شهدت الساحة امام البوابة الرئيسية للمركز الجهوي للتربية والتكوين بمدينة انزكان صبيحة اليوم وقفة احتجاجية عارمة شارك فيها الى جانب الأساتذة المتدربين العديد من الفعاليات المدنية و السياسية ، النقابية و الحقوقية الذين تقاطروا على المكان من كل انحاء جهتي سوس ماسة و كلميم واد نون ، تضامنا مع الأساتذة المتدربين من أجل إلغاء ما بات يعرف بالمرسومين الوزاريين المشؤومين الصادرين بتاريخ 23 يوليوز 2015 الاول تحت رقم 2-15-588 القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و المرسوم الوزاري رقم 2-15-589 القاضي بتخفيض مبلغ المنحة من 2450 درهم إلى 1200 درهم. وردد المتظاهرين الذين قدر عددهم بما يزيد عن 5000 متظاهر شعارات قوية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن تعنيف الأساتذة المتدربين يوم الخميس الماضي و رحيل رئيس الحكومة ووزير الداخلية عن الحكومة ، شعارات من قبيل : " لا استسلام لا خنوع، الأستاذ لا يهان" و “القمع لا يرهبنا.. والقتل لا يفنينا "و" يالله يا جبار قهرنا بلمختار " و " باركا من البوليس زيدونا فالمدارس " و "ما مفاكينش مامفاكينش" و"اللي بغيناه يكون يكون" و "اللوبيات شبعتوهوم وأولاد الشعب فقرتوهوم " . وقد حاول المحتجون الانطلاق في مسيرة نحو مقر العمالة لكنها منعت بجدار مني من القوات المساعدة و المخبرين و العشرات من البوليس بصيغة المؤنث لتعود المسيرة أدراجها الى بوابة مركز التكوين ،قبل أن تنفض حوالي الساعة الثانية بعد الزوال دون تسجيل أي احتكاك أو مواجهات. و علاقة بالموضوع ، فانه مما اتار الانتباه هو الحضور الفعلي لوالي الامن الى عين المكان و مراقبة التظاهرة من بعيد عبر الهاتف حينا و عبر اعطاء تعليمات مباشرة للعميد الاقليمي بإنزكان في احيان اخرى ، كما لوحط استعانة اهل الحل و العقد في الجهاز الامني بالعديد من بنات حواء، اللواتي ثم اخراجهن من ركنهن بالأعمال المكتبية المنذورة لصنف ”الحريم” ،الى ارتداء الزي الرسمي، والتمنطق وسط احتكاكات الاحتجاجات الشعبية وهو تعبير على قدرة المرأة المغربية بالاضطلاع بأعثى المهام التي ظلت حكرا على أشقائهم الرجال، وبالتالي انتداب بعض العناصر من نساء الأمن للمشاركة في احتواء الاحتجاجات الشعبية و غيرها من المهام الامنية ، بهذا التوجه الامني الجديد الذي أثار انتباه الكثير من المتظاهرين و دونهم من المتفرجين ، و واكبوه بالكثير من التعاليق المستمدة من قاموس الظرف والطرافة حيث علق احد المسنين وهو يشاهد اوامر القيادة الامنية بتشكيل حاجز امني نسائي في مواجهة المتظاهرين بقوله "ها الحداكة جات ،الله يجعلها تضل وتبات" ، بينما علق احد الشبان بنوع من التهكم قائلا لاحد المحتجين " ايوا هادي لعبة اخرى ... البوليس كلنا ماشي مشكل ، و لكن الجنس اللطيف و فالزحام هدا مشكل " ليرد عليه صاحبه البوليسية ضربتك مشكلة ضرباتها مشكلة اكبر خصوصا و التمثيل كايتقنوه " . الى دلك صرح احد افراد تنسيقية الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان ، ان المسيرة الاحتجاجية التي نظمها الأساتذة المتدربون اليوم ، بحضور ومشاركة وازنة للإطارات الحقوقية والسياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني تأتي في اطار البرنامج الذي سطره المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية، إضافة الى الدعوة التضامنية التي دعت لها النقابات التعليمية بسوس مع الأساتذة المتدربين، الا أن هذه المسيرة لم يكتب لها أن تواصلها سيرها نحو النقطة المحددة وهي أمام مقر عمالة الاقليم، بعد نصب متاريس وأحزمة من رجال الشرطة والقوات المساعدة والتدخل السريع وأعوان السلطة، وهي عادة مألوفة بإنزكان المحكومة والمسيرة بعقلية أمنية، التي تمنع كل حركة احتجاجية. ونحن في التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين لإنزكان نستنكر بشدة عسكرة المدينة وتحويلها إلى منطقة أمنية مرهبة، كما ندين التدخل الأمني العنيف للخميس الأسود الذي خلف عشرات الضحايا، بعضهم ما يزال مقعدا على كرسي متحرك، والبعض الآخر تائه بين المدن للبحث عن علاج يضمد جراحه ويرتق كسوره. للإشارة فان المسار النضالي للأساتذة المتدربين ما يزال مستمرا الى حين اسقاط المرسومين، اذ في مطلع الأسبوع المقبل سيدخل الأساتذة المتدربون في اضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة، وبعده مبيت ليلي داخل المراكز الجهوية، وسيختم الأسبوع بمسيرة احتجاجية وطنية انطلاقا من مقر وزارة التربية الوطنية الى مقر البرلمان" اما السيد (م . م . ا) عن الشبيبة الاشتراكية فقد صرح لنا : " ان الاحتجاج اليوم هو رد منطقي على اختارت الدولة عبر اجهزتها المحلية استعمال القوة المفرطة في تعاملها مع المحتجين و التعنيف اللفظي و المعنوي في حق شبان و شابات و نعتهم بأقدح النعوت و الالفاط و التهديد خلال الخميس الاسود ... و هي سلوكيات تتنافى مع قيم المواطنة و مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، كما تتنافى مع المهام الموكولة للقوات العمومية بصفتها الحارس الامين لأمن المواطنين و ممتلكاتهم و حرياتهم ... فاليوم زمن الشعوب التي تريد ... وإذا أرادت فإنها لا تخاف ...وإذا تحررت من الخوف فإن القدر لا محالة سيستجيب... " و هكذا صرح (ع .خ) عن شبيبة العدل و الاحسان: " ان هدا الحشد اليوم الدي جاء للتعبير عن ادانته للقمع الامني الوحشي الهمجي ضد الأساتذة المتدربين الاسبوع الماضي و التضامن مع الأساتذة المتدربين لإسقاط المرسومين المشؤومين ... هو رسالة كدلك الى وزير الداخلية و اجهزته القمعية ان الشعب اصبح واعيا و يعرف كيف يميز بين الكذاب و الصادق ... و سياسة خلط الاوراق و الهروب من المسؤولية الجنائية و الاخلاقية من طرف وزير الداخلية و اجهزته امر مرفوض و غير مقبول " . اما (ع، س) عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان فيقول : " هدا الشكل التضامني الميداني هو تعبير على تضامن هده الفعاليات مع قمع الحركة المطلبية للأساتذة المتدربين ... و الجمعية تستجمع المعطيات بالتنسيق مع الأساتذة المتضررين للتوجه نحو العدالة و القضاء المحلي و لما لا الدولي ".