الأسهال الحاد ،القي، ألم البطن، أوجاع الكلي والتسممات ، ذلكم ما تسببت فيه المياه التي تزعم الجماعة أنها صالحة للشرب خاصة الدواوير التي تتزود من الصهريج الموجود في مدخل زاوية مولاي عبد المالك والذي لم يتم تنظيفه لسنوات عديدة وترك مهملا، حيث تنبعث منه روائح كريهة، ونظرا لهذه العفونة أصبح عشا للحشرات والديدان الصغيرة السوداء. العديد من السكان ألغوا تماما فتح صنابير بيوتهم وعادوا لآبارهم التي هاجروها منذ سنين في حين يضطر البعض ممن لهم وسائل النقل للتزود بالماء من بئر خاص بقنطرة وادي مكونة على بعد 3 كيلومترات.. يقول أحد السكان: "إننا نعاني من الأمراض والتسممات نتيجة هذه المياه الملوثة وقد نبهنا الجماعة غير ما مرة دون جدوى مع العلم أن صهريج وبئر الجماعة لا يبعدان عن بيت رئيس الجماعة إلا ببضعة أمتار لا غير.." وقال آخر: "أغلبية السكان ليست لهم إمكانيات مادية لاقتناء المياه المعدنية، ولهذا اضطروا للتزود بالماء من بئر خاص بدوار تيزي لكن صاحبه نفد صبره بعدما أصبحت طوابير من الناس تصطف أمام بيته إضافة إلى أنه يستعمل مضخة كهربائية لاستخراج الماء من عمق البئر مما يكلفه مصاريف كثيرة على مستوى استهلاك الكهرباء، وهذا ما أدى إلى اضطرار الساكنة إلى التنقل إلى دوار إبراحن قرب قنطرة وادي مكونة للتزود بالماء من بئر خاص" أما منطقة البور التي تضم ما يفوق 2000 نسمة فهي تعيش في عطش دائم.. ورغم الكثير من الاحتجاجات التي نظمها السكان أمام مقر الجماعة مطالبين بحقهم في الماء الشروب، غير أن مسؤولي الجماعة لم يعيروا قضية الماء أي اهتمام. جماعة أيت سدرات السهل الغربية غنية بالمياه حيث يلتقي فيها وادي مكونة بوادي دادس وهما الرافدان الأساسيان لنهر درعة ، كما أنهما المزودان الرئيسيان لسد المنصور الذهبي.. والجماعة أيضا غنية بالمياه الجوفية ومع ذلك تعاني من أزمة الماء الشروب مما يطرح العديد من الأسئلة حول السياسة المائية للجماعة والتي بنت صهاريج ومدت قنوات الماء إلا أنها لا تخضع المياه للمعالجة والتصفية. كما أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لا وجود له على الإطلاق بهذه الجماعة.. فإلى متى يعيش سكان ايت سدرات السهل الغربية بين ماء ملوث يسبب الأمراض الخطيرة والتسممات ، وعطش متواصل رغم غنى المنطقة بالمياه السطحية الجوفية؟