؤلاء إن آسفي عاشت قبل أسبوع واحد فقط على وقع تلوث كيماوي خطير في الهواء كان من نتائجه تسجيل حالات إغماءات واختناقات وضيق في التنفس جراء تسرب غاز خانق من المركبات الكيماوية. وكان غمام كثيف في جوار المركبات الكيماوية قد امتد، يوم الجمعة الماضي، إلى الأحياء المجاورة، خاصة لبيار وأموني و كاوكي والكورس، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على صحة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء والمسنين ومرضى الربو والحساسية، مما دفع مستشفى محمد الخامس إلى استقبال أعداد كبيرة من الضحايا الذين كانوا يعانون من ضيق كبير في التنفس. واستغربت عائلات ضحايا الاختناقات الكيماوية عدم توفر مدينة آسفي على برنامج وقائي من تسريبات المركبات الكيماوية، موجه خصيصا لضحايا هذه الاختناقات التي تتكرر شهريا، مشيرين إلى أن مستشفى محمد الخامس لا يتوفر على المعدات الطبية الضرورية لإنقاذ ضحايا التسربات الكيماوية لمعامل الفوسفاط، ولا على برنامج للإسعاف الفوري في مثل هذه الحوادث. من جهته، قال مسؤول كبير في المجمع الشريف للفوسفاط، في اتصال ل»المساء» به، إن لا تعليق لديه على موضوع التسربات الكيماوية، في وقت أنجز فيه ناشطون من آسفي شريط فيديو تحت شعار «تنفس هواء نقي حق آسفي»، يدعو إلى الاحتجاج الرمزي عبر وضع واق طبي على الأنف يوم 20 مارس الجاري ضد ارتفاع معدلات التلوث البيئي في المدينة، وهو الشريط الذي يتم تداوله حاليا عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنيت.