من يعرف الصحافي عمر بروكسي يعرف "نضاليته" من اجل مهنة تتمتع فعلا بسلطة حقيقية مستقلة عن باقي السلطة. الصحافي عنده "مناضل" طالما انه حر نزيه صادق، في "لوجورنال" كما في وكالة الانباء الفرنسية وقبلها في التدريس بالجامعة، كان ومازال بروكسي وفيا لمبادئه حالما بمغرب ديموقراطي بعيدا عن ديمقراطية الواجهات كما وصفتنا اخيرا صحيفة بريطانية، حلم يريده مواطنون اخرون يبدو انه مازال بعيد المنال ولم يحن وقته بعد. هذا الصحافي الذي عانى جسديا ونفسيا من حروب كثيرة خاضتها الدولة العميقة والسطحية ضده، انتقلت وفود الى باريس من اجل اقناع وكالة الانباء الفرنسية بطرده وعادت دون ان تنال مبتغاها الوضيع المنحط. بروكسي ليس متطرفا بل رجل حوار ونقاش وسجال. فقد كتب على حائطه على الفايسبوك كلمات مؤثرة ومملوءة بالاخبار في الوقت نفسه. تعيد "كود" نشرها كاملة لما فيها من معطيات حصرية ولما فيها من حس انساني لصحافي يدافع عن انسنة مهنة تضيع بين حسابات رجال الدولة الاقوياء
هذا نص ما كتبه الصحافي عمر بروكسي مع رابط الستاتو
ايها الاصدقاء لقد اتخذت اليوم قرار انهاء تعاملي مع وكالة فرنسا بريس بداية من شتنبر القادم. بعد خمس سنوات من العمل الرائع و الممتع، وهو قرار اتخذته بكل حرية قصد الاهتمام بمشاريع عمل اخرى. انا فخور بان عملت للوكالة المذكورة دون اجتياز اي اختبار بعد اغلاق لوجورنال الذي عملت فيه رئيسا للتحرير.
فخور بتعاوني معها و بعملي لخمس سنوات جنبا الى جنب مع صحفيين محترفين
فخور لان تلك الوكالة دافعت عني في الوقت الذي تتنكر فيها مؤسسات دولية اخرى لصحفييها لحصول ادنى مشكل لن انسى ابدا حين قرر محمد السادس و زميله فؤاد الهمة قبل سنتين سحب اعتمادي فسافرت الى باريس حيث وضعت استقالتي على مكتب مدير الوكالة قائلا له اني لا اريد ل"ا ف ب" ان مشاكل بسببي، و اجابني حينها استقالتك مرفوضة،حين تقرر باراداتك الخاصة ان ترحل عنا حينها سنحترم قرارك فالصحفيين الاحرار لا نجدهم على قارعة الطرق
لن استطيع شكر الوكالة لانها دافعت عني رغم كل الضغوط التي مورست عليها
هي وكالة كبيرة و قراري الاخير اتخذ بكل حرية و الا ف ب احترمته
و السبب رغبتي في البدء في مشروع اتحمس له منذ زمن طويل فبعد خمسة عشر سنة، منها عشر سنوات في لوجرنال و خمس مع الوكالة، لايزال المشهد الصحفي في المغرب مثيرا للشفقة، كأنه حقل مهجور مليء بالاطلال يسبح في تناقضاته و بؤسه و اكبر مثال على ذلك ما راج مؤخرا على مائة موقع مغربي على اني مع ايناس دال ساصدر كتابا على الملكية بدعم من مولاي هشام، وتلك محض اشاعة
باستثناء حنان بكور التي اتصلت بي قبل ايام وكنت حينها في برلين لتتأكد من الخبر، تناقل اكثر من مائة موقع هذه الاشاعة دون حتى الاتصال بي ومنهم مواقع محترمة مثل تيل كيل و يابلادي
والحقيقة أني ساصدر كتابا عن الملك محمد السادس في سبتمبر القادم في باريس، كتاب موثق بشكل مبهر مع معلومات تصدر لاول مرة هذا الكتاب هو باكورة تحقيق بدأته منذ سنوات،وكتبته لوحدي، نعم بقلمي الخاص،و انا فخور به كما اعدكم بمفاجأت كثيرة فيه،لم اكشف الان عن العنوان و عن الشخصية الكبيرة التي كتبت تقديمه باتفاق مع دار النشر سيتم الاعلان عن كل ذلك في الوقت المناسب،شكرا لكم اصدقائي و عاشت الحرية