لا يمر يوم على سكان جماعة برادية التابعة لنفوذ عمالة الفقيه بن صالح الفتية، دون التحدث عن الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب و عن اشتياقهم لسماع خريرها في الطوابق العلوية لمساكنهم. في الوقت الذي توقع الجميع أن تفويته للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب قبل سنوات سيجعلهم يتنفسون الصعداء، و سيرحمهم من ويلات التسيير العشوائي و التلاعب بمادة حيوية و أساسية، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، فلم يتم استبدال الصديق إلا بأقبح منه.. الأيام الأخيرة، أضحت صيفية على الساكنة البرداوية بجميع المقاييس، الحرارة المفرطة، انعدام المتنفسات إلا من غزو المقاهي، و شح المياه الصالحة للشرب و هذا هو الأخطر. أصبح كل من يرغب في تشييد ''قبر الحياة'' ملزما بزيادة الطين بلة بالتنقيب عن المياه قبل حفر الأساس،على الأقل هذا أرحم من انتظار قطرة ماء أمام صنبور خجول. و لعل عدد الابار المتواجدة في هاته القرية الصغيرة يجب أن يبلغ به للدخول في كتاب ''غينيس'' للأرقام القياسية. المضخات الصغيرة المتمركزة قرب عدادات الماء و الكهرباء خير دليل على استهتار مسؤولي المكتب الوطني لهذه المادة النادرة في قريتنا الجميلة و يجعلها تطرح سؤالا مهما لا يلقي له الموظف القابض الذي يبعثه المكتب لإحصاء كميات المياه المستهلكة و هو: فيما الفائدة من كل تلك المصاريف التي يثقلون بها جيوب ''الدراويش''، و خصوصا إذا علمنا أن مصاريف الربط بالشبكة قد ارتفعت إلى الضعفين قبل فترة. و لمن لا طاقة له باقتناء مضخة صغيرة يعين بها محطات ضخ المكتب ''المسكين'' لكي يوصل المياه إلى بيته، كان الله في عونه و خصوصا إذا كان من على شماله و يمينه ميسوري الحال، فلن يرى وجهه في الماء بثاتا، فكل ما سيجود به المكتب ''البخيل'' من ماء صالح للشرب ستمتصه مضخات الجيران. لا شيء يفكر فيه من يرغب في احتفال بمناسبة ما و إقامة مأدبة يجمع فيها الأهل و الأصحاب إلا كيفية الخروج من مأزق تدبير الماء، فلا ثقة بتاتا في صنابير لا تعرف الصدأ أبدا. خصوصا و أننا في أيام الأعراس و الأفراح و مقبلون على شهر يجب التفرغ فيه للعبادة للخروج فيه بذنب مغفور، لا أن يمر بالتفكير في حل لهذا ''المكتوب''. فيا عجبا لزمان قل فيه احترام الإنسان. و يا عجبا لمسؤولين عن ماء و لا ماء في وجوههم. و يا عجبا لسكان لا تسمع شكاويهم و تذمرهم إلا في المقاهي و الأماكن الفارغة حتى إذا سقطت البقرة حملوا سكاكينهم جميعا... مع الأسف ''بني ملال أونلاين'' صورة لبعض السكان في معاناة شبه يومية للبحث عن البديل