استعد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لمواجهة اليوم الجمعة في حين قالت الولاياتالمتحدة إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" بعزله. وأشار التلفزيون المصري أن الداخلية المصرية تقول ان فكرة اقتحام مقر الاعتصام بالقوة فكرة مرفوضة. وتجمع الآلاف في اعتصامين لجماعة الاخوان المسلمين بالقاهرة متحدين دعوات من الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش لإخلاء موقعي الاعتصام والا واجهوا إجراءات من جانب قوات الأمن. وفي اعتصام رابعة العدوية صباح اليوم الجمعة وقف شبان يرتدون خوذات ويحملون هراوات ليشكلوا خط الدفاع الأول خلف حواجز من أجولة الرمال وقوالب القرميد. وناشد دبلوماسيون دوليون وجماعات حقوقية وزعماء دينيون مصريون السلطات تفادي إراقة الدماء. وقالت مصادر سياسية إنه كان هناك جدل محتدم داخل مجلس الوزراء بشأن اتخاذ قوات الأمن إجراءات.
وقتل نحو 300 شخص في أعمال عنف سياسي منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز بينهم 80 من أنصاره قتلوا بالرصاص في اشتباكات مع قوات الأمن يوم السبت الماضي. وواجه مرسي وهو أول رئيس مصري ينتخب في اقتراع حر في يونيو حزيران 2011 مظاهرات مناهضة لحكمه على مدى اسابيع. وغضب مصريون كثيرون من إخفاقه في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وراودهم الخوف من إخضاع البلاد لسيطرة التيار الإسلامي. ويتحفظ عليه الجيش الآن في مكان غير معلوم.
ونتيجة للاضطرابات زادت حالة الاستقطاب في مصر على نحو أكبر من اي وقت منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011. وتلقت الحكومة المدنية الجديدة امس الخميس دفعة من الولاياتالمتحدة التي كانت قد صدرت عنها رسائل متضاربة حول الأحداث في مصر.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في باكستان إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" حين عزل مرسي. وقال لتلفزيون جيو الباكستاني "طلب الملايين والملايين من الشعب من الجيش أن يتدخل .. كلهم كانوا يخشون الانزلاق إلى الفوضى والعنف." وأضاف "والجيش لم يستول على السلطة وفقا لأفضل تقييم لنا حتى الآن." وتفادت الولاياتالمتحدة وصف عزل مرسي بأنه انقلاب وهي خطوة كانت ستؤدي الى وقف مساعدات امريكية قيمتها 1.3 مليار دولار يتلقاها الجيش المصري سنويا.
لكن كيري دعا مصر الى احترام الحق في التظاهر السلمي بما في ذلك احتجاجات مؤيدي مرسي. وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون الموجود بالقاهرة لنزع فتيل التوتر امس الخميس إن الاتحاد لن يقبل بسهولة استخدام العنف لفض الاعتصام. وأضاف أنه يجب بذل جهد للوصول الى حل سياسي يشارك فيه المعتدلون من الجانبين.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن على الحكومة وقف اي خطط لتفريق اعتصام الاخوان المسلمين بالقوة. وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط بالمنظمة "لتفادي حمام دم آخر يجب أن يضمن حكام مصر المدنيون حق المحتجين المستمر في التجمع سلميا وأن يبحثوا عن بدائل لتفريق الحشود قسرا." وانتقدت المنظمة قوات الأمن لاستخدامها المفرط للقوة. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد احمد محمد علي إن الجيش لا يريد لعب دور سياسي لكنه يتحرك "لمساندة الشعب المصري في الثورة."
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط قال إن من حق الناس التظاهر سلميا. واستطرد قائلا "تلاحظ أن المظاهرات خارجة عن السلمية بل تنحو نحو العمل العنيف في مشاهد كثيرة." وفي رابعة العدوية لاتزال آثار الدماء من اشتباكات السبت الماضي على الأرض. وقالت سها عثمان (40 عاما) وهي صيدلانية من الاسكندرية ترتدي النقاب "تمارس وزارة الداخلية نفس السياسات القمعية لمبارك."
وهتفت مجموعة من الرجال "الداخلية بلطجية" و"ارحل يا سيسي.. آخر يوم". وقالت امرأة أخرى كانت تسير مع زوجها وابنها باتجاه الاعتصام "يريدون انتزاع الإسلام من البلاد. المسألة لا تتعلق بمرسي. فهم يريدون دولة علمانية ودمروه حتى يكره الناس فكرة الدولة الإسلامية."
وتتصور خطة الانتقال السياسي للحكومة الجديدة إجراء انتخابات برلمانية خلال ستة اشهر تعقبها انتخابات رئاسية. وأكد القيادي بجماعة الاخوان عصام العريان اليوم الجمعة موقف الجماعة وهو أنها لن تتعامل مع الحكام الجدد في محاولة الوصول الى حل.
وقال على صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي "المطلوب الان لاقناع الناس في الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية ان ننهي الانقلاب الدموي الفاشي وان نخرج هؤلاء الفاشيست من سلطة الامر الواقع التي اغتصبوها ليقتنع المواطنون ان بامكانهم تحديد مصيرهم واختيار حكامهم واختيار مجالسهم النيابية."