تعيش بلدة بني بوعياش الواقعة باقليم الحسيمة على إيقاع مواجهات يومية دامية بين الساكنة والقوات العمومية المستقدمة من مناطق مختلفة من المغرب ، حيث انطلقت شرارة هذه المواجهات بعد مداهمة القوات العمومية ليلة الاربعاء على الساعة الواحدة ليلا لمعتصم للساكنة كانت قد نظمته منذ شهرين أمام مقر الباشوية ثم عاد الهدوء صباح يوم الخميس قبل أن تنطلق مواجهات جديدة زوال نفس اليوم بعد أن عمدت القوات العمومية إلى قمع مسيرة تدين القمع وتطالب برفع العسكرة عن البلدة، واستمرت هذه المواجهات منذ الساعة الخامسة بعد الزوال الى حدود ساعات متأخرة من نفس اليوم تم خلالها اعتقال أزيد من 22 مواطن ومداهمة البيوت وتكسير نوافذ وبوابات المحلات التجارية والمقاهي حسب افادات السكان، وهو الأمر الذي رشح الوضع إلى مزيد من التصعيد يوم الجمعة 09 مارس حيث انتشرت عناصر من القوات المساعدة والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والامن الوطني في أغلب شوارع وأزقة البلدة معرضة كل الساكنة للقمع والتنكيل دون تمييز حسب إفادات شهود عيان من المنطقة ، الأمر الذي دفع بالمحتجين إلى الدخول في مواجهات جديدة دفاعا عن ساكنة البلدة وعن ممتلكاتها هذا وتمت معاينة انزال كثيف للقوات المسلحة الملكية من الثكنة العسكرية المتواجدة بالناظور تمر من الطريق الساحلي ، وعدد كبير من الحافلات تقل القوات المساعدة وقوات التدخل السريع قادمة من فاس وتازة كما تم رصد طائرات تابعة للدرك الملكي تحط الرحال بمطار الشريف الادريسي بالحسيمة ، وتنتشر حواجز أمنية مكثفة في كل مداخل بني بوعياش وبعض المناطق المجاورة لها . وقال أحد نشطاء حركة 20 فبراير ببني بوعياش بأن الدولة تحاول معاقبة ساكنة المدينة بشكل جماعي وتعمل بكل ما أوتيت من قوة لاقتلاع الفعل الاحتجاجي في المنطقة من جذوره ، مؤكدا على أن الأمور تتجه نحو ارتكاب عملية ابادة جماعية إن استمر الوضع على ما هو عليه ، ودعى كل كل المناضلين والمواطنين بالريف والمغرب عموما إلى الخروج للشارع للاحتجاج ضد ما تعرفه البلدة من حصار وقمع ومن أجل التخفيف من حدة الانزال الامني المتجه صوب بني بوعياش . وتستعد عدد من الهيئات والتنظيمات الجمعية والحقوقية واللجان المحلية في عدد من المناطق بالريف لتنظيم تحركات احتجاجية تهدف إلى كسر الحصار الممارس في حق ساكنة بني بوعياش وإدانة المقاربة القمعية التي تنهجها الدولة تجاه احتجاجات الساكنة بهذه المنطقة .