كذبت حركة 20 فبراير بالمغرب اليوم كل ادعاءات وفاتها وانتهاء دورها وتأثيرها في المشهد السياسي المغربي. ولعل أول من أكد قدرتها القوية على ذلك، هو الإنزالات الهائلة والكبيرة في جل المدن المغربية لقوات الأمن بمختلف ألوانها، والعسكرة التي عرفتها مجمل الساحات ومداخل المدن وحتى الشوارع التي اعتاد النشطاء تنظيم مسيراتهم بها، وكعادتها، قامت القوات العمومية بنهج نفس المقاربة الأمنية عبر التضييق على جل مسيرات ووقفات حركة 20 فبراير هذا اليوم، حيث عمدت إلى قمعها والاعتداء على نشطائها بالدار البيضاء وطنجة والمحمدية وفاس والحسيمة...بينما لم تسلم مسيرات أخرى من الحصار والتضييق مما منع النشطاء من التحرك بعدة مدن كالجديدة ومراكش وغيرهما. ويبدو جليا أن الحركة أطل نجمها،بعد الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين استجابوا لندائها للخروج والاحتجاج، خصوصا بالمدن الكبرى، كما حافظت على مضامين مطالبها مؤكدة في الوقت ذاته أن لا شيء تغير، رغم إقرار دستور جديد تنعته الحركة بالممنوح، وتنصيب حكومة بعد انتخابات دعت إلى مقاطعتها. حركة 20 فبراير احتفلت بميلادها الثاني وأبدعت بكل الأشكال النضالية وأكدت بما لا جدال فيه أنها قائمة ومستمرة، وتستمد مشروعيتها من الشارع الذي لا يزال وسيبقى نبضا لكل القوى الحية والضمائر التي تؤمن بحتمية التغيير والتواقة إلى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. حسب مضامين مختلف الكلمات التي ألقيت هذا اليوم. ولم يختلف الأمر في بني ملال، حيث خرجت حركة 20 فبراير لإحياء الذكرى الثانية على انطلاقتها، بحضور أمني مكثف وأعداد غير معتادة من القوات وسيارات الأمن، رافعة شعارات قوية مناوئة لسياسة المسيرين للشأن العام بالبلاد، بحضور جماهير غفيرة، تفاعلت خلالها مع الكلمة التي ألقيت بساحة المسيرة، وبحضور جل الوجوه المعروفة والتي دعت للاحتجاج منذ أول يوم. وقد أدانت الحركة ببني ملال ما تعانيه من حصار وقمع وتضييق على مناضليها في مختلف المدن المغربية، كما نددت بالمقاربات الأمنية التي بدأت تنهجها الدولة مؤكدة على أن كل هذه الممارسات لن تزيد الحركة إلا تمسكا وصمودا. وشددت الكلمة على ضرورة خروج الجماهير للشارع تعبيرا عن سخطهم على ما تؤول إليه الأوضاع اجتماعيا واقتصاديا ومحاكمة ناهبي ثروات وخيرات الوطن على امتداد جغرافيته. وقد تبادل النشطاء على المواقع الاجتماعية التهاني بنجاح يوم الذكرى الثانية لانطلاقة الحركة، مؤكدين أنها تعرف تجديدا لوسائل التعبئة والتواصل مع الجماهير، وتركز على الواقع المزري الذي تعيشه الطبقة الفقيرة بالمغرب.