قررت النقابات الخمس الأكثر تمثيلية بسوس الدخول في إضراب جهوي عن العمل، أمس (الخميس)، وشل جميع المؤسسات التعليمية العمومية، تجسيدا لروح التضامن مع الأساتذة المتدربين الذين تعرضوا لما أسمته هذه النقابات خلال اجتماعها الطارئ ب«المجزرة الرهيبة التي طالت الأساتذة المتدربين يوم الخميس الأسود». وقد حاولت عدة جهات تابعة لوزارة الداخلية، طيلة اليومين السابقين للإضراب، ثني ممثلي النقابات التعليمية عن تنفيذ الإضراب وشل المؤسسات التعليمية، غير أنها فشلت في ذلك، بعدما تمسكت النقابات ببرنامجها دون تراجع إلى حين إسقاط المرسومين. وأدانت النقابات المنظمة للإضراب، باستثناء الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية ما أسمته «العدوان الهمجي الذي يشكل استمرارا لنفس العقلية الأمنية لسنوات الجمر والرصاص، ومطالبتها بمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة النكراء أمرا وتنفيذا». كما استنكرت نقابات جهة سوس ماسة، سياسة فرض الأمر الواقع بلغة العصا والحديد، التي تمارسها الحكومة في التعاطي مع معركة الأستاذات والأساتذة المتدربين التي دخلت شهرها الرابع، ضدا على ما تفرضه مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية من تغليب لمنطق الحوار. وحمّلت النقابات الخمس الحكومة تبعات وعواقب الإصرار على تنفيذ مقتضيات المرسومين «المشؤومين»، حسب النقابات، ونتائجهما الكارثية التي من شأنها مفاقمة حالة العطب المزمن التي تعيشها المنظومة التعليمية بالمغرب. إلى ذلك، قامت لجنة التضامن بأكادير الكبير التي تتكون من أزيد من 15 هيئة حقوقية وسياسية ونقابية وفعاليات جمعوية بتعبئة كبيرة بمختلف أحياء مدينتي أكادير وإنزكان أيت ملول، حيث وزعت منشورات تدعو من خلالها السكان إلى الخروج إلى الشارع وتنظيم وقفة احتجاجية بما أسمته «مسرح الجريمة» بساحة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان، إلى جانب النقابات التعليمية التي دعت إلى هذه الوقفة الاحتجاجية. ومباشرة بعد تصريحات وزير الداخلية بمنع المسيرات والوقفات الاحتجاجية، خرج الأساتذة المتدربون بمركزي إنزكان وأكادير في وقفة احتجاجية، يوم أول أمس (الأربعاء)، بساحة الأمل بأكادير، تنفيذا لبرنامج التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، رغم التطويق الأمني، وقد استمرت وقفتهم لما يزيد عن الساعتين، بمشاركة فعاليات سياسية وحقوقية ونقابات وأسر الأساتذة المتدربين، وفعاليات مدنية. إلى ذلك لا يزال الغليان الشعبي ضد الحكومة متواصلا بخصوص تعنيف الأساتذة المتدربين، وما زالت قاعدة المتضامنين معهم في الاتساع.