نشرت هسبريس مقاطع فيديو، وعشرات الصور، تتضمن شهادات واعترافات لشباب صحراويين يقبعون في أحد سجون جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو معتقل "الذهبية" الرهيب، القريب من الرابوني، تم تسريبها من داخل هذا السجن، وحصلت الجريدة على نسخ منها. وأجمعت هذه الشهادات الموثقة بالصوت والصورة، عدا الصور الناطقة أيضا، على أن ما يجري في هذا المعتقل الرهيب يفوق الوصف، من شدة الفظاعات والانتهاكات التي تطال كرامة المعتقلين، الذين ترهبهم زبانية البوليساريو بمعاملتهم بقسوة وعنف، لكونهم من شباب التغيير، المطالبين بإصلاحات داخل مخيمات اللجوء. ويقول في هذا الصدد كمال "الداودي"، وهو أول شباب معتقل من مؤسسي حركة شباب التغيير، إنه يتواجد بمعتقل سجن "الذهيبية" سيء السمعة، باعتباره معتقلا سياسيا متابعا بتهمة مدنية ملفقة، لأنه لا يوجد قانون يجرم حرية التعبير"، مشيرا إلى أنه تعرض لشتى أنواع العنف والإهانة. وتابع الناشط الصحراوي المعتقل بأنه تلقى معاملة عنيفة وحاطة بالكرامة، رفقة معتقل سياسي آخر، هو سيدي أحمد العروسي بومهدي، الذي التحق به سنة 2014، حيث تم عزلهما عن باقي المعتقلين، كما تم التحقيق معهم بشراسة، وأهينت كرامتهم بالتلاعب بعوراتهم. وناشد المعتقل ذاته المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل من أجل وضع حد للأوضاع الإنسانية الكارثية التي توجد بهذا السجن البدائي خاصة"، مؤكدا أن هناك قاصرون ومعاقون ومجانين وسياسيون يقبعون داخل معتقل الذهبية، ويعانون في صمت، بعيدا عن أعين المنظمات الحقوقية". واسترسل "كمال الداودي" بأنه عندما تأتي منظمات حقوقية ما إلى هذا السجن، يتم تفريغ المعتقل من القاصرين والمعاقين والمجانين، وتهريبهم إلى أمكنة أخرى، حتى تمر زيارة الحوققيين، فيما يتم التعاطي مع السياسيين المعتقلين، إما بترهيبهم أو إغرائهم من أجل شراء سكوتهم". معتقل آخر قال إنه مسجون في "الذهبية" منذ يونيو 2014، لانتمائه إلى حركة "شباب التغيير"، وبأن البوليساريو اتهمته بكونه ينتمي إلى حركة مندسة وانفصالية، وبأنه يعادي مصالح الجزائر"، مؤكدا أنه ليس سوى أحد الشباب الذين يطالبون بإقامة إصلاحات داخل مخيمات اللجوء" وفق تعبيره. وشدد السجين على أن المعتقلين ليسوا ضد الجزائر، ولا علاقة لهم بمخابرات هذا البلد، قبل أن يناشد بدوره المنظمات الحقوقية في العالم بالتدخل العاجل لإطلاق سراحهم، ووضع حد للمعاناة التي يعيشونها في السجون، ومنها التغذية الرديئة التي يتلقونها، والتطبيب المنعدم داخل المعتقل. عبد الحي إبراهيم كوري، معتقل قاصر لا يبلغ من العمر سوى 15 عاما، يحكي ضمن شهادته التي حصلت عليها هسبريس، بأنه من قبيلة أولاد موسى، ومن مواليد سنة 2000، وتم اعتقاله سنة 2010، أي وهو في عمره 10 سنوات فقط، متطرقا إلى الأوضاع العفنة التي يعيشوها المعتقلون، مطالبا حقوقيي العالم بالتدخل والرأفة لحالهم. شهادة مؤلمة أخرى بصم عليها معتقل من داخل سجن "الدهيبية"، أفصح عن اسمه وانتمائه القبلي، حيث تحدث عن ظروفه الصحية السيئة التي يعاني منها، وقال إنه مصاب بارتجاج في الدماغ، لكن دون أن يجد رعاية صحية لائقة، ولا متابعة طبية كما يستوجب القانون ذلك"، مشيرا إلى أن "التطبيب منعدم ووسائل النظافة غائبة بهذا السجن الرهيب".