خاضت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين معركة من أجل إسقاط المرسوم 2-15-588 المتعلق بفصل التكوين عن التوظيف، و المرسوم 2-15-589 المتعلق بتقليص المنحة ... الشلل الذي عرفته المراكز الجهوية أول أمس والمسيرات الاحتجاجية التي خاضها حوالي عشرة آلاف أستاذة وأستاذ متدرب و التي تُوجت بوقفات احتجاجية بمختلف النيابات بالمغرب ، مردها إلى تقليص عدد المناصب المالية بالقانون المالي المخصصة لقطاع التربية الوطنية والتي لن تتعدى هذه السنة 7000 منصب ..مما يعني أن 3000 أستاذ متدرب سيكون مصيرهم الشارع بعد اجتياز مباراة الولوج الرسمي إلى الوظيفة بقطاع التعليم، بالإضافة إلى التقليص المفاجئ لمنحة التكوين .. وبهذا تكون حكومة بنكيران دشنت الموسم الدراسي الجديد بأجواء متوترة في زمن يتطلع فيه الجميع إلى تحقيق الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين .. !! وهكذا شهدت العديد من المدن مسيرات للأساتذة المتدربين للمطالبة بإسقاط المرسومين المذكورين ففي تطوان نظمت التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ملحقة تطوان يوم الثلاثاء مسيرة احتجاجية جابت شوارع مدينة تطوان ، للمطالبة بإسقاط المرسومين 2.15.589/2.15.588 . و قد شارك في المسيرة مجموعة من الأساتذة المتدربين الذين يتابعون دراساتهم بمراكز التربية والتكوين بكل من مدينتي تطوان و مارتيل ، لإثارة انتباه الرأي العام المحلي و الوطني للخطوات الخطيرة التي أقدمت عليها وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني ، والتي سلبتهم حقهم في التوظيف بعد استكمال تكوينهم في المراكز المذكورة ، حيث أصبح شبح البطالة يهدد مصير العديد منهم، هذا إلى جانب ضرب القدرة الشرائية للأساتذة المتدربين . و ردد المتظاهرون شعارات منددة بالسياسات اللاشعبية التي تنهجها الحكومة ، و التي تزيد من الاحتقان الشعبي ، مطالبين الوزارة بالتراجع عن المرسومين المشؤومين . و بحسب مصادر طلابية من داخل التنسيقية، فإن المرسوم 2.15.588 يهدف إلى تنزيل التوظيف بالعقدة خاصة مع إدراجه في نفس المشروع، نقطة مثيرة تقضي بأن التوظيف والتعيين يمكن أن يتم بالإختيار بعد التقيد. و يشار أن المرسوم الجديد 2.15.588 ، ينص على تنظيم مباراة للتوظيف و التعيين في وجه خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بعد نجاحهم في امتحان التخرج ، وحصولهم على شهادة التأهيل التربوي للتعليم الأولي والابتدائي والإعدادي والتأهيلي ، ابتداء من الموسم الدراسي الجاري . مما يعني أن المرسوم الجديد يفرض مباراة ثانية أو التقيد أو امتحان مهني بدل التوظيف المباشر بعد التخرج من المراكز الجهوية، الذي كان معمولا به سابقا . أما المرسوم 2.15.589 ، فيقضي بتخفيض المنحة المقدمة للأساتذة المتدربين إلى النصف خلال مرحلة تكوينهم ، مما يعكس سياسة التفقير التي تنهجها الحكومة اتجاه أبناء الطبقات الشعبية . وفي أكادير نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر أكاديمية جهة سوس ماسة،ندد الطلبة الأساتذة المتدربون بمركزي التكوين بأكَاديروإنزكَان،في شعاراتهم المرفوعة،بمضمون المرسوم الوزاري الجديد الذي حط من كرامة المتدربين واستخف بمؤهلات مراكز التربية والتكوين حين ألغى التوظيف المباشر بعد التخرج من هذه المراكز. كما ندد المحتجون بالحكومة التي أصدرت هذا المرسوم القاضي بفصل التكوين عن التوظيف والذي أصدرته الحكومة المتعلق بمباراة ولوج سلك الوظيفة العمومية بقطاع التعليم،وتخفيض منحة الأساتذة المتدربين من 2450 درهما إلى 1200 درهم. و اعتبروا ذلك بمثابة إقرار سد منيع لولوج الوظيفة العمومية التي ستصبح بعد التخرج من مراكز التكوين، خاضعة للمناصب المالية ونتائج المباراة التي سيخوضها هؤلاء الأساتذة المتدربين خريجي مراكز التكوين في جميع الأسلاك التعليمية. وطالب الطلبة الأساتذة المحتجون في بياناتهم وشعاراتهم ولافتاتهم التي رفعوها بالمناسبة،بإلغاء هذين المرسومين جملة وتفصيلا،وتشبثوا بمطالبهم المشروعة المتمثلة في حق التوظيف المباشر بعد التخرج من المركز دون قيد أو شرط، مع استرداد القيمة الحقيقية للمنحة المتمثلة أصلا في المبلغ المقرر سابقا.