ينتظر أن ينزل الى المكتبات منتصف شهر ايلول / سبتمبر الجاري كتاب جديد بعنوان «محمد السادس، ابن صديقنا» وعنوان فرعي «الملك وراء الأقنعة» لصاحبه عمر بروكسي، يتناول بالتحليل 15 سنة الأولى التي قضاها محمد السادس في العرش حتى الآن ومنها كيف ساعدت باريس الملك على تجاوز محنة الربيع العربي. والكتاب صادر عن دار النشر «نوفو موند إدسيون» ويقع في 240 صفحة، ويوقع تمهيده الصحافي والكاتب جيل بيرو صاحب الكتاب الشهير «صديقنا الملك» الصادر في أوائل التسعينات حول الملك الراحل الحسن الثاني وكان قد تسبب في أزمة في العلاقات الثنائية بين باريسوالرباط وقتها وكان له وقع قوي على السياسة المغربية وقتها بسبب ما كشف عنه من معطيات دقيقة خاصة ملف السجن الشهير تازمامارت، حيث سجن عشرات العسكريين في ظروف مأساوية. والكتاب الموزع على تسعة فصول يسعى الى «سبر أغوار شخصية الملك محمد السادس التي تبقى، وفق الكاتب مبهمة للغاية حتى الآن». ومما يزيد من هذا الغموض إحجام الملك على إعطاء حوارات صحافية لوسائل الاعلام. ويعالج الكتاب من زاوية الهيمنة المطلقة للملكية على الشأن العام، سيطرة الملك على القطاعات الهامة في البلاد ومنها الاقتصاد والقضاء والجيش والسياسة. ويتطرق الى محطات هامة في مسيرة الملك السياسية مثل التوتر مع اسبانيا سنة 2002حول جزيرة ثورة والعلاقات مع فرنسا. كما يخصص حيزا هاما لمساعدي الملك المقربين أمثال المستشار فؤاد علي الهمة والكاتب الخاص منير الماجدي. ويركز الكتاب بمعطيات ومعلومات جديدة على ملفين أساسيين، ملف العلاقات المغربية-الفرنسية ويسرد كيف ساهمت باريس في اجتياز المؤسسة الملكية الربيع العربي بأقل الخسائر. وفي الوقت ذاته، يقدم معطيات دقيقة وجديدة في نزاع الصحراء الغربية. في الوقت ذاته، يهتم بدور الملك في الاقتصاد المغربي وكيف يسيطر على الكثير من القطاعات الإنتاجية. والكاتب وهو أستاذ جامعي سابق وصحافي عمل لسنوات في وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، وساعده عمله في الرباط وفي وكالة كبيرة من حجم أ ف ب من التوفر على معلومات هامة للغاية ستكون تكميلية لمعرفة طريقة اشتغال المؤسسة الملكية وخاصة مع فرنسا. وصرح عمر بروكسي للجريدة الرقمية «اليوم 24» أنه تعرض لهجمات ومضايقات منذ ذيوع خبر صدور كتاب عن الملك محمد السادس، مشيرا في هذا الصدد «هناك هجمات تعرضت لها من قبل أشخاص يدفع لهم من أجل هذا الغرض، لكنها تبقى غير مهمة، وكتابي سينزل إلى الأسواق قريبا». ويضاف «محمد السادس، ابن صديقنا» إلى الكتب التي وقعها مغاربة حول المؤسسة الملكية، حيث كانت في الماضي شبه غائبة باستثناء كتاب واحد للمعارض الراحل مومن الديوري حول ممتلكات الحسن الثاني «من يملكالمغرب»، ولكن في عهد الملك محمد السادس ظهرت الكثير من الكتب من توقيع مغاربة بعضها يتبنى خطا تمجيديا وبعضها من زاوية نقدية وأبرزها كتاب «مذكرات أمير مبعد» من توقيع الأمير هشام ابن عم الملك والآن كتاب عمر بروكسي. ويدخل الكتاب الجديد ضمن الكتب التي تؤرخ لمرحلة معينة، من زاوية سياسية، لتاريخ المغرب وأساسا مرحلة محمد السادس، وتقدم للرأي العام رؤية عن جوانب غامضة من اشتغال المؤسسة الملكية خاصة الجوانب التي لا تعالج علانية في الصحافة المغربية وتصريحات السياسيين. وبغض النظر عن مضمون هذه الكتب، فأهميتها تتجلى في أنها توفر مادة تاريخية للمستقبل لكتابة تاريخ المؤسسة الملكية مع بداية القرن الواحد والعشرين بشكل لم يحدث مع أي ملك علوي سابق.